اذا كنت تحلم ان تقابل كل المشاهير و تلتقط معهم الصور التذكاريه فما عليك الا زيارة واحدا من أشهر المتاحف فى العالم الا و هو متحف مدام توسو الذى يقع مقره الرئيسى بالعاصمة الانجليزية ” لندن ” حيث يعد واحدا من المعالم السياحية الرئيسية بها و فيه تعرض تماثيل من الشمع لشخصيات تاريخيه و سياسيه بالإضافة إلى شخصيات سينمائية و رياضية شهيرة بشكل واقعى لا يصدق .

ينسب ذلك المتحف الى ” مارى توسو ” و هى فنانة فرنسيه اشتهرت بمنحوتاتها الشمعية حيث ولدت بفرنسا فى ستراسبورج عام 1761 و خلال طفولتها انتقلت مع والدتها الى سويسرا و التى كانت تعمل خادمة لطبيب يدعى “كورتيوس” الذى كان مشهورا بصناعته لنماذج من الشمع كوسيلة لتعليم الطلاب علم التشريح في وقت كان العمل فيه على الجثث لا يزال مرفوضا و كان من الصعب الحصول عليها للدراسه ثم انتقل “كورتيوس” الى فرنسا و بدء فى تطوير عمله بصناعة نماذج من الشمع للشخصيات الشهيره و الارستقراطيه فى ذلك الوقت التى اكسبته مالا وفيرا حيث بدء فى ترك الطب و الانخراط فى ذلك العمل الفنى و اقامة قاعة لعرض فنونه و بدء فى تعليم ” مارى ” منذ الصغر كيفية صنع المنحوتات الشمعيه حيث أكملت أول شخصية لها و هى بعمر 16 عاما و كانت للفيلسوف و الكاتب الفرنسى “فولتير” و مع بدء قيام الثورة الفرنسيه اقتحم الغاضبون تلك القاعه و قاموا بازالة التماثيل التى تعود الى شخصيات مكروهة من قبل الشعب و بعد بلوغ الثورة لذروتها و خلال عهد الارهاب تم القبض عليها هى و “كورتيوس” باعتبارهما من المعارضين للثورة حيث كان من غير القانوني أن يمتلك الأشخاص تماثيل و صور تعود لأشخاص اعتُبروا من أعداء الشعب و كانوا بانتظار حكم الاعدام و نتيجة لتدخل صديق لها من ذوى النفوذ تم اطلاق سراحهم مقابل اجبارهم على انشاء أشكال شمعية لرؤوس مقطوعة الرأس لضحايا الثورة حتى يتمكن الثوار من إرسالها إلى المقاطعات كدعاية للثورة .

صورة من الشمع لمارى توسو

و بعد وفاة “كورتيوس” ترك كل شئ لمارى التى تزوجت من مهندس يدعى ” فرانسوا توسو ” و بدأت فى جولات بأوروبا لعرض نماذجها و فى عام 1802 تم دعوتها الى لندن لعرض نماذجها حيث كان الناس هناك مفتونين بالأحداث في فرنسا و بدأ يذيع صيتها فى المملكة المتحدة و نظرا لصعوبه عودتها الى فرنسا خلال فترة الحروب النابليونيه استقرت بها و بدأت في إنشاء نماذج لشخصيات مشهورة فى بريطانيا حيث اصبحت امرأة ثرية وافتتحت صالة عرض دائمة و متحفا في شارع بيكر عام 1835 حيث كانت ” غرفة الرعب ” واحدة من مناطق الجذب الرئيسية في متحفها و التى تضمنت تماثيل لضحايا الثورة الفرنسية مع نماذج للقتلة و المجرمين المشهورين فى ذلك الوقت و ذاع شهرة ذلك المتحف و اصبح قبلة للزوار حتى توفيت عام 1850 .

أقرأ أيضا : تعرف على حديقة ألنويك السامة أكثر الحدائق خطورة فى العالم

و بعد وفاتها دفعت المساحة المحدودة للمتحف والتكلفة المتزايدة لموقع شارع بيكر حفيدها “جوزيف راندال” إلى القيام ببناء مبنى في الموقع الحالي للمتحف على طريق مارليبون حيث تم افتتاح صالات لعرض جديدة و بعدها تم شراءه من قبل مجموعه من المستثمرين و بتوالى السنوات و مع ازدياد شهرة المتحف بدأ فى التوسع بانشاء فروع اخرى فى الداخل و الخارج حيث تم افتتاح أول فرع خارجي لمتحف مدام توسو في أمستردام عام 1970 .

متحف مدام توسو فى لندن

و تنتشر فروع متاحف مدام توسو حول العالم حيث يبلغ عددها 26 فرعا بواقع 11 فى اسيا منهم 4 فى الصين و 7 فى اوروبا و 7 فى امريكا الشماليه جميعهم بالولايات المتحدة و فرعا وحيدا فى استراليا بسيدنى حيث تختلف الشخصيات المعروضه من فرع الى اخر .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *