صورة السوري أبو عمر أثناء سماعه لموسيقاه المفضلة و هو جالسا داخل حجرته المدمرة من إندلاع الحرب السورية

تعتبر فترات الحروب واحدة من الأوقات الصعبة التى تمر على تاريخ الشعوب نظرا لأثارها السلبية على كافة الأصعدة سواء كانت سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية و لكن قد نري أحيانا وسط تلك الأوقات العصيبة عدد من الأفراد يقومون بمحاولات لتخطي تلك المحن بمحاولة العيش بشكل طبيعي حتى و إن كانت الظروف المحيطة لا تسمح بذلك و من واقع تلك الصورة نري تطبيق لذلك حيث يظهر فيها المسن السورى محمد محيي الدين أنيس الشهير بأبو عمر و هو يستمع إلى الموسيقي في غرفة نومه المدمرة بمدينة حلب و التي لاقت صدى عالميا كبيرا فور نشرها بعد إظهارها مدي إصرار الشعب السورى على تجاوز تلك المحنة و محاولة العيش بشكل طبيعى مثل باقي الشعوب .

التاريخ : مارس عام 2017 .

المصور : اللبناني ” جوزيف عيد “- وكالة الانباء الفرنسيه .

التفاصيل : تدور أحداث الصورة حول ” محمد محيي الدين أنيس ” البالغ من العمر 70 عاما و المعروف بأبو عمر و هو سورى يعيش فى مدينة حلب حيث كان قبل الأزمة رجلاً ثريًا و يتكلم خمس لغات و درس الطب و مولعا و متحمسًا بتجميع السيارات القديمة و يمتلك الكثير منها و لكن مع إندلاع القتال بين الحكومة السورية و معارضيها تم تدمير و سرقة بعض من مجموعته حيث يقول أنه عندما كانت تتعرض إحدى سياراته للقصف يبدو الأمر كما لو أن من أصيب هو أحد أقاربه و فى أحد الأيام أقنع السكان قوات المعارضة المسلحة بعدم إستخدام إحدى سياراته الثمينه لوضع مدفعا مضادا للطائرات عليها و يضيف أنه خلال سيطرة المتمردين على المدينة غادرت زوجته و أبناءه الثمانية المكان الا أنه فضل البقاء فى المنزل رغم القذائف و الانفجارات المتناثرة حوله .

و بعد تحرير المدينة و عودتها إلي سيطرة القوات الحكومية سافر فريق من وكالة “فرانس برس” مع المصور اللبناني “جوزيف عيد” إلى المدينة لتوثيق كيف كان السكان مثل ” أبو عمر ” يعيشون فى ذلك المكان خلال فترة إندلاع القتال و تحرير المدينة و عند وصول الصحفيين إليه بدء فى إستعراض منزله المدمر و أكتشفوا أن سياراته الثمينة قد سُرقت أو دمرت في القتال الأخير و لم يتبقى سوى القليل منها حيث قال لهم لا شيء يمنعني من إعادة البناء و العيش مرة أخرى لقد ولدت هنا و هنا سأموت و بعد ذلك سألوه اين ينام ؟ و كانت إجابته بإصطحابهم الى غرفة نومه المهدمة و التى فيها شاهدوا مشغل الإسطوانات ” الجرامافون” بجوار سريره و تسائلوا عما اذا كان يعمل فأجابهم بالطبع و قال أنه لا يمكنه أن يشغله دون إشعال الغليون مضيفا أن الجرامافون الذى لديه يتميز بأنه لا يحتاج إلى إمدادات كهربائية للعمل كما أنه أحد الأشياء التي تجلب له السعادة كل يوم و بدء فى تشغيل أسطوانه لأحد المطربين السوريين المفضلين اليه و هو ” محمد ضياء الدين ” و هنا التقط المصور تلك الصورة .

أقرأ أيضا : صورة مساعدة الأب التى يظهر فيها أحد رجال الدين أثناء محاولته إنقاذ جندى مصاب فى فنزويلا

بعد نشر الصورة من قبل الوكاله أثارت ضجة كبيره حيث وصفها أحد الأشخاص على موقع انستجرام بانها لحظة هدوء وسط الجحيم على الأرض و غرد عليها الصحفى بالواشنطن بوست ” ايشان ثارور ” بأنها رواية فى لقطة واحدة و يقول المصور “فادى عيد” ملتقط الصورة تعقيبا عليها أن ” محمد انيس ” أو ” أبو عمر ” كما رأه مرتبط جدًا بماضيه و بالأشياء التي كان يحبها دائمًا و التى بدونها سيفقد هويته و لهذا السبب أصر على البقاء و إستعادة حياته مرة أخرى و يضيف أن مثل هذه الصور تمس روح الإنسان فهى تذكر العالم بالظروف التي لا يزال السوريين يواجهونها و أنه كلما شعر أو سيشعر بأي نوع من اليأس أو الإستسلام لمشاكل و عقبات قد تواجهه فسيتذكر دائمًا ” أبو عمر ” و هو جالسا يدخن غليونه على أنقاض سريره المكسور و يستمع إلى موسيقاه المفضلة .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *