ما هي واشنطن بوست

واشنطن بوست هي واحدة من أبرز المؤسسات الإعلامية في الولايات المتحدة و العالم نظرا لتمتعها بتاريخ طويل و حافل بالإنجازات الصحفية التي ساهمت في تشكيل الوعي العام و مراقبة أعمال الحكومة و السياسيين داخل البلاد و يرجع تاريخها إلي سبعينيات القرن التاسع عشر ثم مرت بعد ذلك بعدد من التحولات الكبيرة بدءًا من كونها منشورًا صغيرًا يخدم الحزب الديمقراطي وصولًا إلي إعتبارها من أكثر الصحف نفوذًا و تأثيرًا في العالم بعد أن أشتهرت بتغطياتها الإستقصائية الجريئة أبرزها نشرها لوثائق فضيحة ووترجيت التي أدت إلي إستقالة الرئيس ريتشارد نيكسون و وثائق وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاجون ) التي كشفت حقائق مهمة عن حرب فيتنام لذلك فهي تعتبر مرجعية إخبارية موثوقة لدي الرأي العام الأمريكي .

ما هي جريدة واشنطن بوست

تاريخ واشنطن بوست

تأسست صحيفة “واشنطن بوست” عام 1877 كمنشور مكون من أربع صفحات يخدم الحزب الديمقراطي و نتيجة مرورها بعدد من الأزمات الإقتصادية بدء بيعها للجمهور عام 1889 و هو ما أدي إلي التخلي عن ولائها للحزب ثم نمت الصحيفة في الحجم و الشهرة و أصبحت تُعرف كمنشور محافظ للغاية و بحلول عام 1905 تم بيعها إلي ” جون آر. مكلين ” الذي أدخل عليها أسلوبًا إعلاميًا يعتمد علي الإثارة و تغطية أخبار المجتمع و في عام 1916 تولي إبنه ” إدوارد مكلين ” إدارة الصحيفة و في العشرينيات فقدت مكانتها جزئيًا بسبب صداقة مالكها مع الرئيس ” وارن هاردينج ” بسبب الإعتقاد بأن سياساته كانت تنعكس بشكل كبير علي الصحيفة ثم أدي أسلوب إدارة ” إدوارد ” لها إلي إفلاسها و في عام 1933 إشتراها الممول ” يوجين ماير ” من الإدارة القضائية .

و مع إمتلاك ” يوجين ماير ” لصحيفة ” واشنطن بوست ” بدأ في إعادة بناء شخصيتها مع التركيز علي موقف تحريري مستقل و إعداد تقارير دقيقة و مكتوبة جيدًا و إشتهرت بتقاريرها التحليلية و رسوماتها الكاريكاتيرية للرسام ” هيربرت إل. بلوك ” التي أعطت زخما كبيرا للصحيفة بعد إثارتها إعجاب القراء و في عام 1946 نقل ” ماير ” الصحيفة إلي صهره ” فيليب جراهام ” الذي واصل توسيعها و تحسينها و في عام 1954 تمكنت من شراء صحيفة “واشنطن تايمز-هيرالد” التي كانت منافسة لها و قامت بإغلاقها و في عام 1961 نجحت في الإستحواذ علي مجلة “نيوزويك” و هو ما عزز تغطية الصحيفة للأحداث الدولية و حولت تقاريرها عن الحكومة الأمريكية إلي مستوى متميز و في عام 1963 إنتحر ” فيليب جراهام ” و تخلفه زوجته ” كاثرين ” التي واصلت تعزيز التقدم الذي أحرزه زوجها مما منح الصحيفة مكانة جديدة علي الصعيدين المحلي و الدولي .

تاريخ واشنطن بوست
كاثرين جراهام

وثائق البنتاغون و فضيحة ووترغيت

في 18 يونيو عام 1971 بدأت “واشنطن بوست” بجانب صحيفة ” نيويورك تايمز ” في نشر مقتطفات من تقرير سري للغاية يتبع وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاجون ) و الذي نُشر لاحقًا في كتاب بعنوان “وثائق البنتاجون” (1971) حيث كشف عن تورط ” الولايات المتحدة ” في الهند الصينية خلال الحرب العالمية الثانية بما في ذلك دورها في حرب فيتنام و نظرا لسرية التقرير حصلت وزارة العدل الأمريكية علي أمر قضائي بوقف نشر المواد السرية و لكن في 30 يونيو 1971 رفعت المحكمة العليا الأمريكية الحظر مما سمح للصحيفتين بإستئناف النشر و كان يُعتبر هذا القرار واحدًا من أهم قضايا الرقابة المسبقة في التاريخ كما دعمت ” كاثرين جراهام ” طاقمها بقوة بما في ذلك مراسليها ” بوب وودوارد ” و ” كارل برنشتاين ” في الكشف عن تورط الرئيس الأمريكي الجمهوري ” ريتشارد نيكسون ” في فضيحة ووترجيت التي كشفت عن أنشطة غير قانونية من قبل إدارة الرئيس خلال و بعد حملة الإنتخابات الرئاسية عام 1972 و هو ما أدي في النهاية إلي تقديمه إستقالته و في عام 1973 فازت الصحيفة بجائزة بوليتزر عن تغطيتها للقضية .

مانشيت إستقالة الرئيس الأمريكي نيكسون يتصدر عنوان صحيفة واشنطن بوست

تطورات صحيفة واشنطن بوست

و خلال فترة السبعينيات شهدت صحيفة ” واشنطن بوست ” عدة مشاريع جديدة بما في ذلك تأسيس “واشنطن بوست رايترز جروب” عام 1973 و هي خدمة التوزيع الخاصة بها و إطلاق مجلة “واشنطن بوست ماجازين” عام 1977 كما شهدت حدوث تغييرات في القيادة ففي عام 1973 تم إنتخاب ” كاثرين جراهام ” كرئيسة تنفيذية و رئيسة مجلس إدارة شركة “واشنطن بوست” مع إحتفاظها بمنصبها كناشرة للصحيفة و بعد ثلاث سنوات تم تعيين إبنها ” دونالد جراهام ” نائبًا تنفيذيًا و مديرًا عامًا للصحيفة و خلفها كناشر عام 1979 و من تلك اللحظة و حتي التسعينيات واصلت الصحيفة إطلاق مبادرات جديدة بما في ذلك إصدار أسبوعي وطني عام 1983 و توفير خدمة معلومات هاتفية مجانية عام 1990 و بسبب التطورات التكنولوجية و زيادة أهمية الويب شكلت شركة “واشنطن بوست” شركة تابعة لها بإسم “ديجيتال إنك” عام 1993 و هي خدمة إخبارية عبر الإنترنت أصبحت لاحقًا “واشنطن بوست نيوزويك إنتراكتيف” لإدارة مشاريعها الإعلامية الجديدة و بعد ذلك أعادت الصحيفة هيكلة عملياتها الطباعية عام 1995 و أطلقت تصميمًا جديدًا كليًا و بدأ موقعها الرسمي علي الويب عام 1996 و بدأت في إستخدام الطباعة الملونة في فنونها و رسوماتها و صورها عام 1999 .

معلومات عن واشنطن بوست

و في أوائل القرن الحادي و العشرين واجهت الصحيفة صعوبات مالية بسبب تراجع صناعة الصحافة مما أدي إلي إعادة هيكلة كبيرة بما في ذلك تعيين ” كاثرين ويموث ” ابنة أخ ” دونالد جراهام ” كناشرة عام 2008 و إجراء تسريحات للعمال و إغلاق معظم مكاتبها الإخبارية في ” الولايات المتحدة ” و في عام 2013 إشترى مؤسس موقع أمازون ” جيف بيزوس ” الصحيفة و المنشورات التابعة لها مقابل 250 مليون دولار و تحت قيادته أعادت الصحيفة هيكلة عروضها الرقمية و زادت من عدد الموظفين في غرف الأخبار و الإدارات الأخرى و ركزت علي زيادة الإشتراكات الرقمية و بحلول عام 2023 بلغ عدد الإشتراكات حوالي 2.5 مليون مما وضعها خلف “نيويورك تايمز” و “وول ستريت جورنال” من حيث عدد القراء الرقميين المدفوعين .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *