امرأة تقف على قدميها حاملة شعله ناريه تظهر لثوانى معدودة مصاحب لها اسم شركة الانتاج ثم تختفى و يبدء احداث الفيلم , تلك هى المقدمة الشهيرة لشركة الانتاج السينمائى كولومبيا و التى بمجرد رؤيتها كمشاهدين تعطينا انطباعا بأن سوف نشاهد عملا سينمائيا مميزا من إبداعات هوليوود و على الرغم من شهرة تلك المقدمة فى تاريخ السينما العالميه الا ان الكثيرين لا يعرفون ان تنفيذ امرأة الشعلة كان بسيطا للغايه و لها قصة طريفه نسردها فى ذلك الموضوع .

جينى جوزيف

البداية كانت مع تأسيس شركة “كولمبيا” للانتاج السينمائى عام 1924 حيث اتخذت ذلك الشعار لها منذ ثلاثينيات القرن الماضى الا ان هوية المرأة التى كانت بها ظلت مجهوله و بعد مرور سنوات قامت شركة ” سونى بيكتشرز ” بشراء كولمبيا عام 1989 و قررت القيام بعمليات احلال و تجديد لها منها ذلك الشعار حيث ارادته ان يكون بشكل أكثر حداثه و لتحقيق ذلك تم تكليف المصور ” مايكل دياس ” من “نيو اورليانز” للقيام بتحديث ذلك الشعار حيث قام بالاتصال بصديقة له تدعى ” كاثى اندرسن ” و هى مصورة صديقة لـ ” مايكل ” طالبا منها المساعدة فى تنفيذ ذلك العمل حيث بدأت ” كاثى ” فى التواصل مع زميلة تعمل معها فى احدى الصحف المحلية تدعى ” جينى جوزيف ” و التى كانت تبلغ من العمر فى ذلك الوقت ثلاثون عاما و طلبت منها بأن تكون هى الموديل التى سيلتقط لها الصورة و وافقت ” جينى ” على طلبها ثم ذهبت “كاثى ” الى منزلها فى ” نيو اورليانز ” و قامت بتحويله إلى استوديو صور مؤقت من خلال إعداد خلفية كبيرة فى غرفة المعيشه و نشر معدات التصوير و الاضائات اللازمة و فى اليوم التالى صباح احد ايام يوليو عام 1991 وصلت ” جينى ” الى منزل ” كاثى ” ثم لحقها “مايكل” و معه علبة كرواسون ليتناولوا طعام الافطار ثم يبدأون فى جلسة التصوير و التى استغرقت لساعتين .

و تروى ” جينى جوزيف ” فى احد المقابلات عن ذلك اليوم بأنهم لفوا ملاءات حولها ثم حملت مصباحًا مكتبيًا صغيرًا و بدأت فى رفعها و بدء ” مايكل ” فى التقاط الصور و فى خلال تلك الجلسه سألت ” كاثى ” “جيني” عما إذا كان يمكنها الجلوس لمدة دقيقة حيث التقطت لها صورة و هي جالسة و بعد انتهاء المهمه و التقاط الصور استغرق ” مايكل دياس ” شهرين كاملين للاعداد النهائى لتحفته الخالده حيث يقول بأن ” جينى جوزيف ” كانت بمثابة العناية الالهيه اليه فهى سيدة لطيفة و جميله و كريمة لموافقتها على ذلك نظرا لانها لم تعمل من قبل كموديلز للتصوير و لا حتى بعد التقاط الصورة و بأنه يشعر بالسرور لأنه لم يعتقد أبدًا فى يوم من الايام بأنها ستصل إلى الشاشة الفضية و ستظل أيقونة تستمر لاكثر من 30 عامًا .

أقرأ أيضا : تعرف على أغرب قاعات العرض السينمائية الموجودة حول العالم

اما بالنسبة لـ “كاثى” فتضيف بأنه و بعد مرور 30 عاما على التقاط صورة امرأة الشعلة فأنها بمجرد رؤيتها لأول مرة على شاشة السينما كانت عاجزة عن الكلام و لم تكن تتخيل بأنه سوف يأتى اليوم الذى يرى فيه ملايين الناس ذلك العمل و هى حاليا لا تزال تشعر بالحماس كلما رأت زميلتها ” جينى ” رمزا لافلام تلك الشركة و تشعر بالفخر لأن ابنائها يجدون ان مشاركتها فى صنع تلك الايقونه امرا رائعا و هو شئ جميل ليس من السهل الحصول علي افضل منه و تقول بأنه حتى لو لم تصبح تلك الصورة مشهورة فإن يوم تصويرها سيظل يحتفظ بمكانة عظيمة بقلبها ربما لأنه حدث في غرفة معيشتها مع اصدقائها الاعزاء .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *