الفيل

الفيل حيوان ثديي و أكبر الكائنات الحية الموجودة على اليابسة و ينتشر من أفريقيا بداية من جنوب الصحراء الكبرى و حتى جنوب آسيا و جنوب شرقها و نظرا لأنها حيوانات نباتية فهى تعيش في عدد من الموائل المختلفة ما بين حشائش السافانا و الغابات و الصحاري و المستنقعات و تتميز بأنها كائنات معمرة و من الممكن أن تعيش حتى 70 عامًا في البرية اضافة الى قوتها و ذكائها كما أنها حيوانات عاطفية حيث تظهر مشاعرها مع باقى أقرانها المحتضرين و المتوفين و لطالما أعجب البشر بهم منذ القدم لذلك فهى تتواجد فى العديد من الأديان و الثقافات و الفلكلورات الشعبية و أستغلها الإنسان بشكل عملى قديما فى الحروب و حاليا يتم عرضها بحدائق الحيوان أو فى تقديم العروض الترفيهية بالسيرك و تواجه حاليا تهديدات بالانقراض لأسباب مختلفة و من أجله تبذل العديد من الجهود للمحافظة على أنواعها .

و يعتبر “الفيل” حيوان ضخم حيث يمكن أن يصل وزن ذكر الفيل الأفريقي إلى 7.5 طن و هو يتميز عن سائر الحيوانات بأنوفه الطويلة و المرنة و آذانها الكبيرة و المرفرفة و جلدها المترهل و المتجعد و هناك منها ثلاثة أنواع من الأفيال و هم “فيل السافانا الأفريقي” و “فيل الغابة الأفريقي” و “الفيل الآسيوي” و يمكن التفرقة بين أنواعهم بسهولة حيث يتميز الفيل الأفريقى بكلا نوعيه بأن له آذان كبيرة كما أن لكل من الذكور و الإناث أنياب مرئية و ذات جلود متجعدة للغاية و ظهرهم متمايل و هي بمثابة أكبر الثدييات على الأرض حيث كان أكبر فيل تم تسجيله هو ذكر بالغ من فيل السافانا الأفريقي و كان يزن 10886 كيلوجرامًا و طوله 3.96 مترًا عند الكتف يبنما يتميز الفيل الأسيوى بأن له آذان أصغر و عادة ما يكون للذكور فقط أنياب مرئية و تبدو ظهورهم على شكل قبة و من الملاحظ أن الفيل الأفريقى منها ينمو بشكل أكبر من الأسيوى .

و لدى الفيل أذن تعمل مثل مكيفات الهواء فعندما ترفرف بأذنها في يوم حار فيعمل ذلك على تبريد الدم المتدفق عبر العديد من الأوعية الدموية في الأذنين و إذا كانوا فى احد الأنهار كلما كان ذلك أفضل حيث تعمل حركة الأذنين فى نثر المياه و ترطيب أجسامهم الكبيرة في الأيام الحارة كما أن لديها جلود سميكة حيث يمكن أن يصل سمك جلد الفيل إلى 2.54 سم في بعض من أجزاء جسمه كما أنها فضفاضة مما يجعله يبدو و كأنه يرتدي سروالًا واسعًا أو جوارب طويلة و هى لها فائدة فى الحفاظ على برودة جسم الفيل عن طريق حجز الرطوبة التي تستغرق وقتًا أطول حتى تتبخر و لكن على الرغم من سماكة الجلد إلا أنه حساس جدًا للمس و الحروق الحرارية لذلك فغالبًا ما ترش الأفيال نفسها بالماء أو تتدحرج في الوحل أو الغبار للحماية من الشمس و الحشرات القارضة .

و يمتلك الفيل ناب طويل للغاية يستخدمه للدفاع عن نفسه و فى الحفر عن الماء و الطعام و رفع الأشياء حيث تكون الأنياب الموجودة لديه عند الولادة أسنان لبنية تتساقط بعد عام عندما يبلغ طولها 5 سنتيمترات اما الأنياب الدائمة فتمتد إلى ما وراء الشفاه بعد مرور سنتين إلى ثلاث سنوات و تنمو طوال حياة الفيل و هى تتكون من العاج أسفل الطبقة الخارجية من المينا التى تضفى عليه بريقًا مميزًا و لهذا السبب تقتل الفيلة الأفريقية أحيانًا على يد الصيادين للحصول على تلك الأنياب و التى بجانبها تمتلك أيضا أربعة ضروس واحد في الأعلى و واحد في الأسفل و اثنان على جانبي فمه حيث يمكن أن يزن الضرس الواحد حوالي 2.3 كيلوجرام و يكون بحجم قالب الطوب و تتغير ستة مرات طوال فترة حياة الفيل كما أنها لا تنمو عموديًا كما هو الحال في معظم الثدييات و لكنها تنمو من الخلف و تقوم بدفع الأسنان القديمة البالية للأمام و للخارج و تصبح حساسة عند التقدم فى العمر و هو الأمر الذى يجعل الأفيال كبيرة السن تفضل تناول أطعمة أكثر ليونة لذلك فتعتبر المستنقعات هى المكان المثالي لتناول الأطعمة النباتية اللينة و هو السبب الذى يجعل كبار السن منهم يتواجدون بجوارها حتى يموتوا حيث قاد ذلك التصرف بعض الناس إلى الاعتقاد بأن الأفيال تذهب إلى مقابر خاصة لتموت .

و يمتلك الفيل جذع مكون من شفة عليا و أنف مثل الخرطوم و هو قوي جدًا لدرجة أنه يستطيع دفع الأشجار للأسفل و يستخدمه أيضا للإمساك و الالتقاط و اللمس و الدفع و الرمي و هو ينتهى بفتحتان في نهايته تمتص الهواء عبر الممرات الأنفية الطويلة لتنتقل إلى الرئتين و أيضا للشرب لكن الماء لا يذهب إلى أعلى الأنف و لكنه يشفط جزئيًا فقط و يحفظ فى الخرطوم ثم يتم توجيهه تجاه الفم للشرب , و تصدر الأفيال أصواتًا مختلفة لا يستطيع البشر سماع بعضها لأن ترددها منخفض جدًا بالنسبة لآذاننا حيث تستخدم هذه الأصوات للتواصل مع بعضها البعض عبر مسافات طويلة كما يعتبر هدير المعدة هو صوت مرحب به في مجتمع الأفيال و التي تصدر أصواتًا صاخبة و هديرًا يشير إلى الآخرين بأن كل شيء على ما يرام .

يعيش الفيل داخل قطعان و تتركز الأفيال الآسيوية في الهند و نيبال و أجزاء من جنوب شرق آسيا و يعتبر موطنها فى تلك الدول هى الغابات المطيرة و غالبًا ما توجد على طول الأنهار خلال أشهر الجفاف أما بالنسبة للنوع الأفريقى منها فتوجد أفيال السافانا الأفريقية في شرق و وسط و جنوب أفريقيا في غابات الأراضي المنخفضة و الجبلية و السهول الفيضية و جميع أنواع الغابات و السافانا أما أفيال الغابات الأفريقية الأصغر فتعيش في حوض الكونغو و غرب إفريقيا في غابات مطيرة رطبة و شبه متساقطة الأوراق .

و تأكل الأفيال جميع أنواع النباتات من العشب و الفواكه إلى الأوراق و اللحاء بكميات تتراوح ما بين 75 إلى 150 كيلوجرامًا يوميا أي حوالي 4 إلى 6 % من وزن جسمه و يقضون ما معدله 16 ساعة في اليوم بالأكل .

و عند ولادة أطفال الفيل قد يبلغ طول الصغير و المسمى العجل متر واحد و عادة ما يكون مشعرًا تمامًا و ذات ذيل طويل و جذع قصير جدًا و يعتمد بشكل كبير على أمه و أعضاء القطيع الآخرين حيث يستخدم الطفل فمه لشرب حليب أمه و يكتسبون في المتوسط ما بين 1 إلى 1.3 كيلوجرام يوميًا في عامهم الأول .

تعيش معظم الأفيال في مجموعات اجتماعية تسمى القطعان و تتألف عادة من إناث و ذريتهم و يُعرف زعيمة القطيع باسم ” الأم الحاكمة ” و التى عادة ما تكون الأقدم و الأكثر خبرة في المجموعة لأنها تعرف أين و كيف تجد الطعام و الماء و كيف تتجنب الحيوانات المفترسة و أفضل الأماكن للمأوى كما أنها تحافظ على الأفيال الأصغر في الطابور و تعلمهم كيفية التصرف في مجتمع الأفيال و في بعض الحالات قد تضم المجموعة إحدى أخوات الأم و نسلها و عندما تصبح المجموعات كبيرة جدًا تنفصل بعضها لكنها تحافظ على ارتباط فضفاض بين بعضهم البعض .

و لا يعيش الذكور البالغون عادة في قطيع فبمجرد أن يصبح ذكر الفيل كبيرًا بما يكفي للعثور على طعامه وحماية نفسه فإنهم يتركون القطيع و يعيشون بمفردهم أو يشكلون قطعانًا للعزاب مع ذكور آخرين و يزورون قطعان الإناث فقط بعد أن يصبحوا بالغين لفترات قصيرة من الوقت للتزاوج و لا تشارك الذكور في رعاية الصغار و تعتبر القواعد و الأخلاقيات مهمة في مجتمع الأفيال حيث تُستخدم الأنوف في التحية من خلال ادخال الفرد الأقل مرتبة طرف أنفه في فم الآخر كما يستخدم أيضًا في المداعبة و التوأمة و المصارعة و التحقق من الحالة الإنجابية.

و دائما ما يكون صغار الأفيال وجبة محتملة للضباع أو الأسود أو الفهود أو التماسيح أو النمور و لكن طالما بقوا بالقرب من أمهم أو قطيعهم فلن يقلقوا كثيرًا لأنه إذا شعر الفيل بوجود خطر فإنه يدق صوت تنبيه بتردد عالٍ لتنبيه الآخرين و يقوم القطيع بعد ذلك بتشكيل حلقة واقية حيث يكون الصغار في المنتصف بينما يواجه الكبار مواجهة المفترس المحتمل و يعتبر العدو الوحيد للفيل البالغ الذى يتمتع بصحة جيدة هو الصياد البشري ذات البندقية القوية .

و على الرغم من أن أغلب وقت الصغار يكون فى اللعب الا أنه لا يزال يتعين عليهم ترسيخ مكانتهم الاجتماعية داخل القطيع حيث يقضي الأطفال أيامهم في التدرب على جعل الأرجل الأربعة تسير في نفس الاتجاه و في نفس الوقت و إتقان تحريك الأذن و التحكم في الأنف حيث تكون خرقاء في البداية لكنهم يتعلمون استخدامه مع تقدمهم في السن و بحلول الوقت الذي يبلغون فيه من سنتين إلى ثلاث سنوات لا يعودوا بحاجة إلى الرضاعة .

يتم اصطياد الأفيال بلا هوادة من أجل أنيابها و رغم أنها أصبحت محمية الآن لكن لا يزال الصيادون يصطادونها كما تواجه العديد من المخاطر الأخرى و التى تتمثل فى ضخامة حجمها التى تجعلها فى حاجة إلى الكثير من الطعام قى مقابل تحجيم الموائل التى تعيش فيها نتيجة الامتدادات العمرانية التى يقوم بها الانسان لذلك فقد تم تصنيف أفيال السافانا الآسيوية و الأفريقية على أنها مهددة بالانقراض و موضوعة في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة كما تتعرض أفيال الغابات الأفريقية لمخاطر شديدة هى الأخرى و لكن بنسبة تهديد أقل .

بطاقة تعريف

  • الفئة : ثدييات .
  • الترتيب : بروبوسيديا .
  • العائلة : إليفانتيداي جينيرا .
  • النوع : أفريكانا و سيكلوتيس و ماكسيموس .
  • العمر : ما بين أواخر الثلاثينيات إلى أكثر من 50 عامًا .
  • فترة الحمل : من 20 إلى 22 شهرًا .
  • الوزن عند الولادة : من 50 إلى 120 كجم .
  • الطول عند الولادة : ما بين 66 إلى 107 سم .
  • البلوغ : من 13 إلى 20 سنة .
  • الطول : متوسط 2.4 متر للإناث و ما بين 3 إلى 3.2 متر للذكور .
  • الوزن : يصل وزن إناث الفيل الأفريقي 3600 كجم و الذكور حتى 6800 كجم اما إناث الفيل الأسيوى 2720 كجم و للذكور حوالي 5000 كجم .

معلومات سريعة عن حيوان الفيل

  • جلد الفيل حساس جدًا لدرجة أنه يمكن أن يشعر بهبوط الذبابة عليه .
  • يمكن سماع النداءات المنخفضة الرنانة التي تصدرها الأفيال من قبل فيل آخر على بعد 8 كيلومترات .
  • في جزر أندامان الهندية تسبح الأفيال عبر البحر بين الجزر .
  • تفضل الأفيال إما نابها الأيسر أو الأيمن و عادة ما يظهر أحد الأنياب تآكلًا أكثر من الآخر .
  • على عكس الثدييات الأخرى تنمو الأفيال طوال حياتها .
  • هل الفيلة تخاف من الفئران؟ نفضل أن نقول إنهم يبدون منزعجين من الحيوانات الصغيرة .
  • تنام الأفيال لبضع ساعات أثناء الاستلقاء حتى أنها أحيانا تشخر.
شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *