لا احد يعلم موعد قيام الساعة او كيف ستكون الا الله , استبق بهذه الكلمات تلك المقاله لانها سوف تكون مبنية على مجرد فرضيات صاغها العلماء بحسب قدراتهم البشرية المحدودة و بما هو متاح امامهم من علم نظرا لتكرار ذلك السؤال كثيرا و هو كيف سوف ينتهى العالم ؟ و هل سينتهى بانتهاء الحضارات الانسانيه ام بنهاية كل أشكال الحياة على كوكب الأرض ؟ و السؤال الاخر هو متى ؟ فعلى مر السنوات و توالى الحضارات المختلفة تم االتنبؤ من خلال الكهنة و العرافين بمئات من التواريخ المتعددة لنهاية العالم و حتى الآن لم تصدق اى واحدة منهم و مع دخول العالم فى عهد التطور التكنولوجى و العلمى تسلم العلماء الراية من الكهنة و العرافين ليضعوا بعضا من السيناريوهات التى من الممكن ان تكون كوارث واقعية لنهاية العالم .

و لنستعرض معا عشرة طرق افتراضيه قدرها العلماء و التى من الممكن ان تكون كوارث تتسبب فى نهاية العالم

تحريض الشمس للنباتات للانقلاب علينا

و لشرح ذلك نبدء ببعض من الفرضيات العلميه التى تقول أنه في غضون 600 مليون سنة ستصبح الشمس مشرقة بدرجة كافية لتعطيل دورة الكربونات والسيليكات على الأرض حيث من المعروف ان تلك التفاعلات هى المسئولة عن الحفاظ على مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي و اذا حدث اضطرابات فى تلك التفاعلات سيؤدي إلى انخفاض مستويات ثاني أكسيد الكربون وستصبح النباتات غير قادرة على التمثيل الضوئي وبالتالي لن تستطيع انتاج الأكسجين الذي نحتاجه للتنفس مما يؤدى الى كوارث تعمل على انقراض جميع أشكال الحياة تقريبًا بالاختناق و معه معظم النظم البيئية بشكل عام .

المذنبات و الكويكبات

يرجح العلماء بأنه منذ حوالي 66 مليون سنة اصطدم مذنب أو كويكب بالأرض أدى الى كوارث أسفرت عن مقتل ما يقارب من 75٪ من الحياة على سطحها من اهمها بالطبع الديناصورات و لا يزال الى الان تتحرك تلك الكويكبات و المذنبات فى الفضاء و أحيانًا تكون قريبة بشكل كبير من الارض ففى عام 2020 مر كويكب يُدعى 2020 VT4 على بعد 230 ميلاً فقط من الأرض و هى مسافة اقل من متوسط بعد القمر عن الارض الا انه و لحسن الحظ ان غالبًا ما يكون حزام الكويكبات خلف كوكب المريخ و لكن تتبقى المذنبات التى تأتي من أماكن بعيدة و بسرعات هائله فإذا ضرب واحد منهم كوكبنا فإن البشر بكل تأكيد سوف يلحقون بالديناصورات .

الذكاء الصناعى

بدون ادنى شك فإن العالم شهد فى الاونة الاخيرة تطورا تكنولوجيا مخيفا بشكل اجبر العديد من العلماء على دق ناقوس الخطر فى ان يصبح ذلك التطور خارجا عن السيطرة خاصة بعد البدء مؤخرا فى الاعتماد على تقنية تسمى ” الذكاء الصناعى ” و التى تعمل على التفكير و اتخاذ القرارات بمفردها من دون اى تدخل بشرى الامر الذى يشكل معضلة كبيرة لانه اذا حدث تطورا فى الذكاء الصناعى فما الذى يجبرها على ان تكون مسخرة لخدمة البشر و ليس العكس خاصة و انهم بالنسبة اليها كائنات بدائيه قد يكون من الواجب القضاء عليها و بالتالى يدخل البشر فى حروب معها من اجل البقاء كما هو موجود فى سلسلة افلام ترمينيتور و ماتركس .

المجاعات

في عام 1798 تنبأ الخبير الاقتصادي و عالم الاجتماع “توماس مالثوس” بكل بساطة بأن عدد سكاننا سيرتفع أسرع من معدل إنتاجنا الغذائي و هذا الامر سوف يؤدي إلى المجاعات والصراعات العالميه وفي النهاية انهيار الحياه حيث سيموت معظم البشر على الأرض و من وقت مالثوس حتى الآن انفجر عدد السكان إلى حوالي ثمانية أضعاف وتعيش عشرات البلدان و التى يقيم فيها ملايين البشر في مجاعات مستمرة و رغم كل ذلك لا يزال عداد الزيادة السكانية فى تزايد و بالتالى ازدياد المشكله و تفاقمها فهل سوف تتحقق نبؤته .

انفجار جاما

و هو أكثر الأحداث الكهرومغناطيسية سطوعًا وطاقةً تم اكتشافها في الكون حتى الان حيث تحدث عندما ينفجر نجم فائق الكتلة ليشكل ثقبًا أسود أو نجمًا نيوترونيًا و عندما يصطدم نجمان نيوترونيان يحدث انفجارات أشعة جاما و تطلق قدرًا كبيرًا من الطاقة و التى تعادل الثوانى منها ناتج الطاقة الكلي للشمس على مدار حياتها بأكملها و لحسن الحظ الى الان لم نشهد تلك الانفجارات سوى فى مجرات أخرى و هى بعيدة بما يكفي لدرجة أننا لم نشعر بأي من آثارها باستثناء بعض الضوء الطفيف ومع ذلك يعتقد العديد من العلماء أن انفجار أشعة جاما هو السبب المحتمل للانقراض الجماعي لأوردوفيشي المتأخر وهو ثاني أسوأ انقراض جماعي في تاريخ الأرض و إذا حدث ذلك مرة أخرى فستكون كوارث جمه تؤدى الى أن تكون النهاية حتميه .

انفجار بركانى

تعد الانفجارات البركانيه واحدة من السيناريوهات الموضوعه لنهاية البشريه فإلى وقتنا تحدث الانفجارات البركانيه بشكل مستمر و بعضها قد يكون قويا بما فيه الكفايه للتأثير على حياة البشر ففى عام 1815 حدث ثوران لبركان جبل تامبورا فى اندونيسيا تسبب في انخفاض مؤقت في متوسط درجة حرارة الأرض بسبب مرور القليل من ضوء الشمس عبر طبقة الستراتوسفير حيث ادى ذلك الى حدوث اضطرابات مناخيه شديدة و كوارث تسببت فى سنة عرفت بإسم ” عام بلا صيف ” كان ناتجها انخفاض شديد فى درجات الحرارة مع الكثير من الفياضانات و المجاعات و انتشار الامراض ليس فى اسيا فقط و لكن فى جميع انحاء العالم و مات على اثره الملايين من الناس لذلك فلا تنخدع بثوران بركانى قد تطمئن انه بعيد عنك نظرا الى ان تداعياته من الممكن ان تصل اليك و تشعر بها .

الدياتومات

تعتبر الدياتومات هي نوع من الطحالب يعرفها العامه بجدرانها الخلوية الهندسية الملونة اما بالنسبة للعلماء فهى تشتهر بإنتاج ما يصل إلى نصف الأكسجين على الكوكب كل عام وتشكيل ما يصل إلى نصف الكتلة الحيوية في محيطاتنا لذلك فهى هامة جدا لحياتنا و اذا قررت يوما التوقف عن عملها فسوف تكون نهاية العالم قريبه حيث أثار “جو كيرشفينك ” عالم الجيولوجيا في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا القلق من أنه إذا تسببت التغيرات المناخية في تعطيل الدياتومات من العمل فى الماء و هو الذي يستخدمونه لإنتاج الأكسجين فقد يتحولون للعمل على الملح الموجود فى المحيطات ثم يستخدمونه لإنتاج غاز الكلور القاتل و بالنظر إلى أعدادهم و انتشارهم فمن الممكن ان يؤدوا الى كوارث تبيد الغالبية العظمى من الحياة على كوكب الأرض بشكل سريع .

عدم استقرار المدار

تتحرك الارض حول الشمس فى مدار ثابت و ذلك الامر هو الذى يساعد على الحياه و التأقلم عليها من خلال الفصول الاربعه و لكن اذا حدث عدم استقرار فى ذلك المدار فبكل تأكيد سوف ينعكس بالحياة على الارض فاذا ابتعدت الارض عن مدارها الطبيعى و اصبحت لمسافة ابعد عن المعتاد من الشمس فستنخفض درجات الحرارة بشكل يصعب على البشر الحياه به و نفس الشئ اذا اقتربت بمدارها الى الشمس فسوف ترتفع درجة الحرارة بشكل يستحيل على قاطنيها تحمله و لا يقتصر الامر على الارض فقط فاذا حدث اى اضطراب فى مدار اى كوكب أخر فستكون نتيجته كوارث على الأرض فكوكب المشترى على سبيل المثال جاذبيته الهائلة تعمل على جذب الكويكبات التي قد تدخل النظام الشمسي الداخلي و تحمى الارض منها ولكن يمكن أن يؤدي ذلك أيضًا إلى كارثة فنظرا لحدوث اضطراب فى مداره فقد يسحب يومًا ما احد الكواكب الصغيرة مثل عطارد بحيث يمكن يصطدم بجاره كوكب الزهرة أو حتى الأرض نفسها.

أقرأ أيضا : ماذا يحدث اذا توقف كوكب الأرض عن الدوران ؟

الفطريات

رغم جائحة كورونا التى تجتاح العالم نتيجة وباء فيروسى الا انها لا تقارن بأى جائحة فطرية و التى من الممكن ان تصل بالعالم الى فنائه حيث ترجع مشكلة الجوائح الفطريه الى انها غير مدروسة بعنايه مثل الامراض البكتيريه او الفيروسيه و عند بدء الجائحه سوف نجد اننا متأخرين جدا فى اساليب مواجهتها و عند وصولنا الى الحل سيكون الاوان قد فات .

كل ما سبق

و يعد هو السيناريو الأكثر رعبا من بين كل هؤلاء فحوالي نصف تلك الكوارث قد تحدث فى وقت واحد فمعظم العلماء يميلون إلى الاعتقاد بأن هذا ما سيحدث وقريباً حيث سيكون لتغير المناخ تأثير كبير على أنماط الطقس في العقود القليلة القادمة مما يجعلها تدريجياً أكثر تقلبًا وتطرفًا وفي الوقت نفسه فإن ارتفاع متوسط درجات الحرارة سيجعل العديد من الميكروبات المسببة للأمراض أكثر شيوعًا وانتشارا و سوف يموت العديد من النباتات وأنواع الملقحات مثل النحل والخفافيش مما سيؤدى الى ان يصبح الغذاء أكثر ندرة خاصة مع استمرار النمو السكانى كما سيؤدى تلوث المحيطات إلى تقليل عوامل التمثيل الضوئي فى الطحالب الموجودة فيه و ستحدث فوضى كبيرة و كوارث فى العديد من الانظمة البيئية و بشكل عام فاذا نظرنا الى كل تلك الاسباب فسوف نجد عاملا واحدا هو المتسبب فيها و الذى سوف يساهم فى فناء العالم الا و هو الانسان نفسه .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *