في عالم الأسلحة و التكتيكات العسكرية تظهر أحيانًا صور غريبة تثير الفضول و تدفعنا إلي التساؤل عن قصتها واحدة منها لعريف أمريكي يجلس فوق فيل سريلانكي و يمسك مدفع رشاش من نوع Colt M1895 في مشهد غريب يطرح أسئلة عما إذا كانت تلك الصورة جزءًا من تجربة عسكرية أو ألتقطت بشكل دعائي لأنه علي الرغم من إستخدام الفيلة تاريخيا في الحروب إلا أنها لم تكن أبدًا جزءًا من الإستراتيجيات العسكرية للجيش الأمريكي .
التاريخ : 1914 .
المصور : أرشيف الجيش الأمريكي .
التفاصيل : تم تطوير المدفع الرشاش Colt M1895 من قبل ” جون موسي براونينج ” في تسعينيات القرن التاسع عشر و كان هذا السلاح يعمل بالغاز و يتم تبريده بالهواء مما جعله أخف وزنًا مقارنة بالمدافع الرشاشة الأخري التي كانت تستخدم أنظمة تبريد بالماء و كان وزنه 17 كيلوجرامًا و يعد من أكثر الأسلحة تقدما في عصره و ذلك لإعتماده علي ضغط الغاز الناتج عن إطلاق الطلقات لتشغيل آلية تلقائية تدفع ذراعًا ميكانيكيًا يشبه ذراع الأسلحة ذات الحركة اليدوية و مع ذلك كانت هذه الآلية تتطلب مساحة إضافية أسفل السلاح لتجنب دفنه في الأرض و هو ما أعطاه لقبه الشهير حافر البطاطس .
و من ناحية أخري علي مر التاريخ أستُخدمت الفيلة في الحروب كأسلحة حية حيث كانت تُوضع في وسط ساحة المعركة لإثارة الرعب في صفوف الأعداء أو لتنفيذ هجمات ساحقة نظرا لكبر حجمها و قوتها التي جعلتها أداة فعالة في الحروب القديمة خاصة قبل ظهور الأسلحة النارية و مع تطور التكنولوجيا العسكرية تراجعت أهمية الفيلة في ساحات القتال لكنها استمرت في أداء مهام أخرى مثل نقل المعدات الثقيلة في المناطق التي كانت صعبة علي المركبات الآلية.
إقرأ أيضا : صورة سقوط قطار من محطة مونتبارناس فى باريس بعد فقدان سائقه السيطرة عليه
و بالعودة إلي الصورة الغريبة للعريف الأمريكي فوق الفيل فيبدو أن هذه الصورة كانت مجرد لقطة دعائية و ليست جزءًا من إستراتيجية عسكرية فعلية لأن الفيلة رغم قوتها لم تكن لتتحمل صوت المدفع الرشاش الذي يطلق النار علي بعد سنتيمترات من أذنيها بالإضافة إلي أن الجيش الأمريكي لم يكن ليتبنى مثل هذه التكتيكات غير التقليدية و ربما كانت الصورة تهدف إلي إثارة الاهتمام أو إظهار قوة الجيش بطريقة غير مألوفة .