فيلم مانثان صاحب أكبر إنتاج جماعي فى العالم بعد أن قام الألاف من المزارعين بالمساهمة فى تمويله

طوال 100 عام من تاريخ السينما الهندية تم وصف عدد لا يحصى من الأفلام على أنها الأبرز فى تلك المئوية لأسباب فنية و لكن واحدا منهم حمل اسم مانثان و الذي انتج عام 1976 أحتل مكانة كبيرة بينهم لأسباب إنتاجية نظرا لأنه صاحب أكبر تمويل جماعي في العالم حيث كان إنتاجه ليس لشخص واحد او شركة و لكن ساهم فيه ألاف من المزارعين بعد أن ساهم كل واحد منهم بمبلغا محدودا و عند تجميعه بدأوا فى تصوير الفيلم الذي أخرجه المخضرم شيام بينجال و يحكي قصة حياة المزارع و مفجر الثورة البيضاء فى البلاد فيرغيز كورين الذى أصبح رجل أعمال ناجح و أنشا جمعية الحليب التعاونية المعروفة بإسم أمول التى تعتبر علامة تجارية بارزة فى البلاد و بعد الإنتهاء من تصويره و نزوله فى دور العرض لاقى نجاح ساحق و امتلأت قاعات السينما بالألاف من المزارعين الذين تركوا جراراتهم و شاحناتهم خارجها لمشاهدة قصة حياة شخصية ملهمة لهم و تفاصيل حياتهم و هى متجسدة على الشاشة .

و يروى فيلم ” مانثان ” قصة حياة “فيرغيز كورين” الذى حصل على لقب أبو الثورة البيضاء و الذى وصل إلى منطقة “أناند” عام 1949 و هو يبلغ من العمر 28 عامًا فقط و شاهد بنفسه كيفية أستغلال المزارعين من قبل مافيا الألبان الذين يشترونه منهم بأبخس الأسعار و يقومون ببيعه بمبالغ أكبر حيث قرر مواجهة ذلك و قام بإنشاء جمعية الحليب التعاونية المعروفة بإسم ” أمول ” و أكد للمزارعين أن ملكية الألبان التي ينتجونها ستبقى لهم وحدهم و ستقوم جمعيته بمنحهم القيمة الصحيحة لعملهم الشاق و نتيجة التنسيق بينه و بين المزارعين فقد أدى ذلك إلى زيادة هائلة في إنتاج الحليب بالبلاد و إزدهار تلك الصناعة و في غضون عقد من الزمان أصبحت “أمول” أكبر جمعية ألبان ليست فى “الهند” فقط و لكن في آسيا كلها بطاقة إنتاجية تبلغ 20 ألف لتر يوميًا .

فيلم مانثان

و لعل أكثر شيئ تميزا فى فيلم ” مانثان ” هو أنه تم إنتاجه بواسطة اتحاد تسويق الحليب التعاوني في ولاية “جوجارات” من خلال مساهمة ألاف من المزارعين الذين قدم كل واحد منهم مبلغ بسيط و هو 2 روبية للمشاركة في صنعه حيث أظهر الفيلم كيف أن جمعية الحليب التعاونية التي أنشأها الدكتور “كورين” قد أحدثت موجة من الثورة البيضاء في المجتمع من خلال إنهاء مافيا استغلال مزارعى الألبان لذلك قام المزارعين برد الجميل له حيث يوضح المخرج ” شيام بينجال ” بأنهم قالوا بأنهم سيحضرون لهم طبقًا للتسول لأنهم يريدون أن يظهروا للعالم قصة عملهم و تفانيهم لذا فكل ما عليهم هو إعطائنا 2 روبية و نظرا لأن جمعية الحليب التعاونية كان لديها نظام تواصل يستخدمونه لجمع الحليب من المزارعين في الصباح و المساء طوال أيام السنة فقد قام العاملين على الفيلم بإستخدام ذلك النظام للوصول اليهم حيث قال لهم الدكتور “كورين” بأنه سيشتري منهم الألبان و لكن أقل بـ 2 روبية كل يوم أى سنشترى حليبك مقابل 6 روبية بدلاً من 8 لأننا نريد أن نروي قصتك و وافق المزارعين و بالتالي تم تمويل الفيلم .

فيلم هندى مانثان

أقرأ أيضا : مزرعة الحيوانات .. فيلم الرسوم المتحركة الذى قامت المخابرات الأمريكية بإنتاجه لمحاربة الشيوعية

و أصبح فيلم “مانثان” بمثابة تكريم كبير للثورة البيضاء في الهند و فيه شارك أشهر الفنانين فى تلك الحقبة مثل “جيريش كارناد” و “نصير الدين شاه” و “سميتا باتيل” و “أمريش بوري” و “أنانت ناج” و كتب “فيجاي تيندولكار” السيناريو و كتبت الشاعرة “كايفي عزمي” حوار الفيلم و غنت “بريتي ساجار” أغنية مشهورة جداً فيه بعنوان “ميرو غام كاتا” و حاز الفيلم على جائزة الفيلم الوطني عام 1977 لأفضل فيلم روائي و أفضل سيناريو باللغة الهندية إضافة الى أنه ألهم عدد من التعاونيات للمغامرة في قطاع الألبان أيضا بعدد من الولايات.

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *