من حافة الإفلاس إلي قمة المجد .. كيف أنقذت أبقار الجماهير نادي بيلا فيستا

في عالم كرة القدم حيث تسيطر الأموال الضخمة و الصفقات المليونية علي الأخبار تبرز قصص تعكس الجانب الإنساني و الحب الحقيقي لتلك اللعبة و لعل من أشهر تلك القصص هو ما حدث في الأورجواي خلال ثمانينات القرن الماضي حين كان نادي بيلا فيستا أحد أعرق الأندية في البلاد يعاني من لحظات حرجة بعد أن أصبح علي وشك الإفلاس إلي أن تدخلت جماهيره بشكل غير متوقع لإنتشاله من عثرته المالية وصلت لدرجة قيام العديد منهم ببيع أبقاره و ماشيته لتسديد ديونه و يضربوا بذلك مثل علي قوة التضامن الجماعي و حب الجماهير لناديهم و أن كرة القدم ليست مجرد لعبة بل هي جزء من حياة الناس و ثقافتهم و كيف يمكن للشغف أن يتجاوز كل الحدود المادية و يصنع المعجزات .

من حافة الإفلاس إلي قمة المجد .. كيف أنقذت أبقار الجماهير نادي بيلا فيستا

تأسس نادي ” بيلا فيستا ” في 4 أكتوبر عام 1922 في حي باسو دي لا أرينا بمدينة مونتيفيديو عاصمة ” الأوروجواي ” حيث كان النادي الذي حمل إسم الحي الذي نشأ فيه يمثل الطبقة العاملة في المدينة لذلك كان يعتبر نادياً شعبياً بإمتياز و علي الرغم من أنه لم يحقق الكثير من الألقاب الكبرى مقارنة بمنافسيه مثل ” بنيارول ” و ” ناسيونال ” إلا أنه كان يتمتع بشعبية كبيرة بين سكان الحي و المناطق المحيطة لذلك كان دائما ما يحصل علي دعم معنوي كبير من جماهيره الذين كانوا يعتبرونه جزءاً من هويتهم اليومية و لكن مع مرور السنوات بدء النادي في مواجهة تحديات مالية كبيرة بسبب سوء الإدارة و تراجع الأداء الرياضي و هو ما أدى إلي تراكم الديون .

و مع مطلع الثمانينيات وصلت أزمة نادي ” بيلا فيستا ” المالية إلي ذروتها بعد أن إزدادت الديون التي تثقل كاهل النادي في ظل عدم وجود أي حلول مالية في الأفق حيث كانت الإدارة عاجزة تماما عن إنقاذ الوضع و ما زاد الأمور سوء أنه في تلك الفترة كانت تمر كرة القدم الأورجوانية بأزمات مالية عامة لذلك كان من الصعب الحصول علي أي دعم حكومي لذلك بدأ الحديث عن إحتمالية إشهار النادي لإفلاسه و إغلاقه أو بيعه لسداد الديون و هي أنباء جعلت الجماهير تعيش في حالة من القلق و الخوف علي مستقبل ناديهم الذي يعتبرونه جزءاً من حياتهم و تراثهم .

من حافة الإفلاس إلي قمة المجد .. كيف أنقذت أبقار الجماهير نادي بيلا فيستا

و في لحظة يأس قررت جماهير ” بيلا فيستا ” أن تأخذ الأمور بيدها بدلاً من الإنتظار أو الإستسلام لذلك قرروا التحرك بشكل جماعي لإنقاذ النادي و في خطوة رمزية و مؤثرة قام العديد من المشجعين ببيع أبقارهم و ماشيتهم التي كانت مصدر رزقهم الأساسي لتوفير المال اللازم لسداد ديون النادي حيث لم تكن تلك الخطوة مجرد عمل مادي فحسب بل تعبيراً عن حبهم و تضحيتهم من أجل شيء يؤمنون به و بالإضافة إلي ذلك نظمت الجماهير فعاليات خيرية و مباريات ودية لجمع التبرعات مما أظهر مستوي غير عادي من التضامن بين أفراد المجتمع خاصة بعد أن شارك الأطفال و كبار السن في تلك الجهود و هو ما معناه أن تلك الحملة تحظي بدعم واسع من جميع فئات المجتمع .

إقرأ أيضا : فيلم مانثان صاحب أكبر إنتاج جماعي فى العالم بعد أن قام الألاف من المزارعين بالمساهمة فى تمويله

و بفضل جهود الجماهير إستطاع نادي ” بيلا فيستا ” تجاوز أزمته المالية و البقاء في منافسات كرة القدم الأوروجوانية حيث لم ينقذ دعمهم النادي فحسب بل عزز الروابط بين النادي و جماهيره و أصبحت قصتهم رمزاً للتضحية و الإصرار خاصة بعد إستمراره في المنافسات و إستطاعته تحقيق بعض النجاحات بما في ذلك الفوز ببطولة الدوري الأوروجواني عام 1984 و هو إنجاز تاريخي بالنسبة لفريق كان على وشك الإختفاء حيث كانت هذه البطولة بمثابة هدية للجماهير التي ضحت بكل ما لديها من أجل إنقاذ النادي و أصبحت لحظة فخر لكل من ساهم في هذه الجهود و قصة ملهمة للعديد من الأندية حول العالم التي تواجه أزمات مالية و لكن تمتلك جمهور عاشق لها .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *