الأسد يعتبر ثانى أكبر قطط في العالم بعد النمور و كان قديما يجوب أفريقيا و آسيا و أوروبا و لكنه يعيش حاليا في أجزاء من قارة أفريقيا و دولة الهند و لطالما أستحوذ ذلك الحيوان على خيال البشر لعدة قرون بإعتباره رمزا للقيادة و الشجاعة لذلك ليس بغريب وصفه بلقب ملك الغابة حيث يعيش فى الغابات المفتوحة و الأراضي العشبية الكثيفة التى تعتبر طعاما للحيوانات العاشبة التى يتغذى عليها , و يعتبر الذكر البالغ منها أكبر فى الحجم من الأنثى و عادة ما يكون له شعر مثير للإعجاب حول رأسه يختلف لونه وحجمه بحسب طبيعة الفرد منهم و مدى تقدمه فى العمر كما يمتلك الأسد لبدة سميكة حول عنقه تحميه من نهش المخالب أثناء خوضه المعارك مع الذكور الآخرين بسبب نزاعات على الأراضي أو حقوق التكاثر .
و يعيش الأسد في مجموعات اجتماعية كبيرة تسمى القطيع الذى يترواح اعداده ما بين 3 إلى 30 أسدًا مكونين من اناث يطلق عليهم لبؤات (أمهات و أخوات و أبناء عم ) مع أشبالهم اضافة الى عدد قليل من الذكور البالغين من غير الأقارب حيث تكون العلاقات بينهم وثيقة جدا لأنه ليس من المرجح أن يتم قبول أفراد غرباء عنهم و يبقى الذكور فى القطيع لبضعة أشهر أو سنوات بعكس الإناث الأكبر سنًا فتبقى فيه مدى الحياة و تعتمد أعداد ذلك القطيع على طبيعة المكان الذى يعيشون فيه فإذا كان في المناطق الجافة التي بها طعام أقل يكون اعدادهم أصغر و تتولى اثنان من الإناث مسؤلية إطعام القطيع بينما في المناطق التي تحتوي على المزيد من الطعام و الماء يمكن أن يكون للقطيع ما يتراوح ما بين أربعة إلى ستة إناث بالغة و يترك الذكور و الإناث رائحة مميزة لتحديد منطقتهم و التحذير من تواجد أى أسود أخرى فيها .
و يعتبر العيش فى القطيع لدى الأسد هو الأفضل فالصيد كمجموعة تعنى أن هناك فرصة أفضل للحصول على الطعام عند احتياج الأسود إليه و من غير المرجح أن يصابوا أثناء صيدهم كما لاحظ الباحثين أنه داخل القطيع قد تكون هناك بعض من التصرفات المعدية فإذا تثاءب أحد الأسود أو زأر فإنه يطلق موجة من التثاؤب أو الزئير من طرف الباقين و يقوم كل فرد من القطيع بأدوارًا مختلفة حيث تعمل الإناث معًا فى المساعدة بتربية الأشبال اضافة الى الصيد نظرا الى أنها أصغر و أخف من الذكور مما يجعلهم أكثر سرعة و رشاقة خلال العدو وراء الفرائس حيث تقوم الإناث الصغيرة بمطاردة الفريسة و توجيهها نحو مركز مجموعة الصيد الذى تكون فيه الإناث الأكبر التى تدير الكمين المنصوب اليها و تقوم بالإمساك بها .
و فى حين أنه قد يبدو أن الإناث تقوم بكل العمل في القطيع إلا أن الذكور يلعبون دورًا مهمًا فعلى الرغم من أنهم يأكلون أكثر من الإناث و يجلبون طعامًا أقل بكثير (يصطادون أقل من 10 في المائة ) لكن الأسد الذكر يقوم بدوريات لحراسة أراضي القطيع كما يحرس الذكور أيضًا الأشبال أثناء قيام الإناث بالصيد و يتأكدون من حصولهم على ما يكفي من الطعام و عندما يحاول ذكر جديد الانضمام إليهم فعليه أن يقاتل الذكور الموجودين بالفعل لتنتهى تلك المعارك إما بطرد الأسد الجديد أو ينجح هو في طرد الذكور الحاليين .
و تمتلئ حياة الأسد بالنوم و القيلولة و الراحة فعلى مدار 24 ساعة تتمتع بفترات قصيرة من النشاط المكثف تليها نوبات طويلة من الاسترخاء قد تصل إلى 21 ساعة كما أنها تعتبر حيوانات ماهرة فى التسلق و غالبًا ما تستريح على الأشجار ربما لالتقاط النسيم البارد أو الابتعاد عن الذباب حيث تستلقي الأسود أحيانًا في أوضاع مجنونة مثل النوم على ظهورها و أقدامها في الهواء أو نشر أقدامها بعيدًا عن بعضها كما تشتهر بزئيرها الرنان حيث يمكن للذكور أن يزأروا عندما يبلغون من العمر حوالي عام و يمكن للإناث أن تزأر بعد بضعة أشهر حيث تستخدم الأسود زئيرها كشكل من أشكال التواصل بينهم و تقوية رابطة القطيع و تتيح للأسود الأخرى معرفة منطقة نفوذهم كما أن لديهم طرق أخرى للتواصل مثل نشر الروائح عن طريق فرك أنفهم على خصلات من العشب أو الشجيرات كما أنهم يحفرون الأرض بمخالبهم الخلفية حيث أن الكفوف بها غدد تطلق رائحة أيضًا اضافة الى أن الذكور البالغين يقومون برش البول .
و يعتبر الموطن الرئيسى الذى يعيش فيه الأسد هو الغابات المفتوحة و الأراضي العشبية الكثيفة حيث يوجد غطاء كافٍ للصيد كما توفر هذه المناطق من الموائل العشبية أيضًا طعامًا للحيوانات العاشبة التي تتغذى عليها الأسود و هى عادة تصطاد في الليل خاصة عند الغسق و الفجر حيث تقوم الإناث بمعظم ذلك العمل و من الممكن أن يطارد الأسد فريسته لمسافة تمتد لطول ملعب كرة قدم في فترة زمنية لا تتعدى ست ثوان حيث تحتوي أعينهم على خط أفقي من الخلايا العصبية و هو ما يحسن رؤيتهم لقياس المسافة بينها و بين الفريسة .
و تتكون فرائس الأسود فى الغالب من الظباء و ذوات الحوافر الأخرى و صغار الفيلة أو وحيد القرن اضافة الى القوارض و الزواحف و الحشرات و حتى التماسيح كما أنهم يبحثون عن الفرائس أو يسرقونها من الفهود أو الضباع أو كلاب الصيد الأفريقية و هى من النوع الذى يهضم طعامها بسرعة و هو ما يدفعها للصيد مجددا فى فترة زمنية صغيرة .
و تلد الإناث صغارها في مكان منعزل بعيدًا عن القطيع حيث يكون لون كل شبل منهم مائل الى اللون البنى المصفر و مميز ببقع داكنة أو في بعض الأحيان مخططة و يظل الأشبال مختبئين لمدة تتراوح ما بين أربعة إلى ستة أسابيع يكتسبون فيها القوة و يتعلمون المشي و اللعب مع بعضهم البعض و مع أمهم و عندما يعودون إلى القطيع يمكنهم أن يرضعوا من أي أنثى بالغة و ليس بالضرورة ان تكون أمهم فقط و فى الغالب ما تلد الإناث في نفس الوقت تقريبًا مما يجعل الأشبال تجد الكثير من رفقاء اللعب .
و يعتبر الأشبال الذين ولدوا في القطيع أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة بمقدار الضعف عن أولئك الذين ولدوا من أنثى بشكل منفرد و مع ذلك إذا تولى ذكر بالغ جديد حكم القطيع فقد يقتل الأشبال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة حتى يتمكن من إنجاب أطفال جدد و في ظل ظروف مناسبة يكون بإمكان الإناث انجاب أشبالًا كل عامين تقريبًا و الذين منذ ولادتهم يكون امامهم الكثير لتعلمه ففي عمر ثلاثة أشهر يمكن للأشبال متابعة والدتهم أينما ذهبت و يتم فطامهم في سن ستة أشهر و في عمر عام تقريبًا يبدأ الذكور في الحصول على زغب حول عنقهم ليصبح الأسد البالغ .
و تعتمد مدة بقاء الشبل مع أمه بحسب جنسه حيث تقوم الأمهات عمومًا بتربية الذكور حتى يبلغوا سن الثانية تقريبًا و بمجرد وصولهم إلى تلك المرحلة من الحياة عادة ما تخرجهم الأم من المجموعة و يكونون بمفردهم و في بعض الأحيان يشكل الذكور شبه البالغين مجموعات عازبة و يعملون معًا حتى يكبرون بما يكفي لبدء تحدي الذكور الأكبر سنًا في محاولة للسيطرة على القطيع و إذا كان الأشبال من الإناث فإن الأم تعتني بهم حتى سن الثانية تقريبًا و عادة ما يظلون بالقطيع الذي ولدوا فيه و قد تعيش الأم و ابنتها معًا مدى الحياة.
و يطلق على الأسد التي لا يعيش في قطيع اسم البدو الرحل و هو ينتشر في مسافات بعيدة و واسعة ليتبع قطعان مهاجرة من الطرائد الكبيرة و هم عمومًا ذكور صغار يتجولون في أزواج أو مجموعات صغيرة و غالبًا ما يكونون مرتبطين ببعضهم البعض و تكون الإناث أحيانًا بدوية أيضًا و لسبب غير مفهوم بشكل واضح يتم طرد الفتيات في بعض الأحيان من قطيعهم مثلهم مثل الشباب و مع تقدم الأسود في العمر و الخبرة قد يقوم الذكور الرحل بتحدى ذكور القطيع للسيطرة على منطقة النفوذ و الإناث أو قد ينضمون إلى الإناث البدويات و يشكلون قطيعا جديدًا.
و بسبب العديد من المشاكل مثل المرض و الصيد من قبل البشر و فقدان الموائل أصبح عدد الأسود في إفريقيا مقلقًا للغاية بالنسبة إلى حماة البيئة حيث يصنف الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) الأسود على أنها معرضة للانقراض حيث لاحظوا أن الغالبية العظمى منهم قد بدأوا فى الانخفاض بمعدلات تفى بالمعايير المهددة بالانقراض .
و تعتبر الموائل الطبيعية للأسود موجودة الآن فقط في المحميات و أصبحت حركتهم من خلال القطيع أكثر محدودية ففي حين أن صيد الأسود محظور في العديد من البلدان الأفريقية لكنه لا يزال مسموحًا به في مناطق أخرى كما أن هناك الكثير من الأسود يعيشون في مساحة صغيرة جدًا لدرجة أن حراس الغابات غالبًا ما يضعون الإناث في حالة تحديد النسل لتقليل عدد الأشبال المولودين و أحيانًا يسمم مربو الماشية الأسود التي تفترس الماشية و تشير التقديرات إلى أن هناك ما بين 6000 و 10000 أسد موجود في أفريقيا و تم العثور على الأسد الآسيوي فى الهند و لم يتبق الآن سوى ما يقرب من 400 إلى 460 نوع فرعي منه أكثر من نصفهم يعيشون في محمية كانت في السابق مناطق صيد ملكية في منطقة غابات خشب الساج الجافة تسمى غابة جير و هي الآن تحت الحماية الوطنية من قبل الحكومة الهندية اما الباقيين منهم فيعيشون في حدائق الحيوان.
بطاقة تعريف
- الفئة : ثدييات .
- الترتيب : أكلات لحوم .
- العائلة : سنوريات .
- النوع : الأسد .
- العمر : اذا كان فى رعاية البشر يبلغ متوسط العمر المتوقع للإناث 17 عامًا و متوسط العمر المتوقع للذكور من 11 إلى 13 سنة.
- فترة الحمل : أربعة أشهر .
- الوزن عند الولادة : 1.4 كيلوجرام .
- البلوغ : من 3 الى 4 سنوات .
- الطول : يبلغ طول الإناث من 1.4 إلى 1.7 متر و الذكور من 1.7 إلى 2.5 متر .
- الوزن : تزن الإناث من 122 إلى 180 كجم و الذكور من 150 إلى 260 كجم .
- طول الذيل : من 70 إلى 105 سم .
معلومات سريعة عن حيوان الأسد
- يمكن أن يأكل ذكر الأسد حوالي ربع وزن جسمه (ما يصل إلى 63 كجم) في وجبة واحدة.
- يمكن سماع زئير الأسد على بعد 4.8 كيلومتر .
- يمكن للإناث الركض بسرعة تصل إلى 53 كيلومترًا في الساعة.
- غالبًا ما تخنق الإناث فريستها عن طريق تثبيت فكها على أنفها و فمها.
- يعرف العلماء عن الأسود أكثر من أي قطة أخرى.
- يمكن للأسود البقاء على قيد الحياة غالبًا في ظروف الجفاف القاسية حيث تأكل البطيخ من أجل الرطوبة في صحراء كالاهاري.