يعتبر الطب من العلوم الإنسانية السامية التي تهدف إلي علاج المرضي و إنقاذ أرواحهم حال مرورهم بأزمات صحية طارئة و إذا كان ذلك الكلام يبدو نظري إلا أنه قد تم تطبيقه بشكل عملي في تفاصيل تلك الصورة التي تم إختيارها كصورة العام من قبل ناشونال جيوجرافيك و إدراجها كواحدة من أشهر الصور في التاريخ و يظهر فيها الطبيب البولندي زبيجنيو ريليجا و هو جالسا داخل إحدي غرف العمليات وسط مجموعة من الأسلاك المتشابكة و يراقب إحدي الشاشات لمتابعة كيف يستجيب مريضه بعد عملية جراحية طويلة و معقدة لزراعة قلب أستمرت لمدة 23 ساعة و في الخلفية يظهر أحد زملائه و هو مستلقيا علي الأرض من شدة الإرهاق .

التاريخ : 1987 .

المصور : الأمريكي جيمس ستانفيلد – ناشونال جيوجرافيك .

التفاصيل : تبدء الصورة بالطبيب “زبيجنيو ريليجا” الذي درس في جامعة وارسو الطبية عام 1963 و في عام 1973 توجه إلي ” الولايات المتحدة ” و زار مدينة “نيويورك” للتدريب على جراحة الأوعية الدموية و بعد عامين تدرب على جراحة القلب في “ديترويت” و حين عاد إلي ” بولندا ” أصبح رائدا في مجال زراعة القلب البشري و في أحد الأيام جائت له حالة ميئوس منها لمريض يدعي ” زيتكيفيتس تاديوس ” و رغم صعوبة إجراء تلك الجراحة في ذلك الوقت طبيا إلا أنه قرر إنتهاز الفرصة و القيام بها .

و أجريت الجراحة و أستمرت لمدة 23 ساعة كاملة و عقب الإنتهاء منها كان الفريق بالكامل متعبا و مرهقا إلا أنه قرر الإستمرار في متابعة الحالة و في تلك الأثناء كان المصور ” جيمس ستانفيلد ” متواجدا داخل الغرفة و ألتقط تلك الصورة الأيقونية للطبيب أثناء عمله و بعد فترة من الوقت تعافي المريض و أصبح بصحة جيدة و عاش بعدها لمدة 30 عاما تقريبا كدليل علي نجاح تلك العملية و الغريب أن الطبيب “زبيجنيو ريليجا” قد توفي قبله و حضر جنازته المصور برفقة المريض الذي كان يبلغ من العمر حينها 88 عامًا و هو حاملا تلك الصورة الأيقونية التي أظهرت أنه من الممكن تحقيق المستحيل في زراعة قلب رجل و إعادته إلى حالته الصحية مرة أخرى .

أقرأ أيضا : صورة العداء الأسباني إيفان فرنانديز أنايا خلال تنبيه منافسه الكيني أبيل موتاي بأنه لا يزال لم ينهي السباق كما يظن

الجدير بالذكر أنه بجانب المسيرة الطبية و الإنجازات العلمية التي قام بها الطبيب “زبيجنيو ريليجا” إلا أنه كان له نشاط سياسي ناجح أيضا حيث أصبح عام 1993 عضوًا في مجلس الشيوخ البولندي و أُعيد إنتخابه عام 2001 و كان مرشحًا واعدًا في الإنتخابات الرئاسية البولندية عام 2005 و علي الرغم من خسارته في السباق الرئاسي إلا أنه كان ينال قدراً كبيراً من إحترام الشعب البولندي .