تعتبر أنجيلا ميركل واحدة من أكفأ السياسيين العالميين بعد أن شغلت منصب مستشارة ألمانيا في الفترة ما بين 2005 و حتي 2021 و تكون بذلك أول إمرأة تحكم البلاد و خلال عهدها علي صعيد السياسة الداخلية قامت بدعم برنامج ميركل للطاقة المتجددة و التخلص التدريجي من الإعتماد علي الطاقة النووية كما سعت إلي إجراء إصلاحات داخل الجيش الألماني و إهتمت بالرعاية الصحية و واجهت أزمتي المهاجرين الأوروبيين عام 2010 و جائحة كوفيد-19 أما علي صعيد السياسة الخارجية فقد إتبعت مبدء التعاون الدولي سواء في سياق الإتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي و تمكنت بكفاءة من إدارة الأزمة المالية العالمية التي ألمت بالعالم أعوام 2007-2008 و تولت زمام أزمة الديون الأوروبية و تركز إنفاق حكومتها علي البنية التحتية و الإستثمار العام لمواجهة الركود الكبير لذلك كان دائما ما يُشار إليها بأنها الزعيم الفعلي للإتحاد الأوروبي و العالم الحر و أقوى امرأة في العالم حتي قررت التنحي بعد مسيرة سياسية حافلة عن زعامة حزب الإتحاد الديمقراطي المسيحي و عدم السعي نحو فترة ولاية خامسة لمنصب المستشارية الألمانية و لكن بجانب حياتها السياسية كان من المعروف عن أنجيلا ميركيل أنها عالمة كيمياء و لديها الكثير من الأبحاث في ذلك الصدد بالإضافة إلي أنها مصابة بخوف شديد من الكلاب نتيجة حادث تعرضت له خلال فترة مبكرة من عمرها و لعل ذلك هو ما دفع البعض للقول أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تعمد إحضار كلبه الأسود الضخم خلال إجتماع جمعهم سويا عام 2007 لمعرفته بذلك الأمر لأنه أراد ألا تشعر بالراحة طوال الإجتماع و هو أمر أثار الكثير من الجدل بعد أن أكده البعض بينما لم يقتنع به البعض الأخر بدعوي أن الإجتماعات السياسية لا تهتم بمثل تلك الأمور .
التقييم
الأدلة حول تعمد بوتين إخافة أنجيلا ميركل
ذكرت العديد من القصص الإخبارية علي شبكة الإنترنت أن رهاب ” أنجيلا ميركل ” من الكلاب نابع من تعرضها لحادث عض كلب خلال عقود من الزمن و لذلك بدا أنها إنتقدت بوتين لأنه أحضر كلبته السوداء الضخمة ” كوني ” إلي إجتماع جمعهما سويا كما إدعى ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الامريكية CIA كان في ” روسيا ” أن هذا هو تكتيك الترهيب الذي يتبعه ” بوتين ” علي الرغم من نفي الأخير أنه كان يحاول تخويف ” ميركل ” .
و بالبحث تبين أن الحادثة حقيقية و دارت في يناير عام 2007 أثناء لقاء ” أنجيلا ميركل ” في ” سوتشي ” الروسية مع الرئيس ” بوتين ” الذي أحضر معه داخل الغرفة التي كان يجلس فيها مع ” أنجيلا ميركل ” أنثي كلب لابرادور سوداء و نشرت صور و لقطات فيديو للإجتماع أثناء تجول الكلب في أرجاء الغرفة بينما يجلس الإثنان مقابل بعضهما البعض و يبدو علي ” أنجيلا ميركل ” أنها جلست متصلبة و لا تلمس الكلبة بينما يقوم ” بوتين ” بإبعاد ” كوني ” عنها في البداية ثم عادت مجددا لتشم ” أنجيلا ميركل ” التي تبتسم لكنها لا تداعب الكلب بينما ” بوتين ” يراقب كلبته و هي عند قدميها .
و بعد مرور أعوام عن اللقاء و في عام 2014 نشرت صحيفة نيويوركر تفاصيل الحادث بما في ذلك رد فعل ” أنجيلا ميركل ” اللاذع علي قرار بوتين بإحضار الكلب إلي اجتماعهم حيث قالت الصحيفة أنه في عام 2007 و أثناء المناقشات حول إمدادات الطاقة في مقر إقامة الرئيس الروسي في سوتشي إستدعى ” بوتين ” كلبته السوداء ” كوني ” إلي الغرفة التي كان يجلس فيها هو و ” أنجيلا ميركل ” و عندما إقترب الكلب منها و تشممها تجمدت و بدا عليها الخوف بسبب تعرضها للعض قبل ذلك في عام 1995 و لم يكن من الممكن أن يفلت أمر خوفها من الكلاب من ” بوتين ” الذي جلس و إستمتع باللحظة قائلا أنه متأكد من أن المستشارة الألمانية سوف تتصرف بنفسها و في وقت لاحق فسرت ” أنجيلا ميركل ” سلوك ” بوتين ” لمجموعة من الصحفيين قائلة : “أتفهم لماذا عليه أن يفعل هذا ليثبت أنه رجل لأنه خائف من ضعفه و روسيا ليس لديها أي شيء لا سياسة و لا إقتصاد ناجح و كل ما لديهم هو هذا”.
أقرأ أيضا : هل ظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقطع وهو يرقص مرتديا كعب عالٍ ؟
و لمحاولة تحليل ذلك الموقف قالت ” فيونا هيل ” مسؤولة المخابرات الأمريكية التي تعتبر واحدة من أبرز الخبراء في العالم في دراسة شخصية الرئيس ” بوتين ” أنه ليس سياسيا و لكنه تلقى تدريبه في المخابرات السوفيتية KGB لذلك فهو يحاول قياس نقاط ضعف الآخرين و لكن من جانبه قال الرئيس ” بوتين ” عام 2016 لصحيفة ألمانية أنه كان لا ينوي تخويف ” أنجيلا ميركل ” و لكنه أراد أن يفعل شيئًا لطيفًا لها و عندما إكتشف أنها لا تحب الكلاب إعتذر بالطبع و في المقابلة نفسها نفى أن يكون قد قال علي الإطلاق بأنه معجب بميركل لكنه أضاف أنه يقدرها بإعتبارها محترفة و منفتحة للغاية .