صورة إستسلام عدد من الجنود البريطانيين للقوات الأرجنتينية بعد إجتياحهم لجزر الفوكلاند

لا يقتصر نفوذ بعض الدول داخل حدودها بل من الممكن أن يكون خارجها و على بعد مسافات تصل الى ألاف من الكيلومترات نظرا لأن تلك الأماكن تمثل أهمية إستراتيجية كبيرة لذلك يكون من الصعب تقديم أى تنازلات عنها حتى و إن كانت فى الأساس تتبع دولة أخرى و هو ما فعلته المملكة المتحدة حين قررت شن حرب ضد الأرجنتين فى ثمانينيات القرن الماضي عرفت بإسم حرب الفوكلاند لإستعادة السيطرة على عدد من الجزر بعد قيام الأخيرة بالسيطرة عليها و إعتقال عدد من أفراد الحامية البريطانية الصغيرة التى كانت تتواجد فيها كما يظهر فى تلك الصورة أعتبرت مهينة للغاية و دفعت البريطانيين للرد بشن عمل عسكري عنيف .

التاريخ : 2 ابريل عام 1982 .

المصور : الأرجنتيني ” رافاييل وولمان ” – وكالة “جاما” الفرنسيه للصور .

التفاصيل : ترجع خلفية تلك الصورة بنشوب “حرب الفوكلاند” عام 1982 و هى حرب دارت بين “الأرجنتين” و “المملكة المتحدة” بسبب نزاع بين البلدين حول مجموعه من الجزر تسمى الفوكلاند جنوب المحيط الاطلسى و التى تقع تحت السيادة البريطانية و لكن تطالب بها الأرجنتين لضمها و فى يوم 2 ابريل غزت القوات الأرجنتينية تلك الجزر و احتلتها و استسلمت الحامية البريطانية الموجودة بها و جاء الرد سريعا من القوات البريطانية فى 5 أبريل عن طريق إرسال قوات بحرية حيث أستغرق وصولها عدة أيام و قامت بالإشتباك مع القوات البحريه الأرجنتينية ثم تلاها هجوم و إنزال برمائى لقواتها على تلك الجزر و استمر الصراع عليها لعدة اسابيع و قتل فى تلك المعارك 750 أرجنتينيًا و 256 بريطانيًا و انتهت بإستسلام “الأرجنتين” في 14 من يونيو و أعيدت الجزر إلى السيادة البريطانية مرة اخرى .

فى تلك الاثناء و قبل نشوب الحرب بأيام كان المصور ” رافاييل وولمان ” قد تلقى تكليفا من وكالته بالذهاب الى جزر الفوكلاند لاعداد تقرير توثيقى عنها حيث وصل اليها فى يوم 23 مارس و بدء فى مباشرة عمله المكلف به و فى يوم 1 أبريل و أثناء وجوده فى حانة الفندق الذى يقيم فيه سمع من المذياع صوت حاكم الجزيرة السير ” ريكس هانت ” و الذى تقابل معه خلال عمله يعلن عن مؤشرات لغزو الجزيرة من قبل القوات الأرجنتينية ثم بدأ رواد الحانة ينظرون الى المصور بشك لأنه كان الأرجنتينى الوحيد بها ثم تواصل الحاكم معه شخصيا و أخبره بضرورة مغادرة الفندق و سيتم ايواءه فى منزل سائقه و عدم المغادرة منه مهما كانت الظروف ثم حدثت الحرب و بدأت الاتهامات تطارده فى الجزيرة على أنه جاسوسا أرجنتينيا خاصة و أنه أرسل الأفلام التى صورها بالبريد الى الأرجنتين قبل يومين من الغزو و من منزل السائق بدء فى تصوير و توثيق ذلك الغزو و الإشتبكات بين الحامية البريطانية الموجودة بالجزيرة و القوات الأرجنتينية حتى أنه كاد يتعرض لخطر الموت فخلال تصويره أطلق عليه النار من قبل جندى مجهول ظن أنه يحمل سلاحا و تجاوزت الرصاصه رأسه بسنتيمترات قليله و بعدها علم ان الحاكم أستسلم و سينقل إلى منفاه فى أورجواى فانتقل الى منزل الحاكم ليشاهد فشاهد الجنود البريطانيين و هم يستسلمون للقوات الارجنتينية كما هو موضح بالصورة التى التقطها حيث يقول أنه بعد إستسلامهم جلسوا فى حديقة منزل الحاكم كما لو كانوا أسرى حرب ثم غادر المكان مسرعا حيث لم يرغب فى تعرضه للسجن أو أخذ الكاميرا الخاصة به و فى يوم 3 ابريل غادر المصور جزر الفوكلاند و عاد الى الأرجنتين حيث حدث تنافس من الصحف و المجلات المحليه للفوز بصوره حيث يقول ساخرا لقد تمكنت من دفع ثمن منزلي بين عشية و ضحاها ثم سلم تلك الصور لوكالته فى “فرنسا” و التى بدأ تنافس كبير عليها من قبل المجلات الفرنسيه الشهيرة مثل ” بارى ماتش و VSD ” من أجل الظفر بحقوق عرضها حتى نالتها VSD و عرضتها كصورة للغلاف تحت عنوان ” إنجلترا ذليله ” .

أقرأ أيضا : صورة تبادل أطلاق النيران بين الجنود الأمريكيين و حركة طالبان فى أفغانستان

و نتيجة تأثير تلك الصورة يقول البعض انها و بالإضافة الى مجموعة من الصور الأخرى هى ما دفعت “مارجريت تاتشر” إلى التصرف بشكل حاسم في إرسال القوات لاستعادة السيطرة على جزر الفوكلاند حيث يعلق “وولمان” عليها قائلا : “بالنسبة للإنجليز كانت تلك الصورة مروعة و بكى الكثيرون منها حيث كانت قوية و ذات تأثير ضخم ” .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *