صورة إنقاذ حيوان الكوالا سام من حرائق فى غابات أستراليا

خلال أصعب الظروف و المواقف يظهر معادن البشر فى التعبير عن إنسانيتهم حتى و إن كانت مع الحيوانات لأنها روح تشعر و تتأثر بما حولها و هو ما ظهر فى إحدى الصور التى ألتقطت فى أستراليا و يظهر فيها أحد الحيوانات التى أطلق عليها أسم الكوالا سام خلال حصوله على شربة ماء من قبل رجل إطفاء متطوع بعد أن حوصر بسلسلة من الحرائق التى اجتاحت الغابات بمنطقة ميربو الشمالية الواقعة على بعد حوالي 120 كيلومترًا جنوب شرق مدينة ملبورن حيث أصبحت تلك الصورة بعد نشرها حديث العالم خاصة و أنها عبرت عن المأساة التى تتعرض لها الحياة البرية خلال تلك الحرائق .

التاريخ : فبراير عام 2009 .

المصور : الأسترالي ” مارك بارديو ” – عامل في قسم الاستدامة والبيئة .

التفاصيل : ترجع خلفية الصورة بعد اجتياح سلسلة من الحرائق الكارثية للغابات المتواجدة فى منطقة ” ميربو الشماليه ” القريبة من مدينة ” ملبورن ” الأسترالية و أودت بحياة 173 شخصًا و دمرت أكثر من الفى مسكن و شردت ما يقارب من 75 الف شخص و اثناء عمل احد فرق الانقاذ فى تلك المناطق لإخماد الحريق تم العثور على ذلك الحيوان الذى عرف لاحقا بإسم الكوالا ” سام ” و ذلك اثناء محاولات هروبه من النيران و كان مصاب بحروق شديدة و بمجرد الوصول إليه بدأت محاولات مساعدته و التى تم توثيقها بصور و مقاطع فيديو الذى تخطى عدد مشاهداته الملايين خاصة اثناء شربها من زجاجة ماء لأحد رجال الإطفاء المتطوعين و يدعى ” ديف ترى ” كما هو موضح بالصورة و هى تمسك يديه بمخالبها .

و بمجرد نشر تلك الصورة فى العديد من وسائل الاعلام العالميه نالت ردود أفعال إيجابية و أصبحت رمز امل للنجاه من تلك الحرائق و بدأت متابعة حالة الكوالا “سام” التى نقلت للتعافى فى احد المراكز الخاصه بالحياه البريه الا انه و لسوء الحظ بعد مرور عدة اشهر من انقاذها و تعافيها من الحروق اصيبت بتكيسات قاتله اصبحت مهددة لحياتها حيث تقرر ان تخضع لعملية جراحيه لاستئصالها الا انه و بمزيد من الفحص تم اكتشاف انها غير قابله للجراحه او الشفاء و نظرا لشدة الامها تم اتخاذ القرار باجراء عملية الموت الرحيم لها بشكل أثار حزن الكثيرين على وفاتها و هى بعمر الرابعة و تكريما لها تم نقل رفاتها إلى “متحف ملبورن” ليحفظ فيه كرمز لحرائق الغابات و أصبحت صورة الكوالا ” سام ” شهيرة جدا حيث تم بيع نسخا كثيرة منها بالاضافة الى استخدامها كغلاف على اسطوانة فنيه تبرع فيها 35 فنانًا محليًا و دوليًا بأغانيهم بغرض جمع الاموال اللازمة لدعم فرق الانقاذ و مساعدة ضحايا تلك الحرائق .

غلاف الألبوم الغنائي الذى تظهر فيه الكوالا سام
غلاف الألبوم الغنائي

و يحكى ” ديف ترى ” بطل صورة الكوالا “سام” تفاصيلها و يقول انه رغم عمله كوكيل للعقارات الا انه بمجرد اندلاع الحرائق فى الغابات انضم كمتطوع الى رجال الاطفاء للمساهمة فى عمليات الانقاذ حيث كان يشعل النيران معهم بشكل فنى لقطع الطريق على الحرائق الشرسه فى التوغل الى تلك الاماكن حيث لن تجد شيئا لتحرقه و اثناء سيره مع فريقه شاهد حيوان الكوالا يتجول عبر الأرض المحترقة فصرخ و قال هناك كوالا ثم اتجهوا اليها و توقفوا بجوارها ثم بدء بتصويرها بالفيديو لابنته ” شيان ” و بعدها طلب زجاجة للمياه ليستمر صديقه فى توثيق ذلك الحدث بالفيديو حيث بدء الكوالا فى شرب زجاجتين بمنتهى الهدوء رغم أنه من المعتاد ان يكون غاضبا جدا فى مثل هذه المواقف الا انه أمسك بيد ” ديف ” و كانت متعبة و منهكة و هى اللحظة التى التقط فيها المصور ” مارك بارديو ” تلك الصورة الشهيره و بعدها قرر قائد فريق الانقاذ ان عليهم التحرك من ذلك المكان فاضطروا الى ترك الكوالا ” سام ” مع احد الافراد و توجهوا لمحاولة انقاذ احد المنازل التى كانت تقترب منها النيران و بعدها عرف انه تم اخذ الحيوان و تسليمه الى مركزا للحياة البريه اما بالنسبة للصورة فقد تم تبادلها عبر البريد الاليكترونى و طلبت منه جريدة ” الهيرالد صن ” السماح لهم بنشرها حيث بدأت تتصدر الصفحات الاولى و بدأت وسائل الاعلام فى التواصل معه واصبح شهيرا حتى ان بعض السائحين اليابانيين التقوا معه و اسموه ” رجل الكوالا ” و طلبوا التصوير معه و لكنه يضيف أنه رغم كل المميزات التى حصل عليها الا انها كانت سلاحا ذو حدين حيث تعرض الى الكثير من الانتقادات خاصة من انصار الحياه البريه لتركه حيوان الكوالا بمفرده لكنه دافع عن نفسه بانه لا يستطيع ترك منازل الناس لتحترق بالاضافة الى أنه تم اتهامه من قبل البعض بافتعال ذلك الموقف مع مواجهته لمشاكل بالعمل حيث عنفه مديره قائلا له عما اذا كان يريد ان يكون وكيلا عقاريا او منقذا للكوالا فاضطر الى ترك العمل و يعمل الان سائقا لحافلة مدرسيه و لكن فى النهايه ابدى سعادته بتلك الصورة لأنه رغم الحزن على الارواح التى فقدت فى تلك الحرائق الا انه تم ايضا الاحساس بمدى اهمية فقدان الحياة البريه الثمينه .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *