جراح إيطالي يستكمل عملية معقدة في المخ لأحد المرضي رغم إصابته بذبحة صدرية

في عالم الطب تُعتبر الأخلاقيات المهنية و التضحية من أجل المرضي من أبرز القيم التي يُقدّرها المجتمع خاصة عندما يتعلق الأمر بحياة الإنسان و لعل قصة كلوديو فيتالي و هو جراح إيطالي أصر علي إستكمال عملية جراحية في المخ لأحد مرضاه رغم تعرضه لنوبة ذبحة صدرية خلال عمله تُعد مثالًا مذهلًا علي التفاني و الإخلاص في العمل الطبي و علي مدي إلتزام الطبيب بواجبه تجاه مريضه حتى في اللحظات التي كانت فيها صحته الشخصية علي المحك و هي قصة لا تُلهم العاملين في القطاع الطبي فحسب بل تُذكرنا جميعا بأهمية الإيثار و التضحية في حياتنا اليومية و تقدم لنا درسًا قيمًا عن معني المسؤولية و الإنسانية .

دارت أحداث تلك القصة الإنسانية عام 2009 حين كان جراح إيطالي يدعي ” كلوديو فيتالي ” يُجري عملية جراحية معقدة لإزالة ورم دماغي في مستشفى كارداريلي بمدينة نابولي الإيطالية و في منتصف العملية شعر بألم في الصدر و هو ما أثار قلقه و قلق الفريق الطبي الذي كان يعمل معه و مع تفاقم الألم أدرك الفريق أن ” فيتالي ” يعاني من نوبة ذبحة صدرية و هي حالة طبية طارئة تتطلب عناية فورية و مع ذلك رفض الجراح التوقف عن العملية مؤكدًا أنه لا يمكنه ترك المريض في لحظة حرجة كهذه .

و علي الرغم من إصرار الفريق الطبي علي توقف ” كلوديو فيتالي ” للحصول علي العلاج اللازم إلا أنه وافق فقط علي إجراء فحص دم سريع و الذي أكد وجود مشكلة في القلب و مع ذلك أصر علي إكمال العملية قبل أن يخضع لأي علاج شخصي و بعد نصف ساعة من إنتهاء العملية بنجاح خضع الجراح لعملية قسطرة لعلاج ما ألم به من ذبحة صدرية و قد نقلت صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية عنه قوله : “أنا لست بطلًا أنا فقط قمت بواجبي لأنني لم أكن أستطيع ترك المريض في مثل هذه اللحظة الحرجة “.

إقرأ أيضا : إنتحار رجل بعد خضوعه لعملية زراعة قلب من متبرع كان قد أنتحر بنفس الطريقة

و بمجرد نشر القصة في الصحف أثارت إعجابًا واسعًا في الأوساط الطبية و الإعلامية حيث تم وصف ” كلوديو فيتالي ” بأنه نموذج للتفاني و الإخلاص في العمل و أشاد زملاؤه في المستشفى بشجاعته و تفانيه مؤكدين أن تصرفه يعكس أعلي معايير الأخلاقيات الطبية و أشار خبراء إلي أن مثل هذه المواقف تُظهر التحديات التي يواجهها الأطباء في حياتهم المهنية حيث يتعين عليهم الموازنة بين صحتهم الشخصية و مسؤولياتهم تجاه المرضي و علي جانب أخر أثارت القصة تساؤلات حول حدود المسؤولية المهنية فمن ناحية يُعتبر تصرف الجراح مثالًا رائعًا للإيثار و لكن من ناحية أخرى قد يرى البعض أنه كان من الأفضل أن يتوقف عن العملية لضمان سلامته الشخصية خاصةً و أن إستمراره في العمل تحت تأثير الألم قد يعرض المريض للخطر أيضًا و لكن في النهاية مع نجاح العملية و تحسن حالة المريض فقد عكست مدي كفاءة ” كلوديو فيتالي ” و قدرته على التعامل مع الموقف بحرفية.

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *