لا تقتصر ويلات الحروب على العسكريين الذين يخوضون المعارك فى ساحات القتال فقط و لكن يدفع ثمنها المدنيين أيضا حين تكون المدن أهدافا للطائرات و الصواريخ التى تخلف ورائها ألاف من الضحايا و لكم عانت المدن البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية من الغارات الألمانية مما جعل حياتهم مهددة طوال تلك الفترة و هو ما يظهر فى تلك الصورة التى تظهر فيها ثلاث ممرضات فى ممر إحدى المستشفيات بمدينة لندن اثناء إجراء تجربة حية بإرتداء أقنعة الغاز للتأكد من إمكانية تنفيذ إجراءات إحترازيه لحماية الاطفال الرضع حال تعرضهم لهجمات بالغازات السامه .
التاريخ : عام 1940 .
المصور : شعبة التصوير التابعه لوزارة الأعلام البريطانيه – أرشيف صور الحرب العالمية الثانية الموجود فى متحف الامبراطوريه للحرب .
التفاصيل : ترجع خلفية الصورة الى بداية إندلاع الحرب العالمية الثانية حيث كانت هناك تقديرات تشير إلى إحتمالية استخدام ” ألمانيا ” للأسلحة الكيميائية و الغازات السامه وقتها أصدرت الحكومة البريطانية قرار عام 1938 بتوزيع أقنعة الغاز على افراد شعبها و الذى تم تصميمه بشكل يسهل حمله فى اى مكان منها ما كان مخصص للاطفال حيث كان يتم تلوينها و زخرفتها بأشكال طفولية و محببة لهم حتى لا تصيبهم بالخوف او الهلع منها .
و نظرا لأن الأطفال الرضع كان لهم ظروف خاصة فتم تصميم اقنعة الغاز الخاصة بهم لتكون ملائمة لأعمارهم مثل ما تظهر بتلك الصورة و هى أقنعة مخصصة للأطفال حتى عمر عامين حيث يتم وضع الطفل داخل القناع بحيث يكون الرأس فقط هو ما داخل الخوذة كما يتيح للطفل إمكانية الرؤية من خلاله ثم يتم تثبيت الجزء القماشى منه حوله مثل الحفاظات مع وجود شرائط مطاطيه محكمة للربط لمنع تسرب الغازات الى الداخل و ترك قدميه يتدليان بحرية .
أقرأ أيضا : صورة سيمون توسو السيدة التى تعرضت للتطهير الوحشي من قبل الفرنسيين لإتهامها بالتعاون من الألمان
و تتميز أقنعة الغاز تلك بوجود مرشحات تعمل على تنقية الهواء لهم و متصل بجانبها مضخه يدويه تقوم الممرضة او الأبوين بالضغط عليها كل فترة لضخ الهواء النقى للطفل و كان من الملاحظ أن تلك التدريبات لم تكن بالسهلة نظرا لأنه أثناء إجراء بعضها تمت ملاحظة أن الاطفال كانوا ينامون داخل أقنعة الغاز بشكل غير طبيعى و كانت تقديراتهم أن السبب يرجع إلى أن المضخات المسئولة عن ضخ الهواء النقى لم تكن تعمل بالشكل الكافى و أن أولائك الأطفال قد تعرضوا لخطر الإختناق الا أنه و لحسن الحظ لم يتم استخدام أقنعة الغاز بشكل عملي و لم تحدث أى هجمات من ذلك النوع على الإطلاق .