البومة

البومة طائر جارح تتميز عن غيرها من الطيور بوقفة منتصبة و رأس ضخمة و عريضة بالاضافة الى حواس قوية فهى ذات رؤية مجهرية ثاقبة و حاسة سمع قوية بكلتا الأذنين اضافة الى مخالب حادة و ريش متكيف للطيران الصامت و هى طيور تنتشر في جميع مناطق كوكب الأرض تقريبا باستثناء القمم الجليدية القطبية و بعض من الجزر النائية و لطالما كان لدى تلك الطيور سيطرة قوية على الخيال البشري عبر القرون و ما تخللها من حضارات حيث ظهرت فى بعض منها كتحذيرات من الهلاك و فى ثقافات أخرى كانت رموز للحكمة أو إعتلال الصحة و نتيجة أن معظمهم كائنات ليلية فتبدو عاداتهم فى ذلك الوقت مخيفة بالنسبة إلينا و هو عكس الواقع لأنه يجب علينا أن نقدر البوم كحيوانات ذات كفاءة عالية فى اصطياد الفئران و القوارض الأخرى مما يساعد فى الحفاظ على التوازن في الطبيعة .

و في حين أن معظمنا ليس لديه مشكلة في تمييز شكل طائر البومة نظرا الى انه يكفينا البحث عن الوجه المستدير و المنقار الحاد المعقوف و العينين الحادتين الكبيرتين الا انه ليس من السهل التمييز بين الأنواع المختلفة منهم حتى العلماء أنفسهم فى بعض من الأحيان قد يجدون صعوبة في وضع بعضهم في المجموعة العائلية الصحيحة حيث يجب عليك النظر بتمعن إلى قرص وجههم فعلى سبيل المثال تمتاز بومة الحظيرة بأن لها قرص وجه على شكل قلب في حين أن البومة النموذجية لها قرص مستدير حيث تمتلك تلك الطيور بعض المميزات التى تجعلها بمثابة الطائر المثالى للعيش ليلاً نظرا لتمتعها بأفضل رؤية ليلية عن أى حيوان أخر كما أن لها سمع مذهل أيضًا .

البوم النموذجي و بوم الحظيرة

و لدى البومة حاسة سمع فائقه لدرجة أنها تستطيع سماع صوت فأر و هو يخطو على أحد الأغصان من على بعد 23 مترًا حيث تمتلك فتحتين كبيرتين في جمجمتها للأذنين جنبًا إلى جنب مع شكل وجهها الذى يعمل على توجيه الصوت إلى فتحات الأذن التى تعمل بشكل لا يصدق في التقاط الأصوات و بجانب حاسة السمع و نتيجة أنها كائن ليلي فهى لديها رؤية ليلية جبارة حيث تمتلك عيون كبيرة مقارنة بحجم الرأس حيث يسمح لها ذلك بالاستفادة من أي ضوء متاح كما ان البومة تتميز بعدم وجود عضلات للعين مما يعني أنهم لا يستطيعون تحريك أعينهم و لكن بدلاً من ذلك فهى تقوم بتحريك رأسها بالكامل لتتبع حركة الفريسة نتيجة امتلاكها لأعناق مرنة تسهم فى حركتها مع الحفاظ على تواصل سريان الدم الى المخ حيث تعتبر العيون الثابتة لديها ميزة تمنح البوم تركيزًا أفضل بسبب أنها تنظر في نفس الاتجاه بكلتا العينين و على الرغم من أنه يبدو كما و لو أنها تلف رؤوسها تمامًا إلا أنه فى واقع الأمر تقوم معظمها بتدوير رؤوسها بما لا يزيد عن 270 درجة في أي من الاتجاهين كما أنها ترى بنظر حاد لمسافات بعيدة و لكن ضعيفة البصر عند المسافات القصيرة و نتيجة لذلك فهى تستبدل الرؤيه بحاسة السمع الدقيق من اجل تحديد اماكن فريستها و اصطيادها حتى و لو كانت فى الظلام الدامس .

كما تتميز البومة بظاهرة الطيران الصامت من خلال ريشها الصلب ذات الحواف الناعمة التى تسمح لهم الطيران فى هدوء و هو أمر مهم للبوم حيث يساعدهم ذلك فى الانقضاض على الفريسة دون أن تشعر بهم و الاستثناءات الوحيدة هي مع نوع بومة الصيد لأن الصيد فوق الماء لا يتطلب منها الطيران بصمت .

و تفضل بعض البوم العيش فى المناخات الباردة بينما يعيش البعض الآخر في الصحاري أو الحقول مثل بومة الحظيرة التى تصطاد في مساحات مفتوحة على مصراعيها لذلك فهى تمتلك أجنحة أطول لمساعدتها على التجول فى الحقول الواسعة بينما البعض الأخر مثل البوم طويل الأذنين فهى تعيش في الغابة و لذلك فهى تمتلك أجنحة صغيرة لتعينها على التنقل حول الأشجار في الغابات الاستوائية المطيرة .

و في الظلام لا تحلق البومة عاليا مثل النسور أو الصقور بل تطير على ارتفاع منخفض على الأرض بحثًا عن الفريسة التى تكون من الحشرات و القوارض و أحيانا الطيور و الأسماك الصغيرة و من المعروف أن البوم الأكبر حجمًا يستطيع مهاجمة الغزلان الصغيرة و الأعراس و الثعالب و تتنافس البوم مع بعضها البعض على الأرض و الطعام و لكن يمكن أن تتعايش أنواع مختلفة منها فى مكان واحد من خلال الصيد في أوقات مختلفة من النهار أو الليل حيث تعيش البومة الرمادية الكبيرة و بومة الأورال و البومة السمراء في نفس النطاق لكن الرمادية العظيمة هي صيادة نهارية و تفضل الفئران كفريسة بينما البومة السمراء تصطاد أيضًا الفئران و لكن فقط في الليل أما بومة الأورال فهى تصطاد الفرائس الأكبر حجما مثل السناجب .

و البومة ليس لديها أسنان لذلك فهى لا يمكنها مضغ طعامها و عليه فهم يمزقون طعامهم و يبتلعونه على هيئة قطع و فى بعض الأحيان يبتلعون فريستهم كاملة ثم بعدها يسعلون أو يتقيئون رزمًا كروية من العظام و الشعر التى لا يستطيعون هضمها حيث يمكن أن يكشف تشريح هذه الكريات عن النظام الغذائي للبومة .

و تتمثل إحدى طرق العثور على البومة في الاستماع إليهم و هم ينادون بعضهم البعض في ليلة هادئة و واضحة حيث تعتبر هى الطيور الأكثر صخبا و ضجيجا خلال موسم التكاثر مما يجعل صيحاتهم مؤرقة و صراخهم مخيف حقا كما أن لديها عادة لتخويف المتسللين عن طريق جعل أحجامها أكبر من خلال فرد أجنحتها و نفث ريشها و الهسهسة كما أنها غالبًا ما توصف بأنها طائر انتهازي و نادراً ما تبني أعشاشها الخاصة و بدلاً من ذلك فهم يبحثون عن أعشاش مهجورة للغربان أو الصقور أو حتى السناجب كما تعشش البوم التي تعيش في مناطق خالية من الأشجار على الأرض أو تحت الأرض في الجحور .

و تعتبر المغازلة في البوم أمر مثير للاهتمام لأنه يجب عليهم أولاً التغلب على الخوف الطبيعي من بعضهم البعض فقد تجلب ذكور البومة قرابين من الطعام و يتم اسقاطها بالقرب من الأنثى لجذب اهتمامها للتزاوج و التي عادة ما تكون أكبر حجما بكثير و مع ذلك فقد تمر عدة ساعات قبل أن تتغلب على خوفها و تقترب منه كما يعتمد عدد البيض الذي يتم وضعه على الإمدادات الغذائية فإذا كانت فى مكان يعد الطعام فيه نادر فيمكن وضع بيضتين أو ثلاث بيضات فقط اما إذا كان الطعام متاحًا بسهولة فيمكن وضع ست بيضات أو أكثر و تفقس الكتاكيت عمومًا بعد يومين و تحصل الأكبر سنًا منها على أكبر قدر من الطعام و هذا يضمن بقاء عدد قليل منهم إذا كان الطعام نادرًا .

كما تحصل صغار البومة على أفضل رعاية من والدتها لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا حيث يتم إطعامهم و حمايتهم من الحيوانات المفترسة ثم يتعلمون الطيران و الصيد حتى يتمكنوا من مغادرة العش و العثور على مناطق خاصة بهم و غالبًا ما يشارك الآباء أيضًا في تربية الكتاكيت بما في ذلك الجلوس على البيض و إحضار الطعام للعائلة و بحلول عمر ستة أشهر تقريبًا تبدو معظم فراخ البومة مثل والديها .

و سواء كانت تعيش في المدينة أو القرية فتقوم البومة بالتحكم في أعداد القوارض و الحشرات و رغم ذلك الا انه غالبًا ما تعامل مع البشر بعدوانية حيث يسقطون ضحايا له اما بشكل مباشر من خلال الصيد أو غير مباشر عبر تسميمها عندما يتم رش الحقول بالمبيدات لقتل الأعشاب الضارة و الحشرات و القوارض اضافة الى تبوير بعض الأراضى التى تعيش فيها و قتل فرائسها حيث يمكننا مساعدة تلك الطيور من خلال إيجاد طرق أخرى للسيطرة على الآفات مثل تركها هى و الحيوانات المفترسة الأخرى لتقوم بهذه المهمة كما أنهم يحتاجون أيضًا إلى مساحات مفتوحة و أشجار إذا أرادوا البقاء على قيد الحياة و لكل نوع من أنواع البومة احتياجات مختلفة حيث يحتاج البعض إلى غابات مثل البومة المرقطة في حين أن البومة الأكبر و هى بومة النسر الأوراسي التى تحتاج إلى مناطق واسعة و فرائس أكبر .

و للحفاظ عليها يجب تشريع بعض من القوانين حتى لا يتم اصطيادها أو تسميمها و إذا كنا نعيش في المدن فيمكن وضع صناديق كأعشاش لها بحيث تجعل من الممكن لبعض منهم العيش في مناطق مأهولة بالسكان و علينا أن نتذكر أن البوم يلعبون دورًا مهمًا و علينا أن نضمن لهم مستقبلًا واعدًا أينما كانوا .

بطاقة تعريف

  • الفئة : طيور .
  • الترتيب : البوميات .
  • العائلة : البوم .
  • النوع : البوم النموذجي 189 نوع و بومة الحظيرة 16 نوع .
  • عدد البيض الذى يتم وضعه : من 1 إلى 14 حسب الإمدادات الغذائية و 2 إلى 6 فى المتوسط .
  • فترة الحضانة : من 15 إلى 35 يومًا حسب الأنواع .
  • الارتفاع : البومة النموذجية يبلغ طولها من 13 إلى 71 سم بينما بومة الحظيرة من 23 إلى 53 سم .
  • الوزن : البومة النموذجية يتراوح وزنها ما بين 42.5 جرام الى 4 كيلوجرام بينما بومة الحظيرة من 227 جرامًا إلى 1.36 كجم .

معلومات سريعة عن طائر البومة

  • تمتلك البومة إصبع خارجي قابل للانعكاس بحيث يمكن توجيهه للأمام أو للخلف اعتمادًا على موضع البومة لضمان قبضة آمنة على فريستها .
  • تشير دراسات التتبع بالأقمار الصناعية إلى أن نطاق البومة الثلجية ضخم جدا حيث تحلق بعض الطيور منهم لمسافة تزيد عن 1287 كيلومترًا في 11 يومًا فقط .
  • تعيش معظم البوم في الأشجار لكن توجد أنواع أخرى تعيش في جحور تحت الأرض .
  • حتى القطب الشمالي به بوم حيث تعد التندرا الباردة موطنًا للبوم الثلجي و يغطيها الريش السميك و الدافئ من أعلى منطقة فى رأسها و حتى أصابع قدمهم مما يوفر عزلًا فعالًا ضد هدير الرياح و درجات الحرارة المتجمدة .
شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *