صورة تبادل أطلاق النيران بين الجنود الأمريكيين و حركة طالبان فى أفغانستان

تعتبر حروب العصابات واحدة من أصعب الحروب التى تواجهها الجيوش لأنها تعتمد على تكتيكات خداعية أكثر منها عسكرية كما أنها لا توجد لها توقيتات محددة لمعاركها لأنه غالبا ما يبدأ أحد طرفيها القتال فى الوقت الذى يكون خصمه غير مستعد للرد و هو ما يتضح من تلك الصورة التى تعد أيقونية للحرب على افغانستان و مدى معاناة الجنود الأمريكيين فيها حيث يظهر ثلاثة منهم و هم يتخذون تمركزات دفاعية بعد تلقيهم وابل من النيران من مواقع تتواجد بها قوات تابعة لحركة طالبان و احدهم كان لا يزال يرتدى ملابس نومه بعد استيقاظه بشكل مفاجئ ليساعد زملاءه فى الرد على مصدر تلك النيران .

التاريخ : 11 مايو عام 2009 .

المصور : الامريكى ” دافيد جوتينفيلدر ” – مصور وكالة الاسوشيتدبرس .

التفاصيل : ترجع خلفية الصورة بعد إجتياح القوات الامريكيه للاراضى الافغانيه بهدف مكافحة الارهاب ضد تنظيم القاعدة و حركة طالبان و انشأت العديد من التمركزات و القواعد كنقاط انطلاق لمحاربتهم واحدة منها هى قاعدة ” ريستريبو ” في وادي “كورينجال” بمقاطعة “كونار” الأفغانية و تمركزت فيها الكتيبة الاولى للجيش الامريكى و التى كانت من وقت الى أخر تتعرض لعدد من الهجمات المتقطعة واحدة منها هى ما حدث فى الصورة حين تلقت بشكل مفاجئ وابلا من النيران من مواقع لطالبان فبدء الجنديان “سيسيل مونتغمري و جوردان كاستر” بالرد علي مصدرها و سرعان ما انضم اليهم زميلهم ” زاكارى بويد ” الذى كان نائما و استيقظ بشكل سريع حيث لم يكن امامه وقتا كافيا لارتداء ملابسه العسكريه بل ارتدى خوذته و سترته و استل سلاحه ليشاركهم بالرد على مصدر النيران و هو بذلك الشكل بملابس نومه و مرتديا الشبشب .

و خلال تلك اللحظة كان المصور ” دافيد جوتنفيلدر ” موجودا لالتقاط صورة الجنود الأمريكيين و يرسلها على الفور لوكالته الإخبارية التى نشرتها و حصلت على الكثير من التفاعل حيث يقول انه فوجئ بذلك الكم من الاهتمام حول تلك الصورة و يروى بأنه كان جزءأ من تلك الوحدة العسكريه لتغطية المعارك و اثناء لحظات اطلاق النيران كان يفكر مثل الجنود فى ذلك الموقف و كيف يكون المكان امنا لهم جميعا و له أيضا حتى يستطيع العمل و يضيف أنه بعد التقاط الصورة كان الجنود قلقين للغاية من أنها قد تظهرهم بشكل سئ .

و تقول والدة الجندى ” زاكارى بويد ” انه اتصل بها لينبهها بشأن الصورة و قال لها انها ستكون فى الصفحه الاولى من جريدة ” النيويورك تايمز “و نقل لها قلقه من انها قد تتسبب فى فقدانه لوظيفته بالجيش سرعان ما انطلق والده للبحث عنها على الانترنت فى الجريدة و بمجرد رؤيتها استغرق فى الضحك لخمس دقائق و تضيف انها هى ايضا بعد ان شاهدتها اعتقدت انها مضحكه و انها كانت معبره عنه بالفعل فقد كان يحب ارتداء ذلك النوع من الملابس الا انها لاول مرة تراه و هو يرتدى اللون الوردى .

أقرأ أيضا : صورة غرفة الموقف التى تابع من خلالها الرئيس أوباما و فريقه عملية تصفية أسامة بن لادن

و احدثت تلك الصورة ضجه كبيرة ما بين مؤيد و معارض حيث قال المعارضون انها تمثيل غير لائق للقوات الأمريكية المقاتلة و الجنود الأمريكيين اما المؤيدين و هم الاغلب فقد اشادوا بها و بسرعة استجابته لمساعدة زملاءه فى احد المواقف الصعبه منهم وزير الدفاع الامريكى فى ذلك الوقت ” روبرت جيتس ” حيث طمأنه بعدم فقدانه لوظيفته و إنه يريد مقابلة “بويد” و مصافحته في المرة القادمة التي يكون فيها في “أفغانستان” و اضاف مازحا ان اى جندى سيذهب هناك للقتال مرتديا ذلك الشورت و الشبشب فبكل تأكيد سيكون لديه نوعا خاصا من الشجاعه كما أن المصور قد اشاد بـ” بويد ” أيضا و اعتبره أحد أشجع الجنود الذين رآهم في “أفغانستان” .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *