كوكب المريخ

كوكب المريخ هو رابع أقرب كوكب الى الشمس فى ترتيب المجموعة الشمسية و سابعها من حيث الحجم و يُعد من أسهل الكواكب التي يمكن رؤيتها في سماء الليل حيث يبدو و كأنه نقطة ضوء حمراء ساطعة و ذلك نظرا لمجاورته لكوكب الأرض لذلك ليس بغريب ان يضعه العلماء على أولوية الكواكب المطلوب استكشافها و التفكير يوما فى ارسال بعثات مأهولة اليه علاوة على اثارته لخيال الكثير من كتاب الخيال العلمى الذين يصفوه تارة بكوكب خير يجب علينا استعماره و الاستفادة منه و حتى اعتباره كبديل ملائم لكوكب الأرض و تارة أخرى بكوكب شرير يقوم ساكنيه بمحاربة البشر من أجل غزونا , و يعتبر المريخ اخر الكواكب الصخرية فى المجموعة الشمسيه ( الأرض و الزهرة و عطارد ) حيث له قشرة تتكون من تضاريس قد يكون بعضها مشابه لقشرة الأرض مثل الفوهات الصدمية و الوديان و الكثبان و القلنسوات الجليدية القطبية بالاضافة الى الجبال و الأخاديد حيث به أكبر بركان و أعلى جبل معروف في النظام الشمسي باكمله و أيضا الى واحد من أكبر الأخاديد المعروفة , و رغم عدم وجود أى من مؤشرات الحياة على كوكب المريخ الا أن العديد من الأدلة تشير بأنه كان أكثر رطوبة في الماضي البعيد و بالتالي قد يكون احتوى على حياة سابقة .

و سمى “كوكب المريخ” بذلك الاسم Mars نسبة الى اله الحرب عند الرومانيين و ذلك نظرا للونه المائل للحمرة الذى يشبه الدم حيث كان يتم ملاحظة ذلك الكوكب منذ العصور القديمة و على مدار القرون المتعاقبة تواجد فى العديد من الثقافات و الفنون بطرق عكست المعرفة البشرية المتزايدة به و يعتبر العالم الايطالى الشهير ” جاليليو ” هو أول من رأى سطحه عبر التليسكوب و بحلول القرن التاسع عشر وصلت دقة التلسكوبات إلى مستوى كافٍ لتحديد معالم سطحه بل و رسم خرائط كاملة توضح تضاريسه , كما يطلق على كوكب المريخ أيضا اسم ” الكوكب الأحمر ” بسبب انتشار أكسيد الحديد على سطحه و هو كوكب لديه قمرين و هما ” فوبوس ” الاكبر حجما و الأخر ” ديموس ” و سميا بذلك الاسم نسبة الى الخيول التى كانت تجر عربة إله الحرب الإغريقي آريز و من الملاحظ أن فوبوس يتحرك نحو المريخ ببطء حيث يتوقع انه سوف يصطدم بالكوكب أو يتفكك بعد حوالي 50 مليون سنة .

ما حجم و مسافة كوكب المريخ ؟

يبلغ نصف قطر كوكب المريخ 3،390 كيلومترًا حيث يعادل حجمه نصف حجم كوكب الأرض تقريبًا فإذا كانت الأرض بحجم قطعة النقود المعدنية لكان المريخ بحجم حبة التوت كما أنه يبعد عن الشمس بمتوسط مسافة 228 مليون كيلومتر و هو ما يعادل 1.5 وحدة فلكية ( المسافة من الشمس إلى الأرض ) حيث يستغرق ضوء الشمس 13 دقيقة للانتقال من الشمس إلى سطح المريخ .

ما هو مداره و دورانه ؟

عندما يدور كوكب المريخ حول الشمس فإنه يكمل دورة واحدة كل 24.6 ساعة و هو توقيت مشابه جدًا ليوم واحد على الأرض الذى يستغرق 23.9 ساعة و يُطلق على أيام المريخ اسم ” سول ” و هو اختصار لـ “اليوم الشمسي” و تكون السنة على سطح المريخ 669.6 يوم مريخي و هو ما يعادل 687 يومًا من أيام الأرض .

و يميل محور دوران كوكب المريخ بمقدار 25 درجة بالنسبة لمستوى مداره حول الشمس و هى درجة تشابه ميل محور دوران الأرض الذى يبلغ 23.4 درجة و هو ما يسمح بوجود فصول موسمية على سطحه لكنها تدوم بشكل أطول من المواسم الموجودة هنا على الأرض لأن المريخ يستغرق وقتًا أطول للدوران حول الشمس لأنه أبعد و بينما تنتشر الفصول هنا على الأرض بشكل متساوٍ على مدار العام و تستمر 3 أشهر ( ربع سنة) فقد تختلف تلك المدة على المريخ بسبب مداره البيضاوي الشكل حول الشمس حيث يعتبر فصل الربيع في نصف الكرة الشمالي (الخريف في الجنوب) هو أطول موسم و الذى يستغرق 194 يوم مريخى أما الخريف في نصف الكرة الشمالي (الربيع في الجنوب) هو الأقصر بتوقيت 142 يومًا بينما فصل (الشتاء الشمالي / الصيف الجنوبي) هو 154 يوم مريخي والصيف ( الشمالي / الجنوبي الشتوي ) 178 يوم مريخي .

كيف تشكل كوكب المريخ ؟

عندما استقرت المجموعة الشمسية في مخططها الحالي منذ حوالي 4.5 مليار سنة تشكل كوكب المريخ عندما سحبت الجاذبية الغاز و الغبار الملتف إلى الداخل ليصبح رابع كوكب بعيدًا عن الشمس و هو كوكب صخرى مثل الأرض و عطارد و الزهرة و له نواة مركزية و غطاء صخري ( الوشاح ) و قشرة صلبة .

بناء المريخ

طبقات كوكب المريخ

يحتوى كوكب المريخ على نواة كثيفة في مركزها يتراوح نصف قطرها ما بين 1500 إلى 2100 كيلومتر و مكونة من الحديد و النيكل و الكبريت و يحيط بالنواة غطاء صخري يتراوح سمكه ما بين 1240 إلى 1880 كيلومترًا و فوق ذلك قشرة مصنوعة من الحديد و المغنيسيوم و الألمنيوم و الكالسيوم و البوتاسيوم و يتراوح عمق هذه القشرة بين 10 إلى 50 كيلومترًا .

و رغم سيطرة اللون الأحمر على سطح المريخ الا انه في الواقع يوجد العديد من الألوان الأخرى مثل البني و الذهبي حيث يرجع السبب في ظهور احمرار المريخ إلى أكسدة – أو صدأ – الحديد الموجود في الصخور و تربة المريخ و غباره الذى يرتفع إلى الغلاف الجوي و يجعل الكوكب يظهر باللون الأحمر من مسافة بعيدة , و من المثير للاهتمام أنه بينما يبلغ قطر المريخ نصف قطر الأرض تقريبًا الا أن مساحة سطحه تقارب نفس مساحة الأراضى الجافة على الأرض حيث يعتبر كوكب المريخ موطن لأكبر بركان في المجموعة الشمسية و هو “أوليمبوس مونس” الذى يعد أطول بثلاث مرات من جبل إيفرست على الأرض مع قاعدة بحجم ولاية “نيو مكسيكو” و من الواضح أن ذلك الكوكب كان له ماضٍ مائي نظرا لوجود شبكات من أودية أنهار قديمة و دلتا و أحواض للبحيرات فضلاً عن الصخور و المعادن على السطح التي لا يمكن أن تتشكل إلا في وجود الماء السائل حيث تشير بعض الأدلة إلى أن المريخ تعرض لفيضانات ضخمة منذ حوالي 3.5 مليار سنة و رغم ذلك فيوجد ماء على سطح كوكب المريخ اليوم لكن غلافه الجوى رقيق جدًا لدرجة لا تسمح بوجود الماء السائل لفترة طويلة على سطحه و لكن الموجود حاليا على هيئة جليد مائي تحت السطح مباشرة في المناطق القطبية و كذلك مياه مالحة تتدفق موسميًا إلى أسفل بعض التلال و جدران الحفرة .

و يمتلك “كوكب المريخ” غلاف جوي رقيق يتكون في الغالب من ثاني أكسيد الكربون و النيتروجين و غازات الأرجون و هو ذات سماء ضبابية حمراء اللون بسبب الغبار المعلق و لا يوفر الغلاف الجوي المتناثر لكوكب المريخ الكثير من الحماية من تأثيرات النيازك و الكويكبات و المذنبات كما تتراوح درجة الحرارة على سطح المريخ ما بين 20 درجة و -153 درجة مئوية و لأن الغلاف الجوي رقيق للغاية فإن حرارة الشمس تفلت بسهولة من هذا الكوكب و من حين لآخر تكون الرياح على سطح المريخ قوية بما يكفي لتكوين عواصف ترابية تغطي معظم أنحاء الكوكب و بعد انتهاء مثل هذه العواصف قد تمر شهور قبل أن يستقر الغبار بالكامل على السطح مجددا .

هل له غلاف مغناطيسى ؟

لا يوجد للمريخ مجال مغناطيسي اليوم لكن مناطق قشرة المريخ في نصف الكرة الجنوبي ممغنطة بدرجة عالية مما يشير إلى آثار مجال مغناطيسي كان موجودا منذ 4 مليارات سنة.

هل يمكن الحياة على كوكب المريخ ؟

نتيجة الاستكشافات التى تم تقديمها من خلال التليسكوبات و المركبات و المسابير التى هبطت على سطح كوكب المريخ و تم من خلالهم التعرف على طبيعة السطح و الغلاف الجوى و درجات الحرارة المهيمنة عليه فلا يتوقع العلماء العثور على كائنات حية مزدهرة حاليًا على سطح ذلك الكوكب و لكن بدلاً من ذلك يتم البحث عن علامات الحياة التي يرجح أنها كانت موجودة منذ فترة طويلة عندما كان يتميز بأنه أكثر دفئًا و مغطى بالمياه قبل أن يتحول الى حالته المقفرة .

ما هى المركبات الفضائية الخاصة بالمريخ ؟

لم تتم دراسة أي كوكب خارج الأرض بشكل مكثف مثل “كوكب المريخ” حيث تعود الملاحظات المسجلة للمريخ إلى حقبة مصر القديمة منذ أكثر من 4000 عام عندما قاموا برسم تحركات الكوكب في السماء و اليوم لدى وكالة ناسا أسطول من المركبات الفضائية الروبوتية التي تدرس المريخ من جميع الزوايا فعلى سطح المريخ هبطت المركبة الفضائية “المثابرة” Perseverance التى تعد أكبر مركبة فضائية و أكثرها تقدمًا في 18 من فبراير عام 2021 بالاضافة الى مركبتان فضائيتان أخريان تابعتان لنفس الوكالة تعملان بالفعل على السطح حيث تستكشف مركبة ” فضول ” Curiosity جبل ” شارب ” Sharp بينما تقوم مركبة ” التبصر ” InSight بفحص الجزء الداخلي من المريخ من موقع على سهل أملس مسطح يسمى “إليسيوم بلانيتيا” Elysium Planitia اما بالنسبة الى الجو فقد حلقت مروحية “الإبداع” التى تعتبر جزء من مركبة ” المثابرة ” في 19 من أبريل عام 2021 و أصبحت أول طائرة في التاريخ تقوم برحلة جوية على كوكب آخر اما بالنسبة الى المدار فلدى ناسا ثلاث مركبات فضائية في المدار و هم Mars Reconnaissance Orbiter و Mars Odyssey و MAVEN .

أما بالنسبة الى البعثات الدولية الأخرى فقد وصلت مركبة الفضاء ” الامل ” Hope المدارية من “الإمارات العربية المتحدة” إلى المريخ في 9 من فبراير عام 2021 و وصلت مهمة Tianwen-1 الصينية في 10 من فبراير عام 2021 و التى أشتملت مركبة مدارية و مركبة هبوط و مركبة جوالة و في مايو 2021 أصبحت “الصين” ثاني دولة تهبط بنجاح على سطح المريخ بعد “الولايات المتحدة” عندما هبطت المركبة الجوالة Zhurong Mars كما تدير وكالة الفضاء الأوربية بعثات ExoMars Trace Gas Orbiter و Mars Express و كانت أول مركبة فضائية هندية على الكوكب الأحمر هى مهمة المريخ المدارية (MOM) و التى تدور حول المريخ منذ عام 2014 .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *