كارول شيلبي .. أسطورة سباق السيارات الأمريكي قيادة و تصميما

عندما أجبرت المضاعفات الصحية متسابق السيارات الأمريكي الشهير كارول شيلبي علي التقاعد المبكر من عالم السباقات لم يرضي أن يتوقف نجاحه عند ذلك الحد بل تمكن من تحويله إلي مهنة مربحة في حلبة سباقات الفورميولا 1 كمصمم سيارات عالية الأداء و ذلك بعد أن أصبحت سيارته الرياضية AC Cobra التي عرفت بإسم شيلبي كوبرا واحدة من أكثر تصميماته شهرة محليا و عالميا لذلك ليس بالغريب أن يتم إحياء إرثه في فيلم فورد في مواجهة فيراري Ford v Ferrari و الذي ساهم في رفعه إلي مكانة إسطورية في عالم سباق السيارات .

كارول شيلبي .. أسطورة سباق السيارات الأمريكي قيادة و تصميما

ولد ” كارول شيلبي ” في 11 يناير عام 1923 في بلدة ليسبورج الصغيرة في ولاية تكساس الأمريكية حيث إنتقل إليها والده ” وارن ” مع والدته ” إلويز ” حتي يتمكن من العمل في مكتب البريد المحلي و في تلك البلدة تذوق الصغير طعم السرعة لأول مرة حيث كان والده يعمل ساعيا للبريد و يقود سيارته بسرعة كبيرة و حين كان في الثالثة من عمره و يجلس بجوار أبيه كان يحضه علي السير بشكل أسرع خاصة و أن الطرق المفتوحة حينها كانت ممهدة لذلك و حين أصبح ” كارول شيلبي ” شابا إلتحق بالقوات الجوية و عمل كمدرب للطيران خلال الحرب العالمية الثانية و عندما إنتهت حاول أن يصبح مزارع دجاج و لكن عندما فشل في تحقيق ذلك إنطلق بأقصى سرعة نحو سباقات السيارات .

و دائما ما كان يقول ” كارول شيلبي ” أن الرغبة في السرعة كانت موجودة دائمًا لديه و لا يحاول تعديلها علي الإطلاق لذلك بعد مرور عامين من أول سباق يشارك فيه عام 1952 دعته شركة ” أستون مارتن ” للقيادة لصالحهم و أتاحت تلك الفرصة إثراء مسيرته في عالم السباقات إلي أعلي مستوي لها و خلال عامي 1956 و 1957 أطلقت مجلة Sports Illustrated علي ” كارول شيلبي ” لقب “سائق العام للسيارات الرياضية ” و تعتبر إحدي لحظاته الأكثر شهرة في تاريخه هي أثناء مشاركته في سباق 160 كيلومتر حين تخلف وراء سيارة مازيراتي V8 إلا أنه تمكن من تعويض الفارق و الفوز بالمركز الأول ليعزز مكانته كبطل سباقات أمريكي و خلال مسيرته التي إستمرت تسع سنوات تنافس في 148 سباقًا فاز في 50 منها و إحتل المركز الثاني في 17 .

كارول شيلبي .. أسطورة سباق السيارات الأمريكي قيادة و تصميما
كارول شيلبي أثناء قيادته لسيارة أستون مارتن

و بحلول عام 1960 تقاعد ” كارول شيلي ” عن السباقات بسبب مرضه في القلب و أسس شركة Goodyear Racing Tyre لتوزيع الإطارات في ولاية “كاليفورنيا ” و نظرا لأنه لم يكن مستعدًا لترك عالم السرعة إفتتح مدرسة ” شيلبي ” للقيادة و تصميم و تصنيع السيارات عالية الأداء و خلال إدارته وافقت شركة ” فورد ” علي التعاون معه و منحه عدد قليل من محركات V8 صغيرة الحجم و تمويلًا بقيمة 25000 دولار أمريكي لبناء سيارة رياضية يمكنها التغلب علي سيارة ” شيفروليه كورفيت ” و بذلك ظهرت إلي النور عام 1962 سيارة ” شيلبي كوبرا 260 رودستر ” و مع إستمرار الدعم من شركة ” فورد ” أصبحت السيارة كوبرا هي محور حياته المهنية كمصمم سيارات كما أن الشعبية المتزايدة التي حصلت عليها محليا و دوليا أعطته الزخم الذي كان يحتاجه لفتح متجر شيلبي أمريكان للسيارات بولاية ” كاليفورنيا ” و حين شاركت سيارته في حلبات السباقات لأول مرة في Los Angeles Times Grand Prix بدأت بشكل سيئ و تراجعت ثم أخذت زمام المبادرة مجددا في اللفة التاسعة قبل أن يكسر محورها الخلفي و لم تتمكن من إنهاء السباق و مع ذلك أثبتت أنها أخف وزنا و أسرع من ” كورفيت ستينجراي ” الجديدة لذلك أعطاه ” فورد ” الضوء الأخضر و المال لبدء بناء نماذج أحدث .

و بعد إنتاج العديد من طرازات كوبرا الجديدة علي مر السنوات بالإضافة إلي سيارة الموستانج عالية الأداء وضع ” فورد ” تحديًا جديدًا أمام ” كارول شيلبي ” ألا و هو التغلب علي ” فيراري ” في سباق لومان للجائزة الكبرى و الذي تعرض فيه ” فورد ” إلي خسائر متتالية و أداء ضعيف عام 1964 كما لم تتمكن أي من سياراته من إنهاء السباق في العام التالي مقابل تحقيق ” فيراري ” لسلسلة إنتصارات خمسة مرات لدرجة أنها في عام 1966 شاركت بسيارتين فقط لتوقعها الفوز بالسباق مرة أخري و نظرا لإصرار ” فورد ” علي الفوز بذلك السباق قام بإستثمار 10 ملايين دولار لصالح شركة ” شيلبي ” خصيصا لتلك المسابقة حيث قام فريقه بإجراء تحسينات علي السيارة GT40 و إستأجر ” كارول شيلبي ” المتسابق ” كين مايلز ” لإختبار النتائج و تمكنت بالفعل السيارة Ford GT40 Mark II الجديدة و المحسنة لفريق شيلبي من إحتلال المركز الأول و الثاني و الثالث في سباق ” لومان ” و علي الرغم من أن مجد ” كين مايلز ” لم يدم طويلاً إلا أن الفوز جعل ” كارول شيلبي ” و جميع المتسابقين نجومًا بارزين و في العام التالي فاز ” فورد ” مجددا ليضع حداً لسلسلة إنتصارات ” فيراري ” .

كارول شيلبي .. أسطورة سباق السيارات الأمريكي قيادة و تصميما
كين مايلز مع كارول شيلبي خلال سباق لومان عام 1966

و إجمالا يقال أن ” كارول شيلبي ” قام ببناء أكثر من 1000 سيارة كوبرا و 14500 موستانج شيلبي بين عامي 1962 و 1970 ثم بعدها ترك أعمال السباقات بالكامل لفترة من الوقت و توجه نشاطه في تجارة الفلفل الحار و الذي باع علامتها التجارية لاحقًا لشركة ” كرافت ” و بتلك الأموال إشترى جزيرته الخاصة و أمضي فيها وقتًا في صيد الطرائد الكبيرة في أفريقيا و في عام 1982 عاد أخيرًا إلي تصميم السيارات عالية الأداء و لكن تلك المرة لصالح ” كرايسلر ” حيث أنشأ إصدارات خاصة من ” دودج تشارجر ” و عدد قليل من السيارات الأخرى و في عام 1990 خضع لجراحة زرع قلب و بعد الشفاء التام كان لـ ” كارول شيلبي ” فرصة جديدة للحياة من أجل مساعدة الآخرين الذين يحتاجون إلي عمليات زرع للأعضاء لذلك أسس ” مؤسسة شيلبي للأطفال ” ثم بعد ذلك بوقت قصير إحتاج إلي عملية زرع كلية أيضًا و بعد حصوله على كلية من إبنه ” مايكل ” عام 1996 بدأ طريق التعافي مرة أخرى و إستمر في المضي قدمًا .

أقرأ أيضا : كليف يونج المزارع الأسترالي الذي فاز بأصعب ماراثون في العالم و هو بعمر 61 عاما

و بحلول أوائل العقد الأول من القرن الحادي و العشرين عاد ” كارول شيلبي ” إلي عالم السيارات حيث دخل في شراكة مرة أخري مع شركة ” فورد ” عام 2003 و كانت النتيجة النهائية هي سيارة Ford GT500KR و هي نسخة بقوة 540 حصانًا من طراز King of the Road الأصلية و كشفت شركة ” فورد ” عن تلك السيارة في معرض نيويورك للسيارات عام 2007 و ظهر ” كارول شيلبي ” بنفسه للترويج لها و علي الرغم من أن شراكته مع ” فورد ” قد إنتهت بالخلاف إلا أن السيارات التي صنعاها معًا لا تزال أيقونية حتى اليوم و في عام 2012 توفي ” كارول شيلبي ” عن عمر يناهز 89 عامًا لكن إرثه لا يزال يعيش كواحد من أساطير السباقات الأمريكية .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *