هل كانت تستخدم السجائر قديما لعلاج مرض الربو ؟

دائما و أبدا يتم ربط العديد من الأمراض بظاهرة تدخين السجائر تلك الأسطوانات المصنوعة من ورق رقيق و بداخلها مادة التبغ التى يتم اشعال احد طرفيها و سحب الدخان المتصاعد منها عن طريق الفم من الطرف الأخر , و رغم المغريات التى وضعها صانعيها لترويجها و وصفهم لها بأنها نظام إدارة دواء لإيصال النيكوتين الى الجسم بشكل مقبول و جذاب الا أن الأطباء بداية من عشرينيات القرن الماضى بدأوا فى ربطها بالعديد من الأمراض التنفسية و أمراض القلب بالاضافة الى تسببها فى العديد من المشاكل الصحية الأخرى المتعلقة بكل عضو من أعضاء الجسم تقريبًا كما تبين أن استخدامها من قبل النساء الحوامل قد يتسبب فى حدوث تشوهات خلقية للجنين بما في ذلك انخفاض وزنه عند الولادة و التعرض للولادة المبكرة حتى أن أخر الدراسات الطبية قد أشارت الى أن مدخنى السجائر يفقدون فى المتوسط 14 عاما من عمرهم بسببها كما أن لها دور كبير فى وفاة أكثر من 8 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم مع 1.2 مليون أخرين نتيجة تدخينهم السلبى و هو ما دفع العديد من الدول الى سن تشريعات لتقييد تسويقها و شرائها و وضع قوانين تحظر التدخين في العديد من الأماكن العامة و المصالح الحكومية و هى أمور ساهمت فى انخفاض معدلات التدخين بشكل عام في الدول المتقدمة لكنها لا تزال مرتفعة في بعض الدول النامية و رغم كل تلك المخاطر الا انه ظهرت على شبكة الإنترنت مؤخرا معلومة تفيد بأن التدخين ليس بالضرورة أن يكون مضرا على طول الخط لكنه من الممكن ان يكون له بعض من الفوائد بعد أن تم استخدامه قديما فى علاج بعض من أمراض الجهاز التنفسى خاصة الربو بإستخدام السجائر و هو ما شكل مفاجأة كبيرة للناس و جعلهم يتسائلون عما اذا كانت تلك المعلومة صحيحة .

التقييم

الأدلة

يعتبر “الربو” هو حالة تنفسية تتميز بتشنجات في القصبات الهوائية في الرئتين بشكل يؤدى الى حدوث صعوبة في التنفس و فى الوقت الراهن يتم علاج نوباتها بشكل ذاتي من خلال استخدام جهاز الاستنشاق الذي يوفر نوعًا من الأدوية يعرف باسم موسع القصبات الهوائية و يقوم بفتح ممرات الهواء إلى الرئتين لتسهيل التنفس و قد يتفاجأ البعض عندما يعلمون أن العلاج الشائع لأعراض الربو قديما كان يومًا هى السجائر و قد تكون تلك المعلومة صادمة و لكن الأمر يحتاج لمزيد من التوضيح لأن السجائر المخصصة للربو مختلفة تمامًا عن السجائر المعروفة و التي بها تبغ حيث كانت السجائر الطبية تلك مسئولة عن توصيل أدوية الربو الى الجهاز التنفسى قبل ظهور أجهزة الاستنشاق الحديثة فبالعودة إلى الربع الأول من القرن العشرين كان يوجد عدد قليل جدًا من الأدوية الفعالة لعلاج معظم الأمراض الطبية و لم يكن بإمكان الأطباء تقديم الكثير لمرضى الربو بخلاف حقن الأدرينالين الى أن تحول مرضى الربو إلى استخدام نوع من العلاج بالاستنشاق عن طريق تدخين السجائر التى يعود تاريخها إلى أوائل القرن التاسع عشر و هو نوع يتضمن استخدام أوراق السترامونيوم بداخلها :

تم تبني أوراق السترامونيوم بحماس من قبل مرضى الربو و أطبائهم و هو نوع يتم الترويج لاستخدامه كمسكن للآلام في عام 1816 و أشار “ألكسندر مارسيت” إلى أن ذلك النوع غالبًا ما يتم زراعته في بعض الحدائق الإنجليزية بغرض علاج الربو و خلال العقود التالية دعت معظم الجهات الطبية المختصة بالربو إلى تدخين السترامونيوم بسبب خصائصه المضادة للتشنج و في عام 1819 قام الطبيب و عالم الأمراض الفرنسي “رينيه تيوفيل هياسينث لينك” بتضمين مناقشة حول الربو في دراسته و أوصى بمجموعة متنوعة من مضادات التشنج بما في ذلك الأفيون و البلادونا و السترامونيوم و التبغ و البلسم و القهوة .

عبوة سجائر المخصصة لعلاج الربو

و على الرغم من تطوير أدوية فعالة لتوسيع القصبات مثل ألبوتيرول في أوائل السبعينيات إلا أن السجائر الخاصة بالربو كانت لا تزال موصى بها و تستخدم جيدًا في التسعينيات :

خلال العقود الأولى من القرن العشرين تم تحدي المكانة البارزة لتدخين السترامونيوم ليس فقط من خلال الدراسات الجديدة التي اعتبرت الدخان مصدر إزعاج خاصة بعد تزايد المخاوف بشأن المخاطر الصحية المرتبطة بتدخين التبغ و لكن أيضًا من خلال انتشار العلاجات الصيدلانية الجديدة و الفعالة و لكن رغم كل تلك العوامل فإنها لم تقوض تمامًا مكانتها العلاجية حيث استمر كل من الأطباء و المرضى في الاعتماد علي السجائر التي تحتوي على السترامونيوم في الثمانينيات و التسعينيات بجانب بالطبع أجهزة الاستنشاق المصممة لتوصيل موسعات الشعب الهوائية والمنشطات وغيرها من المواد الفعالة إلى الرئتين المريضة .

أقرأ أيضا : هل مشاهدة أفلام الرعب تساهم فى أنقاص الوزن و تحارب السمنة ؟

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *