المجالس التشريعية أو كما يطلق عليها البرلمانات هي المكان الذي يجتمع فيه القادة السياسيين المنتخبين من أجل مناقشة سياسات الدولة وصياغة القوانين و سن المعاهدات التي تعود بالنفع على المواطنين الذين يمثلوهم حيث تدور فى قاعاته النقاشات حول القضايا ذات الاهتمام الوطني المشترك و نظرا لطبيعة ذلك المكان فهو يتقيد بالعديد من القواعد و البروتوكولات و التى من المفترض على السياسيين الالتزام بها الا انه فى بعض من الاحيان قد تصدر تصرفات تلقائيه بعضها يكون طريف الا انها فى النهايه تعد محرجة لهؤلاء المسئولين الحكوميين و لبلدانهم و البرلمان التابعين له .

لذلك و فى هذا المقال قررنا تجميع أشهر 10 حوادث محرجة حدثت داخل المجالس التشريعية حول العالم موثقة بالفيديوهات .

الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يساعد سيدة الصين الأولى

أثناء حضوره قمة آسيا والمحيط الهادئ عام 2014 في بكين لاحظ الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” أن السيدة الصينية الأولى “بينج ليوان” تشعر بالبرد لذا فقد قدم لها سترته لترتديها و التي قبلتها بلطف حيث كان طوال ذلك الوقت الرئيس الصيني “شي جينبينج” منشغلا بالحديث إلى الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” سرعان ما أدركت السيدة “بينج” الى أن قبولها هذا قد يؤدي إلى إحراج زوجها حيث قامت باستبدال سترة “بوتين” بسترة أخرى أعطتها لها إحدى المضيفات و لسوء حظ الرئيس “شي” لم يكن هذا كافيًا لمنع المراقبين الصينيين و الدوليين من التعليق على ما يبدو أنه عدم اهتمام من الرئيس الصينى تجاه زوجته و بعد عدة أيام من تغطية وسائل الإعلام و وسائل التواصل الاجتماعي للحادث قام ” شى ” بحظر أي لقطات أو تعليق أو إشارة إلى ذلك الحادث فى وسائل الإعلام الحكومية الصينية فى خطوة وصفها الكثيرون على أنها محاولة تافهة للحفاظ على ماء وجهه .

رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو في زي سوبرمان

اعتاد رئيس الوزراء الكندي “جاستن ترودو” دائما على اثارة الجدل خاصة فى اختياره لملابسه من ارتداء أفضل الأزياء الهندية اثناء قيامه بزيارة تجارية إلى ارتداء أزياء متعددة ذات تصميمات غريبه حيث لم يترك تلك العادة حتى و هو بداخل البرلمان الكندى ففى 31 من أكتوبر عام 2017 وصل ” ترودو” إلى جلسة لمسائلته و هو يرتدى زي رئيس الوزراء الرسمى المكون من بدلة زرقاء و قميص أبيض و ربطة عنق حمراء و لكن بمجرد أن وقف أمام الكاميرات قام بحل ربطة عنقه و فتح قميصه و كشف أنه كان يرتدي زي “كلارك كينت” او سوبرمان و الذى ظل به طوال اليوم و أحدث حالة من الجدل ما بين المؤيد و المعارض حيث رأى العديد من مؤيدي “ترودو” أن هذا أمر إيجابي و أنه كان يتعامل مع الكنديين العاديين الذين يحبون ارتداء ملابس عيد الهالوين بينما رأى العديد من منتقديه أن تصرفات ترودو بمثابة خرق صبياني لقواعد الملابس في البرلمان الكندي والتي تنص على أن الاعضاء من المفترض أن يرتدوا سترات وربطات عنق أثناء انعقاد جلسة البرلمان.

رئيس الوزراء الايطالى سيلفيو برلسكونى يغازل زميلته

في أغسطس عام 2011 و بينما كانت إيطاليا تواجه انهيارا اقتصاديا و البرلمان يعقد جلسات مكثفه لمحاولة إيجاد حل كان لدى رئيس الوزراء “سيلفيو برلسكوني” أشياء أخرى في ذهنه ففي 4 من أغسطس كان البرلمان منعقدًا و شوهد برلسكوني البالغ من العمر 73 عامًا وقتها و هو يغازل النائبه “ميكايلا بيانكوفيوري” البالغة من العمر 40 عامًا و هي عضو في حزبه وحليف سياسي له و لم تكن “بيانكوفيوري” أول امرأة يقوم بورلوسكوني بمغازلتها داخل البرلمان ففي مناظرة في وقت سابق من ذلك العام شوهد و هو يغازل وزيرة السياحة “ميشيلا فيتوريا برامبيل” ناهيك الى أن برلسكونى بالاساس يشتهر باستضافة حفلات جنسية مع عاهرات مأجورات في قصوره حيث اعتبر الشعب الإيطالي أن هذه المغامرات غير محترمة و محبطة و جعلت منه مادة للسخريه وسط القادة الدوليين حيث أدت تلك المغامرات و التى كان بعضها غير قانونى إلى سقوطه سياسيا فى ذلك العام و لكن رغم اداناته الجنائيه المتعددة و حظره تقلد مناصب عامة الا أنه لا يزال حتى الأن يتمتع بنفوذ كبير في السياسة الإيطالية .

النائب الكندى داريل ستينسون اثناء غضبه بعد اتهامه بالعنصريه

تعتبر كندا من الدول المعروفة دوليا بأدبها برلمانيا و لكن من الواضح أن بعض السياسيين الكنديين لم يراعوا تلك النقطة منهم النائب عن حزب الإصلاح “داريل ستينسون” و المعروف بارائه المحافظه ففي 4 من فبراير عام 1997 و أثناء مناقشة مشروع قانون إصلاح السجون قام النائب الليبرالي “جون كانيس ” باتهامه بأنه شخص عنصري بسبب تصريح أدلى به لدعم القانون والنظام و نتيجة لذلك الاتهام فقد استشاط ستينسون غضبا و اتجه الى مكان ” كانيس ” موجها اليه كلمات نابية و حاول زملائه من أعضاء البرلمان منعه من بدء القتال و تدخل رئيس مجلس النواب و دعا إلى الحفاظ على النظام و لحسن الحظ لم يتم إلقاء أي لكمات وتم نزع فتيل الموقف سريعا .

زعيم حزب الخضر الاسترالى بوب براون يصرخ يسقط جورج بوش

لدى أستراليا و الولايات المتحدة تاريخ مشترك و علاقات وثيقه منذ بداية الحرب العالمية الثانية عندما قاتلت القوات الأسترالية و الأمريكية معًا ضد اليابانيين و في ضوء هذا التاريخ من المفترض ان يعامل قادة الدولتين بعضهم البعض باحترام متبادل لا سيما عند تبادل الزيارات الدبلوماسية و لكن و لسوء الحظ لم تكن أستراليا في عام 2003 مضيافة بالشكل الكافى حيث وصل الرئيس الأمريكي “جورج بوش” إلى البرلمان الأسترالي و قوبل بغضب من زعيم حزب الخضر “بوب براون” و الذى صرخ يسقط جورج بوش و كذلك عضو مجلس الشيوخ عن نفس الحزب “كيري نيتل” و الذان تم طردهما من القاعه بالقوة الجبريه بعد رفضهم المغادرة عندما أمر بذلك رئيس مجلس النواب حيث مثل ذلك الامر إحراجًا وطنيًا لأستراليا التي لم تصدق سلوك أعضاء مجلس شيوخها تجاه زعيم دولة يزورها حيث لم يبدى ” بوب براون ” اى ندم على ذلك الموقف مشيرًا إلى أنه من المخزي عدم السماح للنواب الاستراليين بالتواجد فى قاعة البرلمان أثناء زيارة الرئيس بوش .

النائب البرلمانى الايرلندى بول جوجارتى ناطقا الفاظا نابيه داخل القاعه

في ديسمبر عام 2009 و أثناء انعقاد جلسة لمناقشة ميزانية عام 2010 داخل البرلمان الأيرلندى اشتعلت الأمور بين النواب حيث صاح النائب “بول جوجارتي ” في لحظة انفعال تجاه زميله النائب ” ايميت ستاج ” “اللعنة عليك أيها النائب ستاج .. اللعنة عليك ” حيث صدم أعضاء البرلمان الأيرلندي عند سماعهم تلك الالفاظ و التى اعتذر جوجارتى عليها بعد ذلك مدعيا أنها كانت مجرد لحظة غضب و بعد جلسة تأديبية للنائب اتضح أن استخدام الكلمة النابيه “اللعنة” لا تعتبر انتهاكًا للبروتوكول من قبل الإجراءات البرلمانية الأيرلندية لذلك لم يتلق جوجارتي أي عقوبة رسمية بسبب فورة غضبه واستمر في العمل كعضو في البرلمان حتى يومنا هذا .

نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الامريكيه تمزق خطاب حالة الاتحاد

كان الرئيس الامريكى “دونالد ترامب” و رئيسة مجلس النواب “نانسي بيلوسي” خصمين سياسيين لدودين منذ أن أعلن ترامب ترشحه للرئاسة في عام 2015 و بعد أن تولى ترامب منصبه في يناير 2017 تصاعد الخلاف بينهما إلى حرب متبادلة شهدت أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة و مساءلة بغرض عزل “ترامب ” و التى انتهت بتبرئته و فى 4 فبراير 2020 توجه الرئيس الامريكى لالقاء خطاب حالة الاتحاد داخل الكونجرس الامريكى و بعد أن انهاه مزقت “بيلوسي” نسختها من الخطاب حيث دافعت في وقت لاحق عن فعلتها قائلة أن خطاب “ترامب” عبارة عن بيان من الأكاذيب و اتفق معها العديد من أنصارها و لكن منتقدي “بيلوسي” رأوا أن أفعالها مثيرة للانقسام بلا داع في ليلة تهدف إلى توحيد أمريكا فضلاً عن إهانة العديد من الأشياء الجيدة التي تحدث عنها الخطاب مثل لم شمل جندي بأسرته او مساعدة فتاة صغيرة تتلقى منحة دراسية لحضور مدرسة أفضل بالاضافة الى ان تصرفات بيلوسي أدت إلى زيادة الاستقطاب في أمريكا و تدمير أي فرصة لعلاقة عمل صحيه بين الكونجرس والرئيس و التى لا تزال متوترة حتى بعد ذهاب ترامب من السلطه .

أقرأ أيضا : لا تملك جواز سفر او رخصة قيادة و لديها عيدين للميلاد .. أسرار مثيرة حول حياة اليزابيث الثانيه ملكة بريطانيا

رئيس الوزراء النيوزلندى روبرت مولدون و اعلانه اجراء انتخابات برلمانية مبكره

في عام 1984 كانت نيوزيلندا في خضم أزمة سياسية و اقتصادية بلا نهاية تلوح في الأفق حيث تسبب الحزب الوطني الذي يتزعمه رئيس الوزراء “روبرت مولدون” فى تراكم الديون و زيادة التضخم و حالات البطالة خلال فترة حكمهم و نتيجة لذلك كان “مولدون” يواجه انتقادات حادة من المعارضة و كذلك من داخل حزبه لتتزايد الضغوط عليه و فى أوائل يونيو عام 1984 تعثر رئيس الوزراء امام مكتبه و أمام الصحافة النيوزيلندية و كان واضحًا عليه السكر وأعلن بشكل مفاجئ عن إجراء انتخابات مبكرة في غضون شهر و أعرب عن أمله في أن تقوض الانتخابات المبكرة حزب العمال المنافس و تؤدي إلى أغلبية أكبر للحزب الوطني و لسوء الحظ لم تنجح هذه الخطة لمولدون و خسر الحزب الوطني موقعه الحاكم لصالح حزب العمل و ترك مولدون منصبه كزعيم للحزب الوطني لكنه ظل نائباً فيه حتى عام 1991 أي قبل عام من وفاته .

الرئيس الجنوب أفريقى جاكوب زوما و هو نائم فى البرلمان

يُعد الرئيس الجنوب أفريقى “جاكوب زوما” أحد أكثر الرؤساء المثيرين للجدل لاقدامه على الكثير من الافعال المحرجه سواء غناءه لاغنية محظورة فى البلاد و اتهامه بالاعتداء الجنسي لذلك ليس غريبا أن يكون سلوكه في البرلمان محرجا أيضا ففى 2 من نوفمبر عام 2016 و أثناء الاستماع إلى خطاب حول الميزانية الوطنية نام الرئيس “زوما” على مرأى من البرلمان و الكاميرات التي سجلت الحدث فى تصرف اعتبره الكثيرين دليل على عدم احترام نخبة البلاد لمواطنيهم العاديين في جنوب إفريقيا و على الرغم من أن زوما لم يعد يشغل منصب الرئيس حاليا إلا أن حزبه و هو “حزب المؤتمر الوطني الأفريقي” لا يزال يحكم جنوب إفريقيا حتى الأن .

البرلمان الاوغندى يدخل فى حالة من الشجار

في عام 2017 و أثناء مناقشة تعديل دستوري لتمديد سن الرئيس الاوغندى الحالي اندلع شجار كامل داخل البرلمان حيث كان الهدف من التعديل على وجه التحديد هو تمديد حكم الرئيس ” يورى موسيفيني” البالغ من العمر 77 عامًا و الذي كان في ذلك الوقت على بعد عامين من بلوغ الحد الأقصى لسن الرؤساء و هو 75 عاما حيث شهد الشجار بين النواب ضربا و ركلا و استخدام الميكروفونات و العصى و الكراسى كأسلحه و جميع أشكال العنف داخل القاعه حيث استمر ليومين مع الإبلاغ عن عدة إصابات خطيرة اما فيما يتعلق بالتعديل الدستوري فقد تم إلغاء الحد الأدنى لسن الرئاسة واستمر حكم الرئيس “موسيفيني ” و لا يزال في السلطة حتى يومنا هذا حيث تعتبر تلك المشاجرة واحدة من أكثر اللحظات السياسية غير المهنية في تاريخ برلمانات العالم الحديث.

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *