تقوم الشركات المصنعة للدراجات الناريه بإنفاق الكثير من الاموال بغرض الدعاية لدراجاتهم و إظهار مميزاتها التى تكفل لها المنافسة مع المنتجات الاخرى الا أن الهند كان لها أسلوب أخر فى الدعاية عن دون قصد لأحد طرازات الدراجات الناريه بعد ان اتخذوا واحدة منها كإله و رمزا مقدسا و شيدوا لها ضريحا أصبح مزارا للمئات من الناس الذين يأتون للصلاة أمامه و التبرك به من أجل الحصول على رحلة أمنة خلال تنقلاتهم , قد تظن ان فى الامر مبالغه الا أنه حقيقى لأحد المعابد الفريدة من نوعها و يدعى ” اوم بانا ” أو ” بوليت بابا ” و المخصص لتقديس دراجة ناريه و هو ضريح رغم أهميته الدينية بحسب معتقداتهم الا انه يعتبر واحدا من أشهر المناطق الجاذبة للسائحين في البلاد .

يقع ذلك المعبد الفريد فى ولاية ” راجستان ” على طريق “بالي – جودبور” السريع بالقرب من قرية تدعى ” تشوتيلا ” و يرجع سبب إنشاءه الى قصة حدثت منذ ما يقرب من 35 عامًا و تحديدا فى 2 من ديسمبر عام 1988 حين كان الشاب “أوم سينج راثور” و المعروف بإسم ” أوم بانا ” ينتقل بدراجته الناريه من طراز ” رويال أنفيلد بوليت 350 ” و هو بحالة سكر عبر ذلك الطريق السريع من قرية “بانجدي” إلى قريته “تشوتيلا” حيث فقد السيطرة على القيادة لتصطدم دراجته بإحدى الأشجار و يتوفي على الفور و حضرت الشرطة المحلية للتحقيق و تحفظت على الدراجة النارية كأمر روتينى فى مقرهم و لكن في اليوم التالي اختفت الدراجة في ظروف غامضة ليتم البحث عنها و يعثر عليها في موقع الحادث و ظنت الشرطة في البداية أن أحدا قد فعل ذلك من باب المزاح و لم تهتم كثيرا و استعادات الدراجه و اصطحبتها مرة أخرى الى مقرها و لكن تلك المرة مع تقييدها بالسلاسل و إفراغ خزان وقودها و لدهشة الجميع أختفت الدراجة النارية مرة أخرى و ظهرت مجددا بموقع الحادث في اليوم التالي و فشلت كل محاولات رجال الشرطة لإبقاء الدراجة في مقرهم حيث كان تختفى و تعود من تلقاء نفسها الى موقع الحادث قبيل الفجر و انتشرت القصه إلى القرى المجاورة كالنار في الهشيم و حينها بدأ القرويون البسطاء يشعرون أن تلك الدراجة النارية خارقة للطبيعه و بداوا فى عبادتها و أنشئوا معبدا أطلقوا عليه اسم ” بوليت بابا ” أو ” أوم بانا ” مكون من تمثال نصفى للشاب المتوفى و وضعت دراجته الناريه على منصة خرسانية محاطة بغلاف زجاجى مزين بالأكاليل حيث يُعتقدون أن روح ” أوم سينج راثور ” تركب دراجته النارية على ذلك الطريق السريع ليساعد المسافرين المنكوبين فى الحوادث علاوة على ذلك هناك أيضًا اعتقاد يشير إلى أن روحه تحافظ على سلامة المسافرين حيث يقول القرويون أن حوادث الطرق حول قرية ” تشوتشيلا ” قد انخفضت بشكل ملحوظ في السنوات القليلة الماضية بعد وفاة ” أوم بانا ” و يضيفون بأن دراجته الموجودة فى المعبد تلبي رغبات و صلوات الأشخاص الذين يزوروها لأن لديها قوى خارقة حيث يروون إحدى القصص لسائق انزلقت سيارته و سقطت في حفرة ليست بعيدة عن معبد ” أوم بانا ” و بحسب ما ورد فيها أصيب السائق و كان ينزف و خلال معاناته أقسم أن روح ” أوم بانا ” قد جائت و ساعدته على الخروج و هو الأمر الذى زاد من شعبية المعبد .

أقرأ أيضا : كيف أصبحت القنابل التى كانت تستخدم يوما لهدم منازل سكان لاوس اداة من ادوات بنائها و ازدهارها

نتيجة لذلك يقوم الكثير من المسافرين على ذلك الطريق و أغلبهم من سائقى الشاحانات و الحافلات و سيارات الأجرة و حتى من السائحين بالتوقف و القيام بزيارة معبد ” اوم بانا ” و اقامة الصلاوات و الدعوات و ترك الزهور و زجاجات الخمور لطلب نعمة الإله بغرض الحصول على رحلة أمنه أما إذا تجاهلت المعبد و ذهبت مباشرة دون التوقف به فيقول القرويون بأن ذلك علامة على أنك ستواجه حادثا خلال سفرك و يوجد لذلك المعبد كاهنا مسئولا عن طقوس الصباح و المساء عبر قرع الطبول و تلاوة الصلاوات بالاضافة الى قيامه بصيانة المعبد و الحفاظ على نظافته و حتى الشجرة التى توفى بسببها “راثور” لا تزال قائمة أمام الضريح و هي الآن مزينة بخيوط الصلاة و الأساور و الحبال حيث ساهم ذلك المعبد فى رواج سياحى كبير للمنطقة و أقيم بجواره أكثر من عشرة متاجر تبيع الزهور و البخور و الكافور و غيرها من التذكارات بما في ذلك سلاسل المفاتيح و القلائد و الخواتم و شرائط صوتية و أقراص مدمجة و صور لـ “اوم بانا ” .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *