توجد أفلام سينمائية تتسبب فى حدوث نقلة كبيرة لأبطالها و تساهم بشكل فعال في زيادة نجاحهم و شهرتهم و تكون بمثابة إضافة قوية لمسيرتهم الفنية و لكن على النقيض من ذلك توجد أفلام أخري قد يكون لها تأثير سلبي علي حياتهم المهنية أو لنكون أكثر دقة حياتهم نفسها و على مدار تاريخ هوليوود يوجد عدد من الأعمال السينمائية التى يتحاشي العديد من الفنانين الحديث عنها بإعتبارها ملعونة أبرزها فيلم حمل عنوان أتوك الذي لحسن الحظ لم يظهر إلي النور أو حتى يتم البدء فى إنتاجه و يرجع السبب فى ذلك إلي أن السيناريو الخاص به قد تسبب فى وفاة عدد من الممثلين الذين أبدوا إهتماما ملحوظا به و هو ما دفع باقي الفنانين إلي الإبتعاد عنه و عن مجرد التفكير فيه و حتى اللحظة لا يزال ذلك السيناريو السيء السمعة متاحا و يبحث عن ممثل قد يكون لديه الشجاعة و الجرأة الكافية للقيام ببطولته .
بدأت قصة سيناريو ” أتوك ” الملعون برواية صدرت عام 1963 للكاتب “مردخاي ريتشلر” تحكي قصة شاعر من الإنويت ينتقل من ولاية “ألاسكا” فى “الولايات المتحدة” إلي “نيويورك” حيث يحاول التأقلم فى حياته الجديدة بتلك المدينة و نظرا لنجاح الرواية بشكل كبير قرر المخرج و المنتج الكندي ” نورمان جويسون ” عام 1971 شراء حقوقها بغرض تجسيدها على شاشة السينما و تم الإتفاق مع كاتب السيناريو ” تود كارول ” لوضع مسودة لها و بدت الأمور مشجعة نحو البدء فى إنتاجه و رغم ذلك الا أنه لم يحدث بسبب حالات الوفيات التى طالت جميع الممثلين الذين أرادوا العمل عليه و يصبح بذلك أحد أكثر السيناريوهات غير المنتجة شهرة في تاريخ هوليوود .
و كانت بداية لعنة فيلم ” أتوك ” عام 1982 مع الممثل ” جون بيلوشي ” الذى كان المرشح الأول لبطولة ذلك الفيلم حيث كان يبحث المخرج ” نورمان جويسون ” عن نجم يتمتع بنفوذ و شهرة “بيلوشي” و الذى من ناحيته لم يمانع و أبدي ترحيبا كبيرا ببطولته الا أنه بعد مرور بضعة أشهر فقط تم العثور عليه ميتًا في فندق “شاتو مارمونت” في “هوليوود” و كان السبب بحسب ما نشر هو جرعة زائدة عرضية من المخدرات و بعد شهرين أعترفت صديقته “كاثرين إيفلين سميث” بأنها كانت مع “بيلوشي” ليلة وفاته و أعطته جرعة قاتلة ليعاد فتح القضية و يتم القبض عليها و توجه لها تهمة القتل العمد من الدرجة الأولى و رغم خسارة فقدان ذلك الممثل بالنسبة لفيلم ” أتوك ” الا أن صانعيه حاولوا مجددا البحث عن بديل و بحلول عام 1988 تم ترشيح الممثل الكوميدي الصاخب “سام كينيسون” لبطولة الفيلم حيث تقول بعض المصادر إن “كينيسون” لم يقرأ أبدا ذلك السيناريو قبل أن يتولى الدور و كان يصل إلى موقع التصوير و هو في يده المشاهد التى سيتم تصويرها فقط بينما يقول آخرون إن مخرج الفيلم وعده بإعطائه المساحة الكاملة للإبداع من دون التقيد بالسيناريو و على أى حال بدأ التصوير الا أنه توقف بعد مرور ثمانية أيام فقط بعد رفع أستوديو ” يونايتد أرتيست ” صاحب حقوق الرواية دعوي قضائية ضد الممثل بتهمة التهديد بإعطاء أداء سيئ عن عمد و سرعان ما غادر ” كينيسون ” الفيلم و بعد بضع سنوات فقط فقد حياته في حادث تصادم مع شاحنة كان يقودها شاب مخمور يبلغ من العمر 17 عاما و روت المصادر التي كانت هناك في ذلك اليوم قصة تقشعر لها الأبدان قائلة أنه قبل وفاته بدا أن “كينيسون” كان يجري محادثة مع شخص لا يراه أو يسمعه أحد ثم توفي متأثرا بإصابته فى موقع الحادث .
و بعد ذلك هدأ الحديث قليلا عن إنتاج فيلم ” أتوك ” و لكن فى عام 1994 و بعد عامين فقط من وفاة “كينيسون” تم عرض السيناريو على الممثل الشهير أنذاك “جون كاندي” لتولي بطولته و كان من الواضح أن “كاندي” أبدى إهتمامه و سعادته بذلك السيناريو و بدء فى دراسته لكن نوبة قلبية مفاجأة أودت بحياته فى ” المكسيك ” عن عمر يناهز 43 عاما قبل أن يتمكن من إتخاذ قرار حول دوره و لعل البعض حينها لم يكن يستطيع ربط لعنة فيلم ” أتوك ” بوفاة ” جون كاندي ” حيث كان معروف على نطاق واسع أنه كان في حالة صحية سيئة عند وفاته لكن ما دفع الكثيرين إلى الإعتراف بتلك اللعنة هو ما حدث بعد بضعة أشهر فقط حين أصيب صديق “كاندي” كاتب السيناريو “مايكل أودونوجو” بنزيف في المخ بشكل مفاجئ و بحسب العديد من الروايات كان “أودونوجو” قد أعطى النص إلى “كاندي” أو قرأه معه ربما للإنضمام إلي فريق التمثيل فيه .
و رغم تلك الحوادث المأساوية التى تحيط بفيلم ” أتوك ” الا أن صانعيه لم ييأسوا و وقع إختيارهم على الممثل “كريس فارلي” الذى كان على ما يبدو غير منزعج من الحديث عن تلك اللعنة و كان متحمسا للغاية لذلك السيناريو و يقول البعض إنه كان على وشك قبول الدور قبل وفاته في عام 1997 عن عمر يناهز 33 عاما نتيجة جرعة مخدرات زائدة مثل ” بيلوشي ” و لكن يبدو أن سيناريو الفيلم لم يكتفي به فحسب حيث تقول عدة مصادر أنه شارك السيناريو مع زميله الكوميدي “فيل هارتمان” الذي قتل بشكل مأساوي على يد زوجته بعد أشهر قليلة من وفاة “فارلي” و بحسب ما ورد دخلت زوجته “برين هارتمان” في جدال حاد معه بعد أن هددها بتركها إذا بدأت في تعاطي المخدرات مرة أخرى و في الثالثة صباحًا دخلت غرفة نومه و أطلقت النار عليه مرتين في رأسه و جانبه ثم قادت سيارتها إلى منزل أحد الأصدقاء و أعترفت بالقتل و لم يصدقها الصديق لذلك عاد الإثنان إلى المنزل و شاهد الجثة و أتصل بالشرطة و عندما وصلت و أصطحبت الأطفال إلى خارج المنزل حبست “برين” نفسها في غرفة النوم و أطلقت النار على نفسها منتحرة.
أقرأ أيضا : كانيبال هولوكوست .. الفيلم الذى منع عرضه فى خمسون دوله و ألقى القبض على مخرجه
و حتى اللحظة لا يزال فيلم ” أتوك ” غير مصنوع و لم يمس السيناريو الخاص به لسنوات و يعرض حاليا على شبكة الإنترنت و لا أحد يدري عما إذا كان ذلك السيناريو سيخرج إلي النور فى عمل سينمائي أم لا و هل إذا تم صناعته فى فيلم و عرض داخل قاعات السينما ستطول لعنته الجمهور تلك المرة ام أن كل ذلك الموضوع ليس له أساس من الصحة و هو مجرد مصادفة غريبة فقط .