10 داونينج ستريت هو عنوان المكتب الرسمي و مقر إقامة رئيس وزراء المملكة المتحدة و يقع في مدينة لندن و قد إرتبط ذلك المكان بمنصب رئيس الوزراء منذ ظهوره لأول مرة في القرن الثامن عشر و أصبح بمثابة منزله بشكل متقطع منذ عام 1735 و مستمر بداية من عام 1902 و بصرف النظر عن أماكن المعيشة يضم المجمع غرف حكومية و مكاتب و غرف طعام لإستضافة كبار الشخصيات و الضيوف الآخرين بالإضافة إلي غرفة يجتمع فيها مجلس الوزراء بإنتظام و يمكن التعرف على المظهر الخارجي للمبنى من خلال بابه الأمامي الأسود و واجهته المصنوعة من طوب يحمل نفس اللون و الذي دائما ما يقف أمامه رئيس الوزراء و هو برفقة زعماء العالم من أجل إلتقاط الصور بالإضافة لإعتباره مكان إصدار الإعلانات المهمة للأمة و في 10 داونينج ستريت عاش و عمل أشهر القادة السياسيين البريطانيين أبرزهم ويليام جلادستون و ديفيد لويد جورج و وينستون تشرشل و مارجريت تاتشر .
و يرجع تاريخ 10 داونينج ستريت إلي المنطقة المحيطة به المعروفة الآن بإسم مدينة وستمنستر التي كانت مركزًا للحكومة البريطانية منذ القرن الحادي عشر على الأقل ثم بني الملك ” كانوت الأول ” قصرًا ملكيًا في المكان عام 1682 و بعدها تولي المسؤول الحكومي السير ” جورج داونينج ” بناء صف من المنازل في وستمنستر بالقرب من قصر وايتهول الذي بناه الملك ” هنري الثامن ” بإعتباره مجمعًا ترفيهيًا ضخمًا تضمن ملاعب تنس و ساحة للمبارزة و ملعب بولينج حتي إحتراقه عام 1698 و يقع داونينج ستريت اليوم على حافة موقع ذلك القصر علي بعد بضع دقائق فقط سيرًا علي الأقدام من مجلسي البرلمان و بعد مرور خمسين عامًا قدم الملك ” جورج الثاني ” واحدًا من تلك المنازل الذي كان يُعرف آنذاك بإسم 5 داونينج ستريت (أعيد ترقيمه عام 1779) كهدية شخصية للسير ” روبرت والبول ” أول وزير للخزانة و الذي قبلها عام 1735 علي شرط أن يكون المبنى متاحًا أيضًا لأمراء الخزانة الأوائل في المستقبل أثناء وجودهم في منصبه و بدءًا من ” والبول ” كان جميع وزراء الخزانة الأوائل تقريبًا يحملون في نفس الوقت لقب رئيس الوزراء (علي الرغم من أن اللقب لم يصبح رسميًا حتى عام 1905) و منذ ذلك الحين أصبح المبنى معروفًا بذلك المنصب الأكثر شهرة .
و خلال فترة ولاية ” والبول ” كان المنزل الواقع في 10 داونينج ستريت بمثابة منزل و مكتب مشترك بالإضافة إلي مكان للترفيه عن الزوار المميزين و قليل من خلفاءه إستفادوا بشكل مماثل من المبنى و مع ذلك غالبًا ما كانوا يتبرعون به لأفراد العائلة أو الأصدقاء إلي أن إستعاده رؤساء الوزراء اللاحقين الذين أدركوا أهميته و أدخلوا تحسينات رئيسية علي هيكله و بحلول منتصف القرن التاسع عشر أصبح الحي المحيط بائسًا و لم يعد المبني يستخدم كمسكن على الإطلاق علي الرغم من أن بعض رؤساء الوزراء إستمروا في إستخدامه كمكتب و لإجتماعات مجلس الوزراء ثم بعد ذلك بدأ بنيامين دزرائيلي (1868 و 1874–1880) و ويليام جلادستون (1868–1874 و 1880–1885 و 1886 و 1892–1894) بإجراء تجديدات كبيرة لجعل المنزل الذي أصبح في حالة سيئة صالحًا للعيش مرة أخرى بالإضافة إلي تحديثه بمزيد من المرافق و منذ رئاسة ” آرثر بلفور ” للحكومة (1902–1905) أصبح حاملي ذلك المنصب يقيمون فيه بشكل روتيني علي الرغم من أن بعضهم إحتل في السنوات الأخيرة أماكن المعيشة الأكثر إتساعًا في 11 داونينج ستريت المجاور و نظرا لأهمية المبني التاريخية و السياسية في القرن العشرين كان دائما هدفًا لهجمات خاطفة خلال الحرب العالمية الثانية بالإضافة إلي زرع قنابل بجواره من قبل الجيش الجمهوري الأيرلندي عام 1991 .
و في داخل مبني 10 داونينج ستريت هناك متاهة من الممرات التي تربطه بمبنى أكبر يقع خلفه مباشرةً و يمتد أيضًا إلي يسار الباب الأمامي و يحتل جزءًا كبيرًا من 12 داونينج ستريت و الذي يرتبط هو نفسه بممر بـ 11 داونينج ستريت المقر الرسمي لوزير الخزانة أما المباني المتبقية في داونينج ستريت فهي مكاتب حكومية .