تسعى الكثير من المتاجر الشهيره الى ابتكار أفكار أو تبنى حملات دعائيه حتى و ان بدت فى بعض من الأحيان غريبة أو طريفه بغرض لفت الأنتباه و جذب الزبائن للقدوم اليها و لم تكن العلامة التجاريه المعروفة فى عالم الاثاث إيكيا بعيدة عن ذلك المسعى الا أنها لم تكن تتخيل أن إحدى تلك الحملات التى تبنتها قد تنقلب عليهم بالسلب بل و تناشد الجمهور بعدم الإقدام عليها مجددا .

البداية ترجع الى عام 2014 عندما قامت مدوّنة بلجيكية تدعى ” إليز دي ريجيك ” بتنظيم مسابقة للعبة الغميضه أو كما نعرفها بإسم الاستغمايه فى متجرها المحلى للاحتفال بعيد ميلادها الثلاثين و قامت بالاعلان عن تلك الفعاليه عبر موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك بغرض دعوة أصدقائها الا أنها تفاجئت بإنضمام آلاف الأشخاص إلى تلك المجموعه و هو الأمر الذى أثار إنتباه شركة ” إيكيا بلجيكا ” التى حاولت أستغلال ذلك الحدث و قامت بدعمه و استضافته داخل فرعها و أعطت أوامرها للموظفين و الأمن بالسماح للزوار بممارسة تلك اللعبة الطريفه داخل أركان متجرها الا أن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن حيث أحدثت تلك الفعاليه إرتباك كبير داخل الفرع و ظهرت فى وسائل التواصل الاجتماعى صور كثيره لأشخاص يختبئون تحت الصناديق و الأسرة و داخل خزانات الملابس في جميع أنحاء المتجر.

و رغم ذلك الإرتباك الا أنه مر بسلام و أعتبر المتجر أن ذلك الأمر كان لمرة واحدة حيث قال متحدث باسم الفرع لشبكة ABC News أنهم أرادوا تحقيق حلم تلك المدونه و لكن يبدو أنه كان من الواضح انه كان أيضا حلم الآلاف و حاولوا قدر المستطاع تحقيقه و لكنه على أى حال كان شيئًا حصريًا لمرة واحدة الا ان الشركة تفاجئت من تشكل مجموعات مماثله على موقع فيسبوك و الذين حاولوا التواصل معهم من أجل تكرار تلك اللعبه و هو ما رفضته الشركة بدعوى أن متجرها يحتوى على مجموعات من الأثاثات الثقيله و التى قد تؤدى الى مخاطر لا يحمد عقباها على الناس خلال استخدامها فى تلك اللعبه .

أقرأ أيضا : امريكى يعاقب بالسجن اربعون عاما بعد محاولته تفجير سلسلة متاجر بغرض شراء أسهم فيها

و لم يقتصر الامر على فرع إيكيا فى بلجيكا بل امتد أيضا الى دول أخرى فمع حلول عام 2015 و فى “هولندا” قام 32 ألف شخص بالتسجيل فى فعالية تدعو الى اللعب فى متجر إيكيا بفرع مدينة “أيندهوفن” بالاضافة الى تسجيل 19 ألف شخص في فعالية أخرى بمدينة “أمستردام” بينما سجل 12 ألف شخصًا للمشاركة في مباراة في مدينة “أوتريخت” و على الرغم من عدم وضوح عدد هذه الألعاب التي نظمت بالفعل إلا أن تلك الفعاليات أصبحت أمرا واقعا على شبكات التواصل الاجتماعى خاصة بعد ظهور مقاطع فيديو لا حصر لها على موقع اليوتيوب حيث يتسلل فيها “البالغون” للعب داخل المتجر و بشكل غير رسمي و امتد الأمر أيضا الى “أسكتلندا” عام 2019 بعد أن أحبطت السلطات فى مدينة ” جلاسجو ” فعالية كانت ستحدث بعد انضمام 3000 ألاف شخص للعب داخل فرع إيكيا فى تلك المدينة حيث أكتشف الموظفون تلك الفعاليه على شبكة التواصل الإجتماعى و قاموا على الفور بإبلاغ الشرطة التى أعلنت أنها بصدد التعامل مع أى خرق داخل الفرع و أرسلت عددا من رجال الشرطة لحمايته .

و فى واقع الامر فقد يعتبر البعض حملة إيكيا الدعائيه حول ذلك الموضوع أمرا منطقيا لاغراض تجارية و تسويقيه الا انه فى واقع الأمر يعد من غير الأمن السماح بمثل تلك الألعاب التى قد تؤدى الى عواقب تجنى من خلالها تلك المتاجر سلبيات أكثر من الإيجابيات الا أنه و على أى حال لم تنظم تلك الفعاليات مرة أخرى و يعتقد أنه من الصعب ان تقوم الشركة بالسماح بتكرارها مجددا .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *