صورة مساعدة الأب التى يظهر فيها أحد رجال الدين أثناء محاولته إنقاذ أحد الجنود المصابين فى فنزويلا

دائما و على مر التاريخ كان للعديد من رجال الدين مواقف وطنية و إنسانية مشرفة واحدة منها ظهرت فى تلك الصورة الشهيرة و المعروفة بإسم مساعدة الأب التى جرت أحداثها فى فنزويلا و يظهر فيها القس لويس ماريا باديلو أثناء محاولته إنقاذ احد الجنود الموالين للحكومة الفنزويلية الذى سقط على الأرض بعد أن أصيب بجروح قاتلة من نيران قوات متمردة ضد حكم الرئيس الفنزويلى رومولو بيتانكورت حيث حاول القس حمله و إبعاده من المكان رغم غزارة الرشقات النارية التى كانت تطلق حوله و تعرض حياته الى الخطر .

التاريخ : يونيو عام 1962 .

المصور : الفنزويلى ” هيكتور روندون لوفيرا – جريدة ” لا ريبوبليكا ” الفنزويلية .

التفاصيل : ترجع خلفية صورة “مساعدة الأب” الى يوم الثانى و الثالث من يونيو عام 1962 بعد أن حدث تمرد عسكرى ضد حكومة الرئيس الفنزويلى ” رومولو بيتانكورت ” عرف بإسم ” ال بورتينازو ” حيث قامت تلك القوات بالاستيلاء على القاعدة البحرية ” بويرتو كابيلو ” الموجودة فى مدينة تحمل نفس الاسم و تبعد عن العاصمة مسافة 122 كيلومترا و بعدها قام المتمردين بإطلاق سراح السجناء السياسيين الذين كانوا في قلعة التحرير الواقعة في نفس المنطقة من القاعدة لينضمون على الفور إلى المعركة فى صفوفهم و بعد علم الحكومة الفنزويلية بتلك المحاولة بدأت فى العمل على إجهاض ذلك التمرد حيث بدأت عدة مدمرات خارج خليج القاعدة البحرية فى قصف منشائاتها بالتزامن مع إرسال القوات الحكومية لمواجهتهم و تحدث العديد من المعارك الضارية و الدموية بين الطرفين إلى أن أنتهت بحسم القوات الحكومية المعارك لصالحها و القضاء على ذلك التمرد الذى تسبب فى خسائر قدرت بـ 400 قتيل و 700 جريح .

و فى اثناء تلك المعارك الضاريه تم ارسال المصور ” هيكتور روندون لوفيرا ” من قبل جريدة “لا ريبوبليكا” لتغطية تلك الاحداث حيث يروى انه كان متواجدا فى ذلك المكان مع أحد أصدقائه المصورين بجوار مجموعة من الجنود الموالين للحكومة و بعد مرور عشر دبابات من امامهم تم فتح النيران عليهم من جميع الجهات من قبل المتمردين و بدء تساقط الجنود و لم يكن بإستطاعته رؤية من يطلق النيران لانهم كانوا مختبئين داخل المنازل و اثناء ذلك رأي قسا يهبط من الرصيف و هو ” لويس ماريا باديلو ” متجها الى احد الجنود الجرحى لمحاولة مساعدته و حمله و إخراجه من المكان حيث كان مشهدا مرعبا الا أنه إنسانيا و ألتقط تلك الصورة التى عرفت بإسم ” مساعدة الأب ” و بعدها صرخ هو و صديقه للقس لحثه على الخروج من المكان و الا ستتعرض حياته للخطر .

و يروى القس ” لويس باديلو ” تلك اللحظة بنفسه حيث يقول أنه كان موجودا فى ذلك المكان اثناء الهجوم على ذلك التمركز و فور سقوط الجنود نادى على سيارات الإسعاف للتوجه الى ذلك المكان من أجل انقاذهم و بينما كانوا منهمكين فى إنتشالهم رأي مكان اخر به عدد اكبر من الجنود المتساقطين فاتجه اليهم حيث كان منهم اثنان مصابان باصابات خطيرة بينما قتل باقى زملائهم فتوجه الى أحد المصابين الذى قال له ” ساعدنى يا ابى ” و بينما كان يحاول رفعه على كتفه و انتشاله وجد رشقات جديدة من الرصاص قد اصابته فتلى عليه الصلوات ثم توجه مسرعا الى المصاب الاخر الذى قال له ” “أخبر والدتي كيف مت ” و تلى عليه الصلوات هو الاخر ثم بدأ فى البحث عن سيارات الإسعاف التى لم تكن موجودة فى ذلك المكان نظرا لإستمرار إطلاق الرصاص ثم لاحظ أن يداه ممتلئان بالدماء و بعدها اقتصرت مهمته على مساعدة سيارات الإسعاف و مساعدة المحتضرين .

بعد ذلك نُشرت صورة “مساعدة الأب” في صحيفة “لا ريبوبليكا” و من ثم وزعتها وكالة “أسوشيتيدبرس” و أعيد نشرها في مختلف الصحف و المجلات العالمية ووضعت على غلاف مجلة “لايف” المرموقة باللغة الإسبانية و لشهرتها حصل مصورها على جائزة بوليتزر عام 1963 و جائزة الصحافة الدولية عام 1962 .

أقرأ أيضا : صورة الطفل وارن برنارد أثناء توجهه إلى والده الجندي المتجه الى جبهة الحرب

و الجدير بالذكر ان الجندى الموجود بالصورة لم يستدل على هويته حيث يقول البعض أنه يدعي “لويس أنطونيو ريفيرا سانوجا” و البعض الاخر يقول انها لـ ” أندريس دي خيسوس جارسيس ” .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *