من هو ويليام شكسبير

ويليام شكسبير هو كاتب إنجليزي و يعد أحد أبرز الأدباء في التاريخ العالمي و ينظر إليه بإعتباره رمزًا للإبداع المسرحي و ظاهرة ثقافية إستطاعت أن تعبر حدود الزمان و المكان و رغم أن تفاصيل حياته الشخصية تظل غامضة إلي حد كبير إلا أن أعماله الأدبية تشهد علي عبقريته الفريدة فعلي مدار حياته المهنية قام بكتابة ما لا يقل عن 37 مسرحية و 154 سوناتة و قصيدتين سرديتين إستطاع من خلالهم أن يبرز فهمًا عميقًا للطبيعة البشرية عبر خلق شخصيات معقدة و مؤثرة علي الأحداث و قدم خلال مسرحياته تناقضات المجتمع الإليزابيثي و مجموعة من الرؤى الثاقبة حول مفاهيم الحب و السلطة و الخيانة و الطموح كما تمكن في مؤلفاته من إلتقاط طيفًا واسعًا من المشاعر الإنسانية و الصراعات التي لا تزال تُدرس حتى يومنا هذا لذلك فينظر إليه بإعتباره أحد أبرز رموز عصر النهضة الأوروبية و أيقونة أدبية خالدة بعد أن جمع في مؤلفاته الشعر و المسرح و الفلسفة لذلك ليس بالغريب أن تترجم أعماله المختلفة إلي عشرات اللغات و تقدم علي خشبات المسارح في جميع أنحاء العالم .

من هو ويليام شكسبير

حياة ويليام شكسبير المبكرة و الأسرية

ولد ” ويليام شكسبير ” في 23 أبريل عام 1564 (وفقًا للتقديرات الأكاديمية) في ستراتفورد أبون آفون و هي بلدة صغيرة تقع علي بعد حوالي 160 كيلومتر شمال غرب لندن في ” المملكة المتحدة ” و تم تعميده في 26 أبريل من نفس العام في كنيسة الثالوث المقدس حيث كان الإبن الثالث لـ ” ماري آردن ” التي تنتمي إلي عائلة ميسورة الحال و ” جون شكسبير ” الذي كان يعمل في صناعة القفازات و التجارة بالجلود و رجل ذات مكانة مرموقة في المجتمع المحلي بعد أن شغل منصب عضو في المجلس البلدي و عمدة البلدة لفترة و كان لويليام شكسبير سبعة إخوة توفي منهم ثلاثة في سن الطفولة و نشأ في بيئة ريفية و تلقى تعليمه علي الأرجح في مدرسة الملك الجديدة في ستراتفورد حيث تعلم القراءة و الكتابة و اللغة اللاتينية و مع ذلك لا توجد سجلات أكاديمية تفصيلية عن تعليمه و هو ما أثار بعض الشكوك حول مدي معرفته الأدبية و العلمية حيث يعتقد بعض الباحثين أنه شكسبير لم يكمل تعليمه الجامعي مما يثير تساؤلات حول كيفية إكتسابه للمعرفة الواسعة التي ظهرت في أعماله .

و في سن الثامنة عشرة تزوج ” ويليام شكسبير ” من ” آن هاثاواي ” التي كانت تكبره بثماني سنوات و تمت مراسم الزواج في نوفمبر عام 1582 حيث كانت ” آن ” حاملًا في الشهر الثالث ذلك الوقت و أنجب الزوجان ثلاثة أطفال هم ” سوزانا ” و ولدت في مايو 1583 و التوأم ” هامنت ” و ” جوديث ” اللذين ولدا في فبراير 1585 ثم توفيت ” هامنت ” في سن الحادية عشرة لأسباب غير معروفة بينما عاشت ” سوزانا و جوديث ” حتى سن متقدمة حيث تزوجت الأولي من طبيب محلي بينما الأخري من تاجر لكن حياتها الزوجية لم تكن سعيدة .

و خلال الفترة بين عامي 1585 و 1592 لا توجد سجلات توضح ما كان يفعله ” ويليام شكسبير ” و هي الفترة التي يُطلق عليها “السنوات المفقودة” حيث توجد نظريات عديدة حول ما حدث خلالها منها أنه قد يكون عمل كمدرس مساعد في لانكشاير أو أنه إنتقل إلى لندن للعمل في المسارح كما أن إحدي النظريات الشائعة تقول أنه قد هرب من ستراتفورد بعد إتهامه بسرقة غزلان من أراضي السير ” توماس لوسي ” و هو مالك أراضي محلي و لكن بحلول عام 1592 ظهر في لندن كشخصية معروفة في عالم المسرح حيث عمل كممثل و كاتب مسرحي.

مسيرة ويليام شكسبير الأدبية

بدأ ” ويليام شكسبير ” مسيرته الأدبية بنشر قصيدتين سرديتين هما “فينوس و أدونيس” (1593) و “إغتصاب لوكريس” (1594) و كُتبتا بدعم من إيرل ساوثهامبتون و مع ذلك فإن أشهر أعماله الشعرية هي الـ 154 سوناتة التي كتبها و نُشرت لأول مرة عام 1609 حيث تنقسم هذه السوناتات إلي مجموعتين رئيسيتين الأولي موجهة لشاب نبيل مجهول الهوية و الثانية لسيدة غامضة و عكست هذه السوناتات مشاعر الحب و الغيرة و الخيانة و تُعتبر من أعظم الأعمال الشعرية في اللغة الإنجليزية و في عام 1594 إنضم ” ويليام شكسبير ” إلي فرقة “رجال اللورد تشامبرلين” التي أصبحت لاحقًا تُعرف بإسم “رجال الملك” بعد تتويج ” جيمس الأول ” و كانت هذه الفرقة من أشهر الفرق المسرحية في ذلك الوقت و قد ساهم بشكل كبير في نجاحها من خلال كتابة المسرحيات و التمثيل و بحلول نهاية القرن السادس عشر كان قد كتب حوالي 16 مسرحية بما في ذلك “تيتوس أندرونيكوس” و “هنري السادس”.

معلومات عن حياة ويليام شكسبير

و بحلول عام 1599 ساهم ” ويليام شكسبير ” في بناء مسرح “جلوب” علي ضفاف نهر التايمز في لندن و كان هذا المسرح مفتوحًا للهواء الطلق و أصبح مركزًا للعروض المسرحية الشهيرة و في عام 1613 تعرض لحريق أثناء عرض مسرحية “هنري الثامن” لكن أُعيد بناؤه لاحقًا و اليوم يُعتبر رمزًا ثقافيًا مهمًا و يجذب ملايين الزوار سنويًا .

و بالنسبة إلي مسرحيات ” ويليام شكسبير ” فهي تنقسم إلي ثلاث فئات رئيسية و هي التراجيديات و الكوميديات و المسرحيات التاريخية و تعد من أشهر تراجيدياته “هاملت” و “ماكبث” و “عطيل” التي تتناول مواضيع مثل الخيانة و الإنتقام و الفشل الأخلاقي أما كوميدياته مثل “حلم ليلة منتصف الصيف” و “تاجر البندقية” فتعكس روح الدعابة و الرومانسية كما كتب العديد من المسرحيات التاريخية التي تستعرض أحداثًا من تاريخ ” إنجلترا ” مثل “ريتشارد الثالث” و “هنري الخامس” .

السنوات الأخيرة و الوفاة:

في أواخر حياته عاد ” ويليام شكسبير ” إلى ستراتفورد حيث أمضى وقته في كتابة المسرحيات و إدارة ممتلكاته إلي أن توفي في 23 أبريل عام 1616 و تم دفنه في كنيسة الثالوث المقدس التي تم تعميده فيها و ترك في وصيته معظم ممتلكاته لإبنته ” سوزانا ” بينما أوصى لزوجته ” آن ” بـ”السرير الثاني الأفضل” و هي عبارة أثارت الكثير من الجدل حول طبيعة علاقتهما و رحل شكسبير و لكن علي مر القرون أصبح رمزًا للأدب العالمي بعد أن تُرجمت أعماله إلي عشرات اللغات و لا تزال تُدرس و تُقدم على المسارح في جميع أنحاء العالم .

مقتطفات من حياة ويليام شكسبير

  • يعتقد بعض الناس أن ” ويليام شكسبير ” كان مجرد واجهة و أن شخصيات مثل ” إدوارد دي فير ” أو ” فرانسيس بيكون ” هم المؤلفين الحقيقيين لأعماله بسبب معرفته الواسعة بالشؤون الدولية و التاريخ رغم أنه لم يغادر ستراتفورد أو يذهب إلي الجامعة.
  • كتب شكسبير لعنة على قبره لمنع نقل رفاته: “يا صديقي العزيز من أجل المسيح لا تحرك التراب هنا و ليكن ملعونًا من يحرك عظامي ” .
  • تشير الدراسات إلى أن جمجمة ” ويليام شكسبير ” قد سُرقت من قبره الضحل في القرن الثامن عشر من قبل صائدي التذكارات.
  • سبب وفاة شكسبير غير معروف لكن هناك نظريات تشير إلي أنه توفي بسبب الحمى بعد إجتماع مع أصدقائه و لم يمت فقيرًا بل ترك وراءه ثروة كبيرة من الأراضي و الممتلكات.
  • يُعتقد أن شكسبير كان يرتدي قرطًا ذهبيًا في أذنه اليسرى و هو نمط شائع بين الفنانين في عصره.
  • يُعتبر مساهمًا كبيرًا في تطوير اللغة الإنجليزية حيث يُنسب إليه إختراع أو إدخال أكثر من 1700 كلمة جديدة.
شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *