كأس الأمم الأفريقية هى البطولة الأبرز داخل قارة أفريقيا فى لعبة كرة القدم و تنظم تحت إشراف الاتحاد الأفريقي للعبة و فيها تتنافس المنتخبات التابعة للدول الأفريقية من أجل حصد لقب البطولة و هى تنظم كل عامين و يتغير شكلها بمرور الوقت حيث زاد عدد الفرق المتنافسة من 3 منتخبات فى أول بطولة نظمت عام 1957 الى أن وصلت لـ 24 منتخبا حيث أدت زيادة عدد المنتخبات المنضمة الى الكاف و بالتالى أحقيتها فى المشاركة بتلك البطولة الى ضرورة تنظيم تصفيات تأهليية تخوضها دول القارة بإستثناء الدولة المنظمة و ذلك بداية من عام 1968 و هو نفس العام الذي قرر فيه الاتحاد الأفريقي أيضا عقد البطولة كل سنتين كما أنه بداية من عام 2013 تم اجراء تعديلات فى شكل البطولة لتصبج خلال السنوات الفردية و كان ذلك بسبب عدم تعارضها مع بطولة كأس العالم لكرة القدم .
و يرجع تاريخ تلك البطولة الى عام 1956 عندما تم اقتراح انشاء الاتحاد الأفريقي لكرة القدم خلال انعقاد مؤتمر الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) الثالث في مدينة “لشبونة” و أقيمت كأس الأمم الأفريقية لأول مرة في فبراير عام 1957 في ” السودان ” بمدينة ” الخرطوم ” بمشاركة ثلاث منتخبات و هم ” مصر و السودان و أثيوبيا ” و كان من المقرر انضمام ” جنوب أفريقيا ” اليهم بصفتها من الدول المؤسسة معهم الا انه تم استبعادها بسبب إصرارها على اختيار اللاعبين البيض فقط لتشكيلتها بسبب سياسة الفصل العنصري و توجت مصر بالبطولة بعد أن استطاعت هزيمة الدولة المضيفة في قبل النهائي و “إثيوبيا” فى النهائى و أحرزت كأس “عبد العزيز عبد الله سالم” الذي سمي على اسم مانحها و هو المصري الذى كان يشغل منصب أول رئيس للاتحاد الإفريقي لكرة القدم ثم منح ذلك الكأس بشكل دائم لدولة “غانا” عام 1978 بعد أن أصبحت أول دولة تفوز بالبطولة ثلاث مرات أما الكأس التالية فعرفت باسم كأس الوحدة الأفريقية و مُنحت الى ” الكاميرون ” بشكل دائم عام 2000 عندما فاز منتخبها ببطولته الثالثة و في عام 2002 تم تقديم كأس جديد يسمى كأس الأمم و هو مطلي بالذهب تم تصميمه و صناعته في “إيطاليا” و كانت “الكاميرون” أول دولة تفوز به بعد فوزها بنسخة 2002 أما “مصر” فقد كان من المفترض أن تحتفظ به بعد أن أصبحت بطلة ثلاث مرات و لكن على عكس الفائزين السابقين تم تزويدها بنسخة خاصة بالحجم الكامل للاحتفاظ بها حيث أصبح الفائز بالبطولة يحصل على نسخة طبق الأصل تساوي نفس أبعاد الكأس الأصلية .
و على مدار السنوات المتعاقبة شهدت البطولة تطويرات فى نظام التأهل اليها فنتيجة أزدياد أعداد الدول الأفريقية التى انضمت الى الكاف أصبح من الضرورى للتأهل خوض مرحلة من التصفيات كانت فى بدايتها مباريات خروج المغلوب حتى عام 1992 عندما أصبح تنظيم مرحلة التصفيات أقرب إلى بطولة أوروبا بوجود مجموعات مؤهلة مكونة من عدد معين من الفرق حيث يلعب كل منتخب مباراة ذهاب و عودة ثم يتم تحديد الدولة المتأهله حسب تصنيفها ضمن مجموعتها الى أن يصل عدد المنتخبات المتأهلة من التصفيات الى 23 منتخبا بجوار الدولة المضيفة ثم يتم تقسيمهم على ستة مجموعات كل واحدة تضم أربعة منتخبات و بعد دور المجموعات يتأهل أول و ثانى و أفضل ثوالث إلى دور الـ 16 و يصعد الفائزين من مبارياتها إلى الدور ربع النهائي ثم يصعد الفائزين مجددا إلى نصف النهائي و يلعب الخاسرين منه مباراة تحديد المركز الثالث بينما يلعب الفائزين في المباراة النهائية .
و تعتبر بطولة كأس الأمم الأفريقية بمثابة عرض لمواهب اللاعبين الأفارقة ففي فترة الخمسينيات و الستينيات من القرن الماضي و نتيجة سيطرة أسلوب اللعب الترفيهي و الهجومي للبطولة فقد عمل ذلك على جذب الكشافين و الوكلاء و الصحفيين الأوروبيين و خلال فترة إدارة الإثيوبي “يدينكاتشو تيسيما” الذى شغل منصب رئيس الكاف من عام 1972 و حتى وفاته عام 1987 اكتسبت البطولة مكانة دولية أكبر و تم السماح بالاحتراف عام 1980 و قبول رعاية الشركات عام 1984 و من بين أعظم اللاعبين أداءً في كأس الأمم الأفريقية هو الكاميروني “صامويل إيتو” الذي يحمل الرقم القياسي لمعظم الأهداف المسجلة في البطولة برصيد 18 هدف و المهاجم الإيفواري “لوران بوكو ” الذي سجل خمسة أهداف في مباراة واحدة و التى فاز بها منتخب بلاده على “أثيوبيا” بنتيجة 6-1 عام 1970 كما يعتبر المنتخب المصرى هو صاحب الرقم القياسي فى الفوز بتلك البطولة بعد أن توج بها سبع مرات منهم ثلاثة مرات متتالية اعوام 2006 و 2008 و 2010 .
و خارج حدود الملاعب كانت كأس الأمم الأفريقية بمثابة وسيلة لتوضيح القيم و الأفكار السياسية بعد أن أفرغت الدول الإستعمارية مضمون الهوية الوطنية الأفريقية و عملت على طمس الرموز الأصلية لتلك البلاد و هو ما دفع الحكومات الأفريقية المستقلة الى استثمار رأس مال إقتصادى و سياسي كبير في فرق كرة القدم الوطنية من أجل إثارة الفخر فى نفوس مواطنيها و بناء الوحدة بين سكانها المتنوعين عرقيا فعلى سبيل المثال فنتيجة الدعم الحماسي من أول رئيس لغانا “كوامي نكروما” فازت بلاده بالكأس في عامي 1963 و 1965 و فى عام 1996 فازت “جنوب أفريقيا” بالبطولة التى نظمت على أرضها و بدا من الواضح أن منتخبها المختلط عرقياً أستطاع من خلال تلك اللعبة و البطولة ذاتها في سد التفاوتات الاجتماعية و الاقتصادية الهائلة التى تركها نظام الفصل العنصري و على الجانب الأخر عطلت التوترات السياسية بعض من فعاليات كأس الأمم الأفريقية ففى عام 2010 التى نظمت فى “أنجولا” تعرضت حافلة فريق ” توجو ” لهجوم من قبل مسلحين انفصاليين أثناء توجهها إلى منطقة كابيندا الأنغولية في طريقها إلى المشاركة فى البطولة و قتل في الهجوم اثنان من مسؤولي الفريق و سائق الحافلة و اضطر على اثر ذلك انسحاب المنتخب التوجولي من البطولة التى أستكملت بـ 15 فريقا .
النسخة | الدولة المنظمة | البطل |
1957 | السودان | مصر |
1959 | مصر | مصر |
1962 | اثيوبيا | اثيوبيا |
1963 | غانا | غانا |
1965 | تونس | غانا |
1968 | أثيوبيا | الكونغو |
1970 | السودان | السودان |
1972 | الكاميرون | الكونغو |
1974 | مصر | زائير |
1976 | اثيوبيا | المغرب |
1978 | غانا | غانا |
1980 | نيجيريا | نيجيريا |
1982 | ليبيا | غانا |
1984 | ساحل العاج | الكاميرون |
1986 | مصر | مصر |
1988 | المغرب | الكاميرون |
1990 | الجزائر | الجزائر |
1992 | السنغال | ساحل العاج |
1994 | تونس | نيجيريا |
1996 | جنوب افريقيا | جنوب أفريقيا |
1998 | بوركينا فاسو | مصر |
2000 | غانا نيجيريا |
الكاميرون |
2002 | مالى | الكاميرون |
2004 | تونس | تونس |
2006 | مصر | مصر |
2008 | غانا | مصر |
2010 | أنجولا | مصر |
2012 | الجابون غينيا الاستوائية |
زامبيا |
2013 | جنوب أفريقيا | نيجيريا |
2015 | غينيا الاستوائية | ساحل العاج |
2017 | الجابون | الكاميرون |
2019 | مصر | الجزائر |
2021 | الكاميرون | السنغال |
2023 | ساحل العاج | ساحل العاج |