خلال فترة السبعينيات كان فريق لاتسيو المشارك في الدوري الإيطالي ذات سمعة سيئة رغم حصوله علي البطولة عام 1974 نظرا لأن لاعبيه أشتهروا بسوء المعاملة و الخداع كما أن غالبيتهم عرف عنهم عدوانيتهم الشديدة لدرجة ركضهم بشكل خشن حول ساحة التدريب بالمسدسات و مع ذلك برز من وسط تلك الصورة السوداوية لاعب إسمه لوتشيانو ري تشيكوني الذي كان له في كثير من الأحيان تأثير مهدئ على العديد من أعضاء الفريق داخل و خارج الملعب نظرا لشعبيته و خلقه كما كان ينظر إليه كأحد أساطير النادي و الكرة الإيطالية و تنبأ له الكثيرين بصناعة تاريخ مشرف له علي الساحة الأوروبية في رياضة كرة القدم إلا أنه و لسوء الحظ تعرض لحادث صادم و مأساوي فقد علي إثره حياته و كان ذلك بسبب مجرد مزحة .

وُلِد ” لوتشيانو ري تشيكوني ” في ” إيطاليا ” بقرية نيرفيانو الواقعة خارج مقاطعة ميلانو لإبن عامل بناء في ديسمبر عام 1948 و أستهل حياته الرياضية في لعبة كمال الأجسام و بعد ذلك أنتقل إلي لعبة كرة القدم و أنضم إلي فريق ” برو باتريا ” في دوري الدرجة الثالثة و منه أنضم إلي نادي ” فوجيا ” الذي نجح معه في الترقي من دوري الدرجة الثانية إلي الأولي في موسم 1969–70 و علي الرغم من أن ناديه لم يستمر لفترة طويلة بمنافسات تلك البطولة إلا أن الأمر لم يكن مهمًا لأن ” لوتشيانو ري تشيكوني ” أو الملاك الأشقر كما كان يُلقب من قبل الجمهور بسبب لون شعره اللامع كان قد تم متابعته من قبل الأندية الأخري التي أعجبت بمهاراته و قدموا له العديد من العروض المغرية .

و بحلول عام 1972 إنتقل ” لوتشيانو ري تشيكوني ” إلى العاصمة و لعب تحديدا في نادي ” لاتسيو ” و تدرب علي يد ” توماسو مايستريلي ” الذي كان له تأثير كبير علي حياته المهنية حيث كان أدائه في وسط الملعب رائعًا و صار عنصرًا أساسيًا في الفريق و نجح بالفوز معه ببطولة الدوري الإيطالي في موسم 1973–74 حيث شارك في 23 مباراة سجل فيهم هدفين و كان من الملاحظ أن أسلوبه كلاعبًا كان يشبه إلى حد كبير ” دانييلي دي روسي ” أو ” بول بوجبا ” مع الفارق أن لاعب خط الوسط في فترة السبعينيات لم يكن يتمتع بالكثير من الأضواء أو الشهرة مثل المهاجمين و لكن علي أي حال و نظرا لمهاراته تم ضمه إلي المنتخب الوطني المشارك في بطولة كأس العالم عام 1974 التي نظمت في ألمانيا الغربية و شارك في مباراتين كما لعب أيضا مع المنتخب الإيطالي تحت 23 عامًا .

و أستمر ” لوتشيانو ري تشيكوني ” مع نادي ” لاتسيو ” إلا أن الأمور لم تكن مثل السابق حيث بدأت تسوء النتائج و أصبح بقاء النادي في دوري الدرجة الاولي مهددا علي الرغم من إستمراره في الحفاظ علي مستواه و هو ما كان له الفضل في منع ناديه من الهبوط السريع و المفاجئ بعد تألقه في مباراة مصيرية ضد فريق ” كومو ” و هو ما جعله اللاعب المفضل لدي جماهير النادي عام 1976 و كان الجميع يتنبأ له بمستقبل باهر في تلك اللعبة إلا أنه في العام التالي و بإحدى ليالي الشتاء الباردة في يناير عام 1977 فقد الزوج ” لوتشيانو ري تشيكوني ” و الأب لطفلين حياته نتيجة حادث مأساوي بعد ستة أسابيع فقط من وفاة مدربه “مايستريلي ” .
في ذلك اليوم المشئوم قرر ” لوتشيانو ري تشيكوني ” المعروف بكونه مازحًا وسط الفريق هو و زميله اللاعب ” بيترو جيدين ” زيارة متجر مجوهرات خاص بأحد الأصدقاء في ” روما ” و قرر الإثنان إلقاء مزحة على صاحب المتجر ” برونو تابوتشيني ” حيث ركض اللاعبان و وجوههما مدفونة في ستراتهما و أيديهما مرفوعة داخل ستراتهما كما و لو أنهم يحملون مسدسات و دخلوا و هم يصرخان علي المالك بأن يرفع يديه لأنه في عملية سطو لكنهم تفاجئوا برد فعل ” تابوتشيني ” الذي أخرج مسدس حقيقي نظرا لأنه كان قد تم إقتحام متجره قبل بضعة أسابيع و بالتالي أصبح محتاطا لمثل تلك الحوادث و لمح اللاعب ” جيدين ” المسدس و علي الفور رفع يديه لكن ” لوتشيانو ري تشيكوني ” لم يفعل و واصل المزاح لتنطلق رصاصة من مسدس صاحب المتجر و تصيب اللاعب في صدره من مسافة قريبة .

أقرأ أيضا : كارلوس كايزر .. لاعب كرة القدم الأسطورى الذى على مدار حياته المهنيه لم يلعب مباراة أو يحرز هدف
و نقل ” لوتشيانو ري تشيكوني ” علي وجه السرعة إلى مستشفى ” سان جياكومو ” في حالة حرجة إلا أنه لم يكن هناك شيء يمكن القيام به لإنقاذه و توفي بعد 30 دقيقة عن عمر يناهز 28 عامًا و يُقال أن كلماته الأخيرة و هو مستلقي على الأرض و الدماء تنزف منه هي “كانت مجرد مزحة … لقد كانت مزحة” و تم القبض على ” تابوتشيني ” لكنه لم تتم إدانته بأي جريمة لأنه أعتبر أن الأمر دفاع عن النفس على الرغم من كثرة النظريات المثيرة للجدل القائلة بأن القصة ربما كانت تحتوي على المزيد و ليست كما بدت و مع ذلك فإن ما ورد أعلاه هي الرواية المقبولة للأحداث و تفقد كرة القدم الإيطالية ملاكها الأشقر و مع ذلك إستمرت أسطورته حيث يتم علي الدوام سرد سيرته و مهاراته و قصته من قبل محبي نادي ” لاتسيو ” و مشجعي الكالتشيو بشكل عام .