كثير ما نسمع عن حالات من جرائم الخطف التي تقوم بها مجموعة من التشكيلات العصابية بغرض الحصول علي فدية ضخمة مقابل إطلاق سراح الرهائن الذين يكونون في الغالب من أبناء الطبقة الثرية و ذلك لضمان الحصول علي مبلغ مالي كبير ثم بعدها تختفي تلك العصابة تماما حتي لا يتم ملاحقتها من قبل الأمن و لكن ما حدث في منتصف التسعينيات بهونج كونج كان مختلفا تماما بعد أن قامت إحدي العصابات بخطف نجل أحد كبار رجال الأعمال في تلك المدينة و بعد التفاوض معه تم إطلاق سراح إبنه بعد الحصول علي فدية ضخمة إلا أن الطريف في الأمر هو إتصال زعيم تلك العصابة لاحقا برجل الأعمال طالبا منه بعض النصائح من أجل إستثمار تلك الأموال بشكل ناجح .
بدأت القصة في 23 مايو عام 1996 حين أختطف “تشيونج تزي كيونج” و عصابته المعروفة بأنشطتها في عمليات السطو و القتل و الإختطاف في التسعينيات رجل الأعمال الشاب “فيكتور لي” الإبن الأكبر للثري ” لي كا شينج ” أثناء عودته إلى منزله حيث تم إصطحابه إلي المخابئ و هو معصوب العينين و مقيد اليدين و بعدها تواصلت العصابة مع والده مطالبين بمبلغ 2 مليار دولار محلي و لكن نظرا لعدم توفر المبلغ الكامل نقدا مع الوالد تم تخفيضه إلي مليار دولار و من أجل الحصول علي تلك الأموال ذهب ” تشيونج تزي كيونج ” إلي منزل الأب و هو مثبت علي جسده بعض من المتفجرات و بعد نجاح الصفقة تم الإفراج عن الشاب بعد يوم واحد من إختطافه .
و رغم أنها كانت فدية ضخمة إلا أن “تشيونج تزي كيونج” و زملاؤه لم يكونوا راضين عنها ظنا أنهم كانوا من الممكن الحصول على مبلغ أكبر لذلك قامت العصابة بمحاولة إختطاف ثانية لرجل الأعمال “والتر كووك” في 29 سبتمبر عام 1997 و التي كانت عائلته معروفة عنها بأنها ثاني أغنى عائلة في المدينة و خلال الإختطاف تعرض “والتر كووك” للضرب و التجريد من الملابس الداخلية و تم دفعه في صندوق خشبي صغير به ثقوب و ظل به خلال محنته التي أستمرت ستة أيام نظرا إلي أن أسرته لم تكن متعاونة مع تلك العصابة بالشكل الكافي و هو ما أدي إلي تخفيض مبلغ الفدية إلي 600 مليون دولار محلي و يصبح بذلك إجمالي ما حصلت عليه العصابة من العائلتين هو 1.6 مليار دولار محلي .
بعد ذلك و في أحد الأيام تفاجئ رجل الأعمال ” لي كا شينج ” بمكالمة من “تشيونج تزي كيونج” يطلب منه النصيحة من أجل إستثمار أموال تلك الفدية الضخمة بشكل أمن و ما كان من رجل الأعمال سوي الرد عليه بأنه حصل على ما يكفي من المال لبقية حياته و أنه على الرغم من وجود فرص إستثمارية جيدة له إلا أنه يجب أن يطير بعيدًا عن ذلك المكان و طالبه بأن يفتح صفحة جديدة و يكون رجلاً صالحًا لأنه إذا لم يكن الأمر كذلك فإن نهايته ستكون حزينة .
أقرأ أيضا : براين ويلز رجل توصيل البيتزا الذى تورط فى أعقد عملية سطو على بنك داخل الولايات المتحدة
و أشارت التقارير إلي أن “تشيونج تزي كيونج” و عصابته قد دبروا عمليات الإختطاف تلك في وقت مبكر من عام 1995 و كانت خططهم هي إختطاف أغنى 10 رجال في هونج كونج واحدًا تلو الآخر و في النهاية تم القبض عليه عام 1998 بعد أن شنت شرطة هونج كونج عملية أمتدت إلى ما وراء الحدود ضده و ضد زملائه في العصابة و ذلك بعد تلقيهم بلاغ بأنه و عصابته ينقلون صناديق مشبوهة و التي بعد تفتيشها وجد أنها مليئة بحوالي 800 كيلوجرام من المتفجرات التي يعتقد أنه تم إستخدامها لتفجير أحد السجون لذلك تم إعتقالهم و إقتيادهم إلي المحاكمة التي عاقبتهم بالإعدام رميا بالرصاص و زعم حينها أن رجل الأعمال ” لي ” قد قام بإبرام صفقة مع سلطات هونج كونج عام 1999 أدت إلى إعدام “تشيونج” و أربعة من أفراد العصابة إلا أنه نفي صحة تلك المزاعم .