يعد سمندل الماء من الكائنات الحية المحاطة بالغموض و المتحدية للقوانين البيولوجية النموذجية نظرا لتمتعه بخصائص الطفولة حتي مرحلة البلوغ حيث يظل نمط حياته ثابت مثل اليرقات من خلال إحتفاظه بخياشيم خارجية و ذيول و زعانف بجانب إفتقاره للجفون المتحركة و علي الرغم من تطويره لرئتين وظيفيتين خلال مراحل تقدمه في العمر إلا أنه يستمر في إستخدام خياشيمه الريشية الفاخرة للتنفس تحت الماء و هو يعيش في المكسيك التي تعتبر موطنه الأصلي منذ حوالي 10,000 عام في بحيرتي تشوكيميلكو و تشالكو اللتان تغذيهما الينابيع علي الحافة الجنوبية لحوض المكسيك و هو كائن من النادر رؤيته بشكل مباشر لذلك فلا توجد معلومات كافية عن أماكن تجمعاته أو خصائصها البيئية مما يجعل الحصول علي بيانات عن سلوكه أمرًا صعبًا و كل ما هو معروف عنه تم الوصول إليه من خلال المستعمرات المختبرية فقط .

و يمكن أن يصل طول سمندل الماء إلي 45 سنتيمتر لكنه حاليا ينمو إلي حوالي 23 سنتيمتر فقط و يتميز بلون داكن مع بقع خضراء بعضها قد يحتوي علي لمعان فضي علي الجلد و له جسم عريض و مسطح برأس كبير يحمل خياشيمه الريشية المميزة التي ترفرف بلطف في الماء و غالبًا ما ينحني فمه إلي إبتسامة خفيفة أو يكون معبرًا بطريقة ما و لديه عينان مستديرتان داكنتان ذات قزحية صفراء لامعة تتأمل بيئته الموحلة كما يمتلك أطراف تشبه السحالي تمكنه من التحرك علي قاع البحيرة و في حالات الضرورة يستطيع الحركة بسرعة مذهلة تصل إلي 15 كيلومترًا في الساعة .

و رغم تميز سمندل الماء بلونه الداكن إلا أنه يمكنه تغيير درجته إلي الأفتح أو الأغمق حسب حاجته للتمويه كما لديه قدرة خارقة أخرى تتمثل في تجديد الأطراف و الرئتين و القلب و الفكوف و العمود الفقري و حتى أجزاء من الدماغ حيث وجد العلماء أنه يمكنه تجديد طرف جديد بالكامل خمس مرات بشكل مثالي و في غضون أسابيع قليلة دون ترك أي ندبات بالإضافة لإمكانه إستبدال كل أنسجة الجلد و العظام و الغضاريف و العضلات و الخلايا الجذعية بالإضافة إلي قدرة أعضائه الأخرى التجدد مرات لا تُحصى مع العمل بكفاءة كاملة و بشكل طبيعي لذلك يرغب العلماء في إستغلال هذه القدرات و تطبيقها في الطب البشري و يقال عنه أيضا أن لديه القدرة علي مقاومة السرطان أكثر بـ 1000 مرة من الثدييات و هي قدرة خارقة أخرى تستحق الدراسة.

و قد يكون سمندل الماء يمتلك سحر طفولي و أسنان غير متطورة إلا أنه كائن مفترس فعال حيث يبتلع الديدان و الرخويات و القشريات و يرقات الحشرات و حتى الأسماك الصغيرة حيث أظهرت دراسة حديثة أنه ينمو بشكل أسرع عند تناوله غذاءً يعتمد علي الديدان مقارنة بالقشريات الصغيرة و تشير الدراسة إلي أن التنوع الغذائي قد لا يكون دائمًا الأفضل لنموه و لوحظ أنه خلال النهار يدفن نفسه في النباتات المائية و الطين لتجنب الإفتراس من اللقالق و طيور البلشون و الأسماك الكبيرة مثل الكارب و التيلابيا أما في الليل فينشط و يجوع و رغم إستخدامه لخياشيمه من أجل التنفس تحت الماء إلا أنه قد يطفو علي السطح للحصول علي رشفة سريعة من الهواء بين الحين و الآخر .
و يعيش سمندل الماء في المياه الراكدة فقط لذلك يتواجد بكثافة في بحيرتي تشوكيميلكو و تشالكو المكسيكيتين و مع ذلك فهو معرض للخطر بشكل حرج بسبب التلوث و تدهور الموائل و تحويل المياه نتيجة النمو السكاني و كثرة الإعتماد عليه في الطعام أو الأغراض الطبية و هو ما أدي إلي تقلص في أعداده بشكل ملحوظ و لذلك يحاول دعاة الحفاظ علي البيئة مساعدته من خلال بناء ملاجئ في بحيرة تشوكيميلكو مكونة بأكوام من الصخور و النباتات لتصفية المياه النظيفة التي يتم ضخها علي أمل أن تتكاثر و تزدهر فيها هذه المخلوقات المدهشة .
بطاقة تعريف

- الفئة : برمائيات .
- الترتيب : أوروديلا .
- العائلة : أمبيستوماتيداي .
- النوع : ميكسكانوم .
- العمر : يتراوح عمره عادة ما بين 10 إلي 15 سنة .
- فترة الحمل : أسبوعان .
- عدد الصغار : 300 إلى 1000 بيضة .
- سن الرشد : 6 أشهر .
- الطول : يتراوح ما بين 15 إلى 45 سنتيمترًا .
- الوزن : يتراوح ما بين 56 إلي 226 جرامًا .
معلومات سريعة عن سمندل الماء
- الكلمة الأنجليزية لسمندل الماء “أكسولوتل axolotl” تأتي من لغة الناواتل لدى الأزتك و تعني “كلب الماء” حيث يرتبط أسطوريًا بكسلوتل إله النار و البرق و التشوهات و الموت لديهم .
- يُطلق عليه أيضًا إسم سمكة المشي المكسيكية (رغم أنه ليس سمكة علي الإطلاق).
- على الرغم من تعرضه للخطر الشديد في البرية إلا أنه يتم أخذه أيضًا كحيوانات أليفة و يعيش في المختبرات في جميع أنحاء العالم.
- في حين يحتفظ سمندل الماء بخصائص اليرقات حتى مرحلة البلوغ لكن يمكن تحفيزه علي التحول في بيئة معملية عن طريق حقن الهرمونات.