من أبرز شخصيات أفلام الرعب هم المذئوبين الذين يكونوا بالأساس أناس طبيعيين و لكن مع إكتمال القمر سرعان ما تحدث لأجسادهم تحولات غريبة من إزدياد فى كثافة الشعر و نمو مخالب حادة و إكتساب بنية جسمانية قوية إضافة إلي الطبيعة المفترسة الموجودة فى تلك الحيوانات و هو ما يدفعهم إلي مهاجمة البشر فى الطرقات و المنازل و لعل تلك السمعة السيئة التى صورتها هوليوود لتلك الشخصيات قد سببت الكثير من المتاعب لأفراد عائلة مواطن يعيش فى المكسيك و يدعي جيسوس أسيفيس حيث يطلق عليه هو و أفراد أسرته لقب المذئوبين نتيجة إصابتهم بمرض نادر ناتج عن تحول جينى أدي إلي إكتسابهم منذ ولادتهم لكميات غزيرة و غير طبيعية من الشعر على وجوههم و أجسادهم .
و بمتابعة التاريخ المرضي لعائلة ” جيسوس أسيفيس ” فيلاحظ أن تلك الظاهره قد بدأت بجدته الكبرى التي كانت الأولى من بين أفرادها التي تحمل سمات هذا التحول الجيني الذي لم يسبق له مثيل من قبل في أسرتها ثم بعدها ولدت خمس أجيال متعاقبة و هم يحملون تلك المتلازمة الجينية أخرها تلك العائلة التى تعيش ببلدة “لوريتو” شمال غرب “المكسيك” فى منزلين متجاورين تبرع بها عمدة المدينة منذ أربعين عاما تعاطفا مع تلك العائلة نظرا للظروف الصعبة التى يمرون بها جسديا و حتى إجتماعيا نظرا لأنهم يواجهون مضايقات فوق الإحتمال من أهل البلدة نتيجة إصابتهم بمرض ليس لهم أى ذنب فيه و الذى تسبب فى إنقطاع الأطفال المنتسبين إلى تلك العائلة عن الذهاب الى المدرسة بسبب تعرضهم للتنمر الدائم من قبل زملائهم بالإضافة إلى لعن العائلة من قبل السكان أثناء سيرهم فى الشوارع حيث يلقبونهم بالوحوش الشيطانية و يدعوهم للعيش فى الغابة ثم تطورت المضايقات لدرجة تسميم قططهم الأليفة من أجل طردهم من تلك المنطقة .
و نتيجة لتلك الضغوطات تداوم نساء عائلة ” جيسوس أسيفيس ” على حلاقة وجوههم بإنتظام و تفضلن البقاء هن و أطفالهن داخل حدود المنزل إلا أن الرجال يفضلون تركها لتنمو لمحاولة إستغلالها قدر الإمكان للعيش فنظرا لصعوبة قبولهم فى ممارسة الأعمال الطبيعية فلم يكن أمامهم أى مفر سوى العمل فى مجال السيرك و تقديم العروض الغريبة لذلك فهم دائمى الترحال إلي دول أوروبا و أسيا و أمريكا الشمالية و الجنوبية لتقديم تلك العروض .
و فى الوقت الراهن ترفض تلك العائلة إنجاب مزيد من الأطفال خوفا من معاناتهم مستقبلا لتلك القسوة التى يتعرضون لها حاليا حيث تقول “كارلا” ابنة “جيسوس أسيفيس ” بأنه سيكون من الصعب إحضار شخص مثلى إلى ذلك العالم و هو ما دفع المخرجة ” إيفا أرجيدز ” إلي إخراج فيلم وثائقى يحمل اسم ” تشوى الرجل الذئب ” و أمضت فيه شهورا من أجل تصوير و توثيق معاناة تلك العائلة من أجل لفت الإنتباه إليهم و تعريف المجتمع بمدى المعاناة التى يمرون بها و محاولة مساعدتهم .
أقرأ أيضا : تعرف على عائلة فوجيت أصحاب البشرة الزرقاء الناجمة عن خلل فى الجينات
اما بالنسبة لرأى الطب فيقول أن تلك الحالة تسمى “بمتلازمة أمبراس” و هى لا تسبب أى مشاكل صحية الا أنها مشكلة تجميلية بحتة و لا يوجد حتى الأن أى علاج حاسم لها الا أنه يمكن تخفيف أعراض تلك المتلازمة عن طريق التبييض او الحلاقة بالاضافة الى أزالة الشعر بالليزر حيث يكون الحل هو الأكثر فاعلية على المدى الطويل .