علي بعد حوالي 6500 كيلومتر من الساحل الشرقي لقارة أفريقيا تقع سلسلة من الجزر البركانية التي تُعد من أكثر الأماكن الطبيعية سحرًا علي وجه الأرض أبرزها جزيرة موريشيوس التي تعد موطن لأكثر من 1.2 مليون نسمة و تشكلت بفعل نقطة بركانية ساخنة تقع في المحيط الهندي و تتميز بتنوع فريد من النباتات و الحيوانات و سلاسل ضخمة من الشعاب المرجانية و لكن ما يجعل تلك البلد مكانًا إستثنائيًا عن باقي بلدان العالم هو إمتلاكها لظاهرة فريدة من نوعها تعتبر من أكثر العجائب إثارة للدهشة علي كوكب الأرض ألا و هو شلال تحت الماء يجتذب الألاف من الزوار سنويا للإستمتاع بمشاهدته و الإنبهار بعظمة الطبيعة و قدرتها علي خلق مشاهد لا تصدق .

و لمحاولة فهم ظاهرة الشلال تحت الماء بشكل علمي فمن المعروف جيولوجيا أن معظم اليابسة علي كوكبنا تتواجد في شكل قارات إلا أنه يوجد إستثناءات لهذه القاعدة تتمثل في ظهور كتل أرضية وسط المحيطات تتشكل من قوي بركانية تنبثق من باطن الأرض و هذه النقاط الساخنة غالبًا ما تخلق جزرًا أو سلاسل جزرية مثل هاواي و ساموا الأمريكية و جزر جالاباجوس و سيشل حيث يختلف بنيان القارات عن الجزر في أنه أسفل سطح الماء المواجه للقارات توجد هضاب بحرية تتحول فيها الكتل الأرضية الكبيرة تدريجيًا إلي مياه المحيط العميقة بينما تكون المياه المحيطة بالكتل الأرضية ضحلة نسبيًا أما في حالة الجزر البركانية فتتحول المياه من الضحلة إلي العميقة بشكل مفاجئ و هذا يعني أنك قد تكون تسبح في مياه ضحلة و بعد بضع دقائق فقط تجد نفسك في مياه يصل عمقها إلي آلاف الأمتار .

و بالذهاب إلي سلسلة الجزر البركانية في المحيط الهندي فنجد أن هضبة ماسكارين الجنوبية قد تشكلت خلال بضع ملايين من السنين الماضية بسبب نقطة ساخنة تعرف بإسم ريونيون التي أصبحت نشطة مرة أخرى منذ حوالي 10 مليون سنة نتج عنها ظهور جزر ماسكارين و جزيرة موريشيوس حيث يوجد شلال تحت الماء تشكل منذ حوالي 8 ملايين سنة و هو في الواقع نتيجة لعملية طبيعية مختلفة تمامًا فبدلًا من تدفق المياه من أعلي إلي أسفل كما نري في شلالات المياه الطبيعية فإن هذه الظاهرة تنتج عن حركة الرمال لأن ” موريشيوس ” تحتوي علي كميات كبيرة منه علي سواحلها و تتحرك بواسطة تيارات المحيط و عندما تصل إلي الحافة الجنوبية للجزيرة حيث نهاية الهضبة البحرية و بداية المياه العميقة تبدأ الرمال في الغوص إلي قاع المحيط .

أقرأ أيضا : شلالات الدم .. نهر جليدي أحمر يتدفق من وسط جليد القارة القطبية الجنوبية الأبيض
و نظرا لغوص الرمال عبر المياه العميقة فإن ذلك ما يخلق وهمًا بصريًا يشبه شلال تحت الماء و ما يعزز ذلك الوهم هو اللون الأزرق الداكن للمياه العميقة حيث يبدو و كأن الرمال تتدفق إلي أسفل كشلال مائي و هذه الظاهرة الفريدة تجعل من ” موريشيوس ” مكانًا إستثنائيًا للزيارة و الإستكشاف علي الرغم من أن تواجدها في مكانها لن يكون دائما نظرا لأن الجزر البركانية التي تتشكل فوق أعمق النقاط الساخنة لا تدوم سوي لبضعة عشرات من ملايين السنين قبل أن تبدأ في التآكل و الإختفاء تحت سطح البحر و هو ما يحدث بالفعل حيث تتآكل الجزيرة حاليا ببطء و سوف تصبح في النهاية مجرد جزء من الهضبة البحرية الكامنة تحت المحيط .