في منتصف السبعينيات تحولت مهمة روتينية لطيار مقاتل ألماني يدعي بيتر ماكوفيكا إلي لحظة تاريخية مليئة بالتضحية و الشجاعة حين كان يقود طائرته من نوع ميج-21 التابعة للقوات الجوية الألمانية الشرقية في مهمة تدريبية قرب قاعدة كوتبوس الجوية و خلال إقترابه من المدرج تعرضت الطائرة لعطل مفاجئ بسبب خلل فني ناتج عن إهمال في صيانة غطاء محرك الطائرة تسبب في توقفه بشكل كامل أجبر الطيار إلي إتخاذ قرار غير مسبوق دفع حياته ثمن له في مقابل إنقاذه الألاف من الأرواح .
التاريخ : 14 يناير عام 1975 .
المصور : غير معروف .
التفاصيل : بدأت قصة الصورة بطلعة جوية روتينية قام بها الطيار الألماني ” بيتر ماكوفيكا ” و بعد الإنتهاء منها و إقترابه من مدرج الهبوط قرب قاعدة كوتبوس الجوية فوجئ بتعطل محركها و علي الفور أصدر مركز التحكم العسكري أمرًا للطيار بإستخدام مقعد القذف لإنقاذ نفسه و السماح للطائرة بالتحطم لكن ” بيتر ماكوفيكا ” الذي كان يعلم أن الطائرة تتجه نحو مجمع تيكستايل كومبينات كوتبوس و الذي يعمل فيه آلاف العمال قرر تجاهل الأمر و بدلًا من ذلك حاول التحكم في الطائرة لتوجيهها نحو أرض فارغة بعيدًا عن المناطق المأهولة و لسوء حظه لم يكن هناك وقت كافٍ لتنفيذ خطته بالكامل .
و في تمام الساعة 10:15 صباحًا إصطدمت الطائرة بجزء من سقف مبنى سكني خلف المصنع ثم إخترقت مبنى سكني أخر مكون من خمسة طوابق و أدى الإصطدام إلي مقتل الطيار ” بيتر ماكوفيكا ” علي الفور بالإضافة إلي خمس نساء كن داخل المبنى و إنتشر الحريق بسرعة من الطابق الثاني إلي الطوابق العليا و هو ما أدي إلي حالة من الذعر بين السكان و لم يكن معروفًا في البداية عما إذا كانت الطائرة تحمل ذخيرة و هو ما زاد من خطورة الموقف .
و علي الفور قام رجال الإطفاء الذين أدركوا خطر الإنفجارات المحتملة بإخلاء المبنى و مكافحة الحريق من الخارج و بعد ساعة و 15 دقيقة تم إخماده بشكل كامل و إكتشفوا لاحقًا أن الطائرة كانت تحمل أكثر من 800 لتر من الوقود و الذي تسرب بالكامل عند الإصطدام و هو ما أدي إلي إشتعال النيران بشكل عنيف مسببا كل تلك الخسائر و أسفر الحادث عن إصابة 16 شخصًا بجروح خطيرة و توفيت إحدى النساء لاحقًا في المستشفي ليصل عدد الضحايا إلي سبعة أشخاص .
أقرأ أيضا : صورة سقوط المقاتلة F1 Lightining فى مطار هاتفيلد و لحظة هروب قائدها
و عقب الحادث تم إغلاق المنطقة بشكل كامل و بعد يومين فقط لم يتبق سوي أثر بسيط في الجدار كدليل علي الحادث المروع و ذكرت وكالة الأنباء الرسمية حينها أن طائرة تحطمت و أسفرت عن مقتل ستة أشخاص دون الإشارة إلي تفاصيل التضحية التي قدمها ” بيتر ماكوفيكا ” و من جانبه قام الجيش الألماني بفتح تحقيق إنتهي بتقديم الفني المسؤول عن الطائرة إلي المحاكمة بتهمة الإهمال في الصيانة و حُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات أما ” بيتر ماكوفيكا ” الذي يُعتبر البطل الوحيد في الجيش الشعبي الذي خالف الأوامر لإنقاذ الآخرين فقد تم تكريمه بعد وفاته بمنحه وسام “كامبفوردن” الذهبي تقديرًا لشجاعته و تضحيته .