ماذا سوف تفعل اذا كنت تسير فى الطرقات و تجد امامك عن طريق الصدفه شيئا يقارب المليون دولارا ؟ ربما يكون سؤالا غريبا و لكن هذا ما حدث مع الامريكيه ” اليزابيث جيبسون ” و التى كانت تسير فى الطرقات لتجد لوحة نادرة ملقاة امامها ذات قيمة لا تقدر بثمن .

تبدء القصة فى صباح الاحد الرابع من مارس عام 2003 بينما كانت “إليزابيث جيبسون” في طريقها لتناول القهوة كالمعتاد عندما لاحظت لوحة قماشًيه ملونه ملقاة بين كيسين كبيرين للقمامة أمام مبنى سكني في الركن الشمالي الغربي من مدينة “مانهاتن” و بدأت فى التفكير هل تأخذها معها الى المنزل ام تتركها نظرا لضخامة حجمها الا انها فى النهايه اعجبت بها رغم عدم فهمها للفن الحديث و قررت اصطحابها معها الى منزلها حيث كانت لم تشك و لو لحظة انها ذات قيمة فنيه كبيرة نظرا لانها كانت محاطة باطار رخيص الثمن الا انها قامت بتعليق اللوحة في غرفة معيشتها و لكن من داخلها ظلت تشعر بالفضول حيالها لتعود الى المكان فى اليوم التالى و تسأل الموجودين فيه عن اى معلومات حول تلك اللوحه التى وجدتها و لكن كان لا احد يعرف شيئا عنها سوى انه بعد ان اخذتها و لحسن الحظ اتت عربة القمامه لتأخد الاكياس و اذا كانت اللوحة موجودة فى تلك الاثناء كان مصيرها سيكون مثلهم .

اليزابيث جيبسون

و استمرت اللوحة مع ” اليزابيث ” لمدة ثلاث سنوات لم تكل من السؤال عنها و اتصلت بصديق لها يعمل في دار مزادات ووصفت اللوحة له و اجابها عن بعض التفاصيل القليلة و لم تهدأ ” اليزابيث ” حيث بعد مرور عام تواصلت مع صديق اخر لها و الذى اخبرها عن تفاصيل اكبر حول تلك اللوحه و نصحها بالذهاب الى مكتبة عموميه لمعرفة اى اخبار متعلقة بها حيث اعطتها امينة المكتبة عنوانا و نصحتها بالتوجه اليه و الذى كان احد المعارض المختصه بالفن اللاتينى و عندما ذهبت الى هناك اخبروها ان تلك اللوحه التى بحوذتها مفقودة و مبلغ عن سرقتها و تبلغ قيمتها مليون دولارا .

كانت صدمة كبيرة لاليزابيث و بدأت فى التعرف على قصة اللوحه و التى كانت تعود الى عام 1970 للفنان المكسيكي الشهير “روفينو تامايو” و تم سرقتها منذ 20 عامًا حيث كان يمتلكها زوجين من تكساس نظرا لعمل الزوج كجامعا للتحف و اشتراها من مزاد عام 1977 كهدية لعيد ميلاد لزوجته مقابل مبلغ 55 الف دولار و بعد مرور عشرة سنوات و هى بحوزتهم و في خضم انشغالهم بالانتقال من منزلهم الى مكان اخر وضعوا اللوحة في احد المخازن للحفاظ عليها ثم تفاجئوا بأنها اختفت ليبلغوا السلطات عن سرقتها و تنشر صورتها في قواعد بيانات “المؤسسة الدولية لأبحاث الفن” مع رصد مكافأة قدرها 15 الف دولارا لمن يرشدهم عنها و نظرا ليأسهم فى الوصول الى اى تقدم بخصوصها هاجر الزوجان الى امريكا الجنوبيه ليتوفى الزوج و تبقى زوجته الى ان مرت السنوات و تظهر اللوحه فى نيويورك بشكل غامض و تجدها ” اليزابيث ” .

لوحة روفينو تامايو

و بعد علم ” اليزابيث جيبسون ” تلك القصة عادت الى منزلها و قامت بلفها بعناية و اخفائها و بدأت فى التواصل مع اصحابها لاعلامهم بعثورها عليها حيث وصل مندوب لزيارتها بالمنزل و التأكد من صحة اللوحه حيث تم استلامها و لتحصل ” اليزابيث ” على قيمة المكافاءة و هى 15 الف دولار و بعض من الامتيازات الاخرى التى لم يفصح عنها .

أقرأ أيضا : لتحقيق نسب مشاهدات مرتفعة على اليوتيوب امرأة تقوم بتصوير فيديو خطير مع صديقها و تقتله عن طريق الخطأ

و الى الان لا يعرف احدا اى تفاصيل حول كيفية سرقتها و انتقالها الى نيويورك او اسباب القائها عبر الطرقات بذلك الشكل الا انه ربما كان القدر له يدا فى ذلك ليضع نهاية سعيدة برجوع اللوحة الى اصحابها و حصول ” اليزابيث ” على قيمة المكافاءة نظير مجهودها فى البحث عن تاريخها و امانتها فى الحفاظ عليها .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *