هل يمكننا السفر عبر الزمن ؟ .. نظريات علمية تقربنا من تحقيق المستحيل

السفر عبر الزمن كان و لا يزال أحد أكثر الموضوعات إثارة للإهتمام في أدب الخيال العلمي بعد تناولها في العديد من الروايات و الأفلام و بطبيعة الحال نتيجة التقدم التكنولوجي الذي يجتاح العالم في الوقت الراهن أصبح هناك سؤال ملح يدور في خلد الكثيرين عن مدى قرب البشرية من تحويل هذا الخيال إلي واقع ملموس خاصة بعد إهتمام العديد من العلماء بمفهوم الزمن و السفر عبره من خلال وضع نظريات قد تدعم تلك الأفكار مثل النسبية و الثقوب الدودية بالإضافة إلي محاولاتهم كسر التحديات التكنولوجية التي تمثل عقبة كبيرة نحو تحقيق ذلك الحلم .

هل يمكننا السفر عبر الزمن ؟ .. نظريات علمية تقربنا من تحقيق المستحيل

و رغم وجود فكرة السفر عبر الزمن منذ سنوات طويلة إلا أن النظرة إليها إتخذت منحي جدي عقب كشف عالم الفيزياء الفلكية الراحل ” ستيفن هوكينج ” عن مشروع “بريكثرو ستارشوت” و الذي تتلخص فكرته في إرسال مجموعة من المركبات الفضائية الصغيرة بإستخدام تكنولوجيا الليزر نحو نظام ألفا سنتوري و هو أقرب نظام نجمي إلي مجموعتنا الشمسية بسرعة تصل إلي 160 كيلومتر في الساعة و هو كشف قلب الكثير من الموازين العلمية لأنه قبل الإعلان عن ذلك المشروع كانت تلك الرحلة من المفترض أن تستغرق ما يقرب من 20,000 عام لإكمالها لكن ” هوكينج ” إدعي أن مركباته السريعة ستكون قادرة علي إتمام الرحلة في 20 عامًا فقط .

هل يمكننا السفر عبر الزمن ؟ .. نظريات علمية تقربنا من تحقيق المستحيل

و وفقًا للنظرية النسبية التي صاغها العالم ” ألبرت أينشتاين ” فإن الكتلة التي تتحرك بسرعة الضوء يمكنها نظريًا السفر عبر الزمن و بما أن الزمن وفقًا لأينشتاين مرن بطبيعته فيمكن أن يتمدد أو يتقلص حسب الحركة و هي نظرية مدعومة بظاهرة تسمي “تمدد الزمن” و التي تنص علي أن الوقت يمر بشكل أسرع بالنسبة للساعات الثابتة مقارنة بتلك التي تتحرك و هو ما يفسر أن الساعة الموجودة علي محطة الفضاء الدولية ISS التي تتحرك بسرعة تقارب ثمانية كيلومترات في الثانية تدق بشكل مختلف قليلاً من الساعة علي الأرض و لهذا السبب يمكن القول أن رواد الفضاء يسافرون إلي المستقبل و هم متقدمين علينا بـ 38 ميكروثانية يوميًا خلال رحلاتهم إلى الفضاء .

و رغم فهمنا فكرة السفر عبر الزمن نظريا إلا أنه يوجد العديد من التحديات كما أن التكنولوجيا اللازمة للسفر عبره ليست متوفرة بعد لأنه يجب علينا في البداية تأكيد وجود ظاهرة “الثقوب الدودية” التي تُعرف أيضًا بإسم “جسر أينشتاين-روزن” و هي أجسام تتميز بأن لها مدخلان و قد توفر مسارًا عبر الزمكان و هي نقطة قد أثارها ” أينشتاين ” في نظريته النسبية العامة عام 1935 موضحًا كيف يمكن للثقوب الدودية أن تربط بين نقطتين في الزمكان و مع ذلك لم يتم رصد الثقوب الدودية أبدًا و إذا كانت موجودة فيُعتقد أنها صغيرة جدًا و حتي علي فرض أنه تم التأكد من وجودها سنحتاج إلي تطوير التكنولوجيا اللازمة التي تسمح لأحد مداخلها بالتحرك بسرعة الضوء لأنه وفقًا لأينشتاين فإن الوقت يتباطأ كلما إقتربت الكتلة من سرعة الضوء .

و لا تقتصر العقبات علي ما سبق فحسب حيث يشير العلماء إلي أنه أيضا من أبرز التحديات التي تواجه فكرة السفر عبر الزمن أن القفز إلي المستقبل يتطلب مجالًا جاذبيًا قويًا حيث أن الجاذبية تؤثر علي الفارق في الزمن المنقضي و يرى الباحثين أن أسطح الثقوب السوداء هي البيئة المثالية الوحيدة و المتاحة حاليا لهذا الغرض و لكن حتي اللحظة لا توجد تكنولوجيا كافية للتعامل معها بالإضافة إلي أن الثقوب السوداء مختلفة كليا عن الدودية لأنها تمتلك مدخل واحد فقط و لا يمكن الخروج منها و هو ما يعني عدم العودة من الرحلة و لهذا السبب تعتبر الثقوب الدودية (ذات المدخلين) خيارًا أفضل إذا تمكنا من التأكد من وجودها .

هل يمكننا السفر عبر الزمن ؟ .. نظريات علمية تقربنا من تحقيق المستحيل

إقرأ أيضا : خمس تقنيات مستقبلية جديدة ستغير حياة البشر خلال 10 سنوات

و لكن رغم التحديات التي تقول أن الطريق سوف يكون طويلا للوصول إلي التكنولوجيا اللازمة لتحقيق فكرة السفر عبر الزمن ا إلا أن بعض العلماء متفائلين أنه من الممكن أن يحدث قريبًا نسبيًا حيث يقول البروفيسور ” رونالد ماليت ” أستاذ الفيزياء في جامعة كونيتيكت بأنه إعتمادا علي الإختراقات التكنولوجية و التمويل فمن الممكن تحقيق ذلك بشكل واقعي في هذا القرن ” .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *