يعتبر ادب الخيال العلمى سواء المقروء منه أو المرئى هو الاكثر رواجا و اهتماما من قبل الجمهور نظرا لتقديمه أشياء قد تتجاوز خيالهم , و في كثير من الأحيان يكون قادرًا على إعطاء لمحة عن المستقبل خاصة فى الافلام الكلاسيكية منها و التى قدمت تنبؤات و اختراعات صادقه تحقق منها الكثير من الأشياء بعد مرور عقود على انتاجها و فى تلك المقالة سوف نلقى الضوء على عدد من تلك الأفلام و التى أصبحت أفكارها الخياليه أمرا واقعا فى حياتنا .

الرحله الى القمر – 1902 – Le Voyage Dans La Lune

السفر عبر الفضاء

ربما كان رائد الخيال العلمى ” جول فيرن ” هو أول شخص يكتب عن مفهوم السفر عبر الفضاء من خلال روايته ” من الأرض الى القمر ” و التي صدرت فى عام 1865 لتكون البداية فى ظهور العديد من الأفلام التى تتحدث عن فكرة السفر الى القمر و عبر الفضاء و رغم كثرة تلك الافلام الا انه يوجد فيلم واحد يستحق تسليط الضوء عليه و هو ” الرحلة الى القمر ” و الذى انتج عام 1902 و هى فترة كانت السينما لا تزال فى بداياتها .

ففى ذلك الفيلم صنع المخرج الفرنسى ” جورج ميلييه ” و على مدار 13 دقيقه و هى مدته فكرة وليدة بالسفر عبر الفضاء من خلال مجموعة من المستكشفين الذين يسافرون إلى القمر في كبسولة فضائية منطلقة عبر مدفع و رغم بساطة الفكرة الا انها تعد مبتكرة بمقاييس سنة انتاجه خاصة فى وجود تأثيرات مرئية ساحرة و مبدعة رغم بساطتها كما أن فكرة إطلاق صاروخ من مدفع ليس بعيد المنال كما قد يبدو للمشاهدين المعتادين على عمليات إطلاق صواريخ ” سبيس اكس ” بالاضافة الى انه خلال حقبة الستينيات استخدمت البحرية الامريكيه مدفعًا لإطلاق مقذوفات وصلت الى ارتفاعات ضخمة بلغت اكثر من 100 ميل لذا فإن الفكرة الموجودة فى الفيلم على الرغم من كونها غير عملية الا انها واقعية بالفعل رغم صعوبة اطلاق البشر عبر تلك المدافع و لكن بالتأكيد يعتبر فيلمنا ذلك كتمهيد لوصول رائد الفضاء الامريكى ” نيل أرمسترونج ” الى سطح القمر و سيره عليه .

متروبوليس – 1927 – Metropolis

الروبوتات

و هو فيلم خيال علمى ايقونى انتج عام 1927 و رغم انه صامت و تم تصويره بالابيض و الاسود الا ان قصته و محتواه الخيالى كان رائعا خصوصا أنه اول فيلم تظهر فيه تنبؤات و اختراعات مثل الروبوتات على الشاشه بعد ان قام فيه احد المخترعين بابتكار روبوت معدنى حيث كان ذلك الفيلم هو أساس صناعة الروبوتات و خاصة الشبيهة منها بالبشر ففى عام 2014 شهدت اليابان ظهور الروبوت “كودومورويد” و هو مذيع إخباري آلي يقوم بقراءة نشرة الأخبار و التعليق عليها كما كشف البروفيسور “هيروشي إيشيجورو” من جامعة “أوساكا” النقاب عن إنسان آلي اسمه “إيريكا” و الذى يتسم بالواقعيه نظرا لتشابهه مع الانسان بشكل مذهل كما ظهرت روبوتات أخرى مثل “أطلس” و هو القادر على المشي و الجري و فتح الأبواب و حتى لعب الجمباز .

لذلك فإن فكرة الروبوتات التى قدمها فيلم “ميتروبوليس” تستحق الاعجاب و التقدير خاصة انها ظهرت لاول مرة فى فترة زمنيه كان لا احد يستطيع استيعابها كجمهور او حتى تنفيذها كعلماء .

فيهرنهايت 451 – 1966 – Fahrenheit 451

سماعات الاذن – الايربود

فيلم انتج عام 1966 و المبنى عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب ” راى برادبيرى ” حيث تدور احداثه حول قصة بائسة لمجتمع تم فيه حظر الأدب و تكليف وكلاء لإنفاذ القانون و المعروفين باسم رجال الإطفاء بحرق جميع الكتب و لكن بعيدا عن احداث الفيلم الا انه ظهر فيه تنبؤات و اختراعات فى شكل قطعة تكنولوجيه تنبأت يوما بظهور سماعات الأذن ” الايربود ” حيث ظهر فى الفيلم أصداف صغيرة تثبت على الاذن على أنها أجهزة راديو محكمة الإغلاق و لها محيط صوتى إليكترونى و تطلق موسيقى و أصوات حيث كانت تلك الاصداف فكرة رائعه للمشاهدين فى وقت كان اعظم اختراع فى ذلك المجال هو الراديو الترانزستور و السماعات التى توضع على الاذن ضخمة الحجم .

و رغم جمال الفكرة الا انه لم يتم تنفيذها عمليا سوى فى عام 2001 عندما طرح فى الاسواق جهاز ” أيبود أبل ” و الذى عبره استطاع الناس ارتداء السماعات فى الاذن لسماع الاصوات و الاغانى كما كان يفعل الممثلين فى الفيلم منذ نحو اكثر من 35 عاما .

2001 أوديسيا الفضاء – 1968 – 2001 Space Odyssey

سكايب

واحدا من الأفلام الهامه فى تاريخ السينما العالمية و هوليوود حيث احتوى على الكثير من تنبؤات و اختراعات تنبأ بظهورها مستقبلا مثل أجهزة الكومبيوتر اللوحيه و السياحة الفضائيه الا انه يبرز مكونا هام فيه نختصه فى ذلك الموضوع و هى المحادثات عن طريق الفيديو او كما نعرفها حاليا عبر خدمة ” سكايب ” حيث نشاهد فى الفيلم رائد الفضاء الدكتور “هيوود فلويد” خلال اتصاله بعائلته من محطة فضائية تدور حول الأرض و يقوم بإدخال ما يشبه بطاقة الائتمان في الهاتف المرئي لبدء المكالمة و هو امر جديد ايضا حيث لم تكن بطاقات الائتمان شائعة فى ذلك الوقت كما هي اليوم .

و رغم التقدم التكنولوجى الذى اجتاح العالم مؤخرا الا ان الاتصالات عن طريق الفيديو كان لها نصيب الاسد منه حيث بُذلت جهود عديدة لجعلها حقيقة واقعة بدأت بعرض هاتف الصور لأول مرة في المعرض العالمي عام 1964 و يظهر بعدها في المتاجر الا ان الاقبال عليها رغم تطورها كان محدودا و مع دخول العالم مرحلة الاتصالات عبر الانترنت و الهواتف الذكيه اصبح من السهل إجراء مكالمات فيديو عبر تطبيقات مثل سكايب .

ستار تريك – 1966 – Star Trek

الهواتف المحموله

و هو عمل فنى بدأ كمسلسل تلفزيوني عام 1966 و فى خلال سنوات عرضه الأولى احتوى على الكثير من التنبؤات التكنولوجيه التى حدثت بالفعل و نتيجة لنجاحه شق طريقه في النهاية إلى السينما و تحول الى فيلم عام 1979 حيث ألهم ” ستار تريك ” مهندسا يعمل فى شركة موتورلا و يدعى ” مارتن كوبر ” الى القيام باختراع اول نموذج لهاتف محمول عام 1973 و الذى أصبح فى النهاية جهاز ” موتورلا ديناتاك ” الذى يزن كيلوجراما و تعمل بطارياته لعشرون دقيقه و رغم اختراعه فى اوائل السبعينيات الا ان تسويقه و طرحه فى الاسواق استغرق عقدا كاملا حيث طاله الكثير من التطوير و التعديل فى تصميماته ليصبح اصغر حجما و يكون قابلا للطى الى ان وصلت الهواتف المحمولة الى وضعها الحالى و المتداول بين الناس .

بذرة الشيطان – 1977 – Demon Seed

المنازل الذكيه

يشير بعض محبي الأفلام إلى أن فيلم ديزني “المنزل الذكي” الذى أنتج عام 1999 هو بمثابة أول ظهور رسمى للمنازل الذكيه حيث ظهر فى محتواه تنبؤات و اختراعات مثل الانترنت و العديد من ادوات المنزل الحديثه الا ان ذلك الاعتقاد غير صحيحا حيث ظهر أول منزل ذكى للجمهور عام 1977 خلال فيلم الخيال العلمى و الرعب ” بذرة الشيطان ” و الذى تدور احداثه حول تطوير احد العلماء لحاسب ألى ذكى بغرض استغلاله فى علاج بعض الامراض الا انه يخرج عن السيطرة و يبدء بالتحكم فى جميع التقنيات و الأجهزة الموجودة فى المنزل .

كانت سيطرة ذلك الكومبيوتر فى ادوات المنزل على هيئة التحكم في الأضواء و أقفال الأبواب و النوافذ و إدارة نظام الإنذار في المنزل و تصوير و عرض فيديوهات للباب الأمامي و التحكم فى غطاء حمام السباحة الآلي لذلك فيعتبر ذلك الفيلم المخطط الرئيسى لتقنية المنزل الذكي الحديث و ادواته التى نعيش و نعتمد عليها الأن .

شفرة العداء – 1982 – Blade Runner

السيارات الطائرة

و هو واحد من أشهر أفلام الخيال العلمى للمخرج المبدع ” ريدلى سكوت ” و فيه يقوم بتقديم توقعات جريئة لعام 2019 ربما قد لا تكون صحيحه مثل بداية انقراض الثعابين و الأمطار المستمرة في لوس أنجلوس و المستعمرات الفضائية و رغم ذلك الا انه اصاب فى بعض من التوقعات مثل ظهور أفق مدينة “لوس انجلوس” لعدم وجود ناطحات للسحاب فيها و هو أمر بدأ فى الحدوث بالفعل بداية من العام 2014 كما تنبأ الفيلم بالسيارات الطائرة و التى تعتبر ركيزة اساسية فى احداثه خلال انطلاقها عبر ارجاء المدينه .

و تعتبر السيارات الطائرة جزءًا من مستقبلنا الموعود منذ فترة الخمسينيات من القرن الماضي و حاول الكثير من المهندسين تنفيذها مثل ما حدث عام 1947 مع صدور موديل ConvAirCar 118 و التى كانت سيارة ذات أجنحة و ظهور موديل حديث اخر و هو Sky Commuter عام 1990 من قبل شركة “بوينج” بالاضافة الى قضاء المخترع “بول مولر” حياته في تطوير إصدارات مختلفة من سيارته Sky Car .

وعلى الرغم من عدم وجود سيارات طائرة بعد إلا أنها قادمة بالتأكيد حيث تقوم حاليا بعض من الشركات مثل بوينج و ايرباص بإعداد مركبات طائرة مثل السيارات لنقل الركاب بدون طيار و تقلع و تهبط عموديا كما ولو انها طائرة .

أقرأ أيضا : خرافات نشاهدها بكثافة فى أفلام هوليوود و نصدقها لكنها بعيدة تماما عن الواقع

المدمر – 1984 – The Terminator

الطائرات الحربيه بدون طيار ” الدرونز “

تحفة الخيال العلمى للمخرج ” جيمس كاميرون ” و التى شاهدنا فيها لمحته نحو المستقبل متمثلة فى تنبؤات و اختراعات من خلال انفجارات نووية ضخمة و روبوتات قاتله و سفر عبر الزمن الا اننا سوف نسلط الضوء على ظهور الطائرات المسلحه بدون طيار فى الفيلم و التى أصبحت أمرا واقعا و تعمل بالفعل فى العديد من جيوش العالم .

فمع حلول أوائل الثمانينيات من القرن الماضي كان لدى الجيش الامريكى طائرات حربيه بدون طيار و هى مركبات غير مأهولة يتم التحكم فيها عن بُعد لاغراض متعددة اما للتدمير او الاستطلاع و خلال السنوات المتعاقبه مرت بالعديد من التطويرات حيث تم استخدامها بكثافه خلال العقد الأول من القرن الحادى و العشرين .

و تعد الطائرة MQ-1 Predator و التي استخدمت لأول مرة عام 2001 هى أول طائرة عسكرية معروفة بدون طيار قادرة على إطلاق أسلحة أطلقها المشغلون الأرضيون عن بُعد و لتحقيق بعدا متشابها مع الطائرات بدون طيار التى ظهرت فى الفيلم فيقوم الجيش الأمريكي حاليا بالعديد من التجارب حول تصنيع طائرات بدون طيار تعمل بالذكاء الاصطناعي تكون قادرة على اتخاذ قرارات إطلاق النار بشكل ألى دون الحاجه الى أى تحكم أرضى .

الإستدعاء الاجمالى – 1990 – Total Recall

السيارات الذاتية القيادة

واحدا من أشهر أفلام الخيال العلمى للممثل العالمى ” أرنولد شوارزنيجر ” و التى ظهرت فيه بعض من لمحات المستقبل مثل شاشات التلفزيون العملاقه بحجم الجدار و الرحلات التجارية الروتينية إلى المريخ , و رغم ان فكرة استعمار المريخ قد بدأت الاستعدادات الجدية له حاليا الا ان اللمحة التى سنلقى عليها الضوء بشكل اكبر هى السيارات ذاتية القيادة و التى جائت بحسب رؤية الفيلم بسيطه حيث ظهرت على هيئة ” جونى كاب ” و هى دميه تجلس على مقعد القيادة و تقودها الا انه فى عصرنا الحالى تعتبر السيارات ذاتية القيادة معقدة بعض من الشئ فمن خلال التجارب التى تجرى حاليا لتصنيعها تنصب فكرتها على وجود مستشعرات بها للطريق و المتصلة بجهاز للكومبيوتر يقوم بالتحكم فى حركتها سواء كانت للتوجيه او لظبط سرعاتها أى انها ليست فى حاجه لجلوس اى شخص حتى و ان كان دمية فى مقعد القيادة نظرا الى ان كل شئ يتم فيها بشكل ألى .

حرب النجوم – 1977 – Star Wars

الهولوجرام

هناك بعض من المشاهدين الذين يعارضون وضع سلسلة حرب النجوم فى تصنيف الخيال العلمى و يفضلون وضعه فى قوائم الفانتازيا نظرا لاحتوائه على تفاصيل من الصعب حدوثها او تنفيذها مستقبلا الا ان ذلك قد لا يكون صحيحا حيث احتوى الفيلم على عدة تنبؤات و اختراعات و تقنيات بدأ العلم فى تصنيعها و ستصبح حقيقة فى القريب العاجل و لعل أهمها هى تقنية “الهولوجرام” او الصور المجسمة و التى ظهرت فى مشهد الرسالة المجسمة للاميرة “ليا” حيث بدء العالم بالفعل فى استخدام تلك التقنية بشكل كبير فى اظهار الفنانيين المتوفين لتقديم حفلات موسيقية على شكل صور ثلاثية الأبعاد و فى استضافة بعض من الضيوف بداخل الاستوديوهات رغم عدم تواجدهم فيها بالفعل .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *