رغم مشاهدتنا أفلام رعب شهيره و احساسنا بالرهبه تجاه العديد من المشاهد المخيفه بها الا اننا من داخل أنفسنا نحاول الاقتناع بأنه امرا تمثيلى و غير حقيقى و رغم صحة ان غالبية تلك الأفلام من نبت خيال المؤلفين الا ان بعضهم مستوحى من أحداث حقيقيه لذلك عند مشاهدة احدا منهم قد تكون محاولة اقناع نفسك بأنه مجرد عمل تمثيلى غير مجديه هذه المرة .

اذا ما هى أشهر الأفلام التى اعتمدت هوليوود عليها و مقتبسة عن قصص حقيقيه ؟ .. دعونا نستعرض معا خمسة من الأعمال السينمائيه المرعبه و التى اقتبست من قصص حدثت بالفعل 

طارد الارواح الشريرة The Exorcist 

هو واحد من أفلام رعب شهيره و مثيرة للجدل تم انتاجه عام 1973 عن محاولة انقاذ فتاة مراهقه من استحواذ شيطانى من قبل بعض الكهنه حيث استند إلى قصة حقيقية ظهرت في الواشنطن بوست عام 1949 فى مقالة للكاتب ” ويليام بلاتى ” التى تحدثت عن محاولة حقيقيه من قبل رجال دين لتحرير طفل من استحواذ شيطانى , و اتبع المقاله باصداره كتاب كامل يتحدث عن تلك القصه ثم لم تلبث الا ان تحولت الى ذلك الفيلم و نظرا لوجود العديد من المشاهد المزعجه و المخيفة فيه قام المجلس البريطاني لتصنيف الأفلام بحظر بيع نسخه من شرائط الفيديو عام 1988 و لم يرفع ذلك الحظر الا بعد مرور 11 عاما بدعوى انه لم يعد مخيفا فى ذلك العصر مثل ما حدث اثناء نزوله الى دور السينما .

مشهد من فيلم The Exorcist

و ترجع القصه الحقيقيه لذلك الفيلم الى طفل تمت الاشارة اليه باسم مستعار و هو ” رولاند دو ” لحماية هويته حيث كان على علاقة وثيقة بعمته “هارييت” التى كانت تلعب معه باحدى الواح الويجا و عندما توفيت عام 1949 بدأت تلاحظ العائلة فى المنزل ان اثاثه بدأ فى التحرك من تلقاء نفسه و يطير فى الهواء و صدور تصرفات غريبة من الطفل ” رولاند ” فطلبوا مساعدة القس “لوثر مايلز شولز” و الذى رصد تلك الاشياء بنفسه و يوصى الاسرة بالبحث عن كاهن كاثوليكي لطرد الأرواح الشريرة حيث كان الشعور العام هو أن روح العمه “هارييت” هى التى كانت متورطة بطريقة ما فيما يحدث , ليأتى دور  “إدوارد هيوز ” و هو رجل متخصص فى عمليات طرد الارواح الشريرة في جامعة جورج تاون و الذى قام باخضاع “رولاند” الى العديد من الجلسات و التى كان بعضها خطيرا و متسمة بالعنف حيث قام الطفل فى واحدة منها بالتحرر من قيوده و أصاب ” هيوز ” فى ذراعه و بعدها تسلم الطفل كل من “ريموند جي بيشوب” و “ويليام إس باودرن” الذين قاموا بجلسات اخرى للطفل حيث شاهدا أثناءها السرير الموجود عليه يهتز بشدة وأجسامًا تتطاير كما خاطبهم “رولاند” بصوت مختلف عن صوته الطبيعى , ثم تم نقله الى المستشفى و استكمال الجلسات فيها حيث استمرت نفس الشواهد من أسرة تهتز و صدور ردود افعال عنيفه من ” رولاند ” خاصة عند اقتراب اى شئ مقدس منه و لم يكن هناك اى تقدم فى حالته الا انه و مع استمرار الجلسات فى النهايه تم الوصول إلى نقطة تحول عندما قام الكهنه بطقوس خاصه لإنقاذ الصبي و يدخل على اثرها في غيبوبة و بعد سبع دقائق يفيق منها و يقول لهم ” لقد ذهب ” حيث روى لهم انه شاهد احد القديسين و هو يحارب الشيطان الذى استحوذ عليه و يهزمه فى ساحة معركة كبيرة و يبتعد عنه , و بعدها لم يشهد ” رولاند “أي أحداث غريبة على مدار حياته و يعيش حياة طبيعيه و تزوج وأنجب ولدًا و سماه باسم القديس الذى انقذه و هزم الشيطان .

و ننتقل الان الى ثلاث أفلام اعتمدوا جميعا على قصة حقيقية واحدة

مريض نفسى Psycho

و هو الفيلم الشهير للمخرج العالمى “الفريد هيتشكوك” و انتج عام 1960 و تدور قصته حول قيام سكرتيرة باختلاس 40 ألف دولار من عملها ثم تقوم بالهرب و اثناء رحلتها تذهب و تقيم فى احد الفنادق الذى لا يوجد فيه سوى شاب غريب الاطوار يدعى ” نورمان ” و والدته حيث يتم قتلها بشكل غامض و اخفاء جثتها و فى تلك الاثناء يقوم خطيبها و أختها بمحاولة البحث عنها الى ان اهتدوا للوصول الى ذلك الفندق و يقابلهم ” نورمان ” و تقوم شقيقتها ليلا بالبحث في الفندق لتكتشف ان والدة نورمان ليست على قيد الحياه و الجالس على مقعدها هو هيكل عظمي يرجع لها و ان ” نورمان ” هو من يتنكر فى ملابسها ليقوم بالعديد من جرائم القتل و التى منهم للسكرتيرة المختفيه حيث يتم القاء القبض عليه فى النهايه . 

المخرج الفريد هيتشكوك اثناء تصوير فيلم Psycho

مذبحة منشار تكساس The Texas Chainsaw Massacre

و هو فيلم معروف بأنه أحد سلسلة أفلام رعب شهيره انتجت عام 1974 و تدور قصته حول توجه ” سالي و فرانكلين هارديستي” إلى ريف تكساس بسبب قلقهما من أن قبر جدهما قد تم نبشه بسبب موجة تخريب طالت المقابر حيث اصطحبوا معهم ثلاثة من أصدقاء سالي و الذين توجهوا خلال رحلتهم الى احد المنازل المهجورة ليجدوا أنفسهم تحت رحمة “ليذر فيس” القاتل الذي يرتدي قناعًا من جلد الإنسان و عائلة مجنونه من أكلى لحوم البشر  .

أقرأ أيضا : أفلام هوليودية أجبرت وزارة الدفاع الأمريكيه صانعيها على تعديل أحداثها لتعارضها مع الأمن القومى الأمريكى

مشوش Deranged

فيلم انتج عام 1974 و تدور احداثه حول ام لشخص يدعى”عزرا كوب” و هى متعصبة دينية تزرع داخل ابنها افكارا غريبه على أنه يجب أن يمقت النساء و بعد وفاتها يستخرج جثتها من المقبرة و يضعها فى منزله و يبدء سلسلة من جرائم القتل والسرقة خلال احداث مثيرة و مخيفه حيث كان يمتلئ منزله بالجثث و يرتدى قناع وجه مصنوع من جلد الانسان الى ان تم القاء القبض عليه فى نهاية الفيلم .

ثلاث قصص لثلاث أفلام رعب شهيره الا انهم جميعا يعودون الى قصة حقيقيه واحدة لرجل يدعى ” ايد جين ” الذى ولد في أغسطس عام 1906 و عاش هو وشقيقه “هنري” في مقاطعة لاكروس بولاية ويسكونسن مع والدتهما “أوجوستا” المتعصبة دينيا ووالدهما “جورج” المدمن على الكحوليات حيث كانت أسرة غريبة الاطوار نظرا لقيام الام بعزل المزرعه عن تواجد الناس فيها و معاقبة ابنائها إذا كان لديهم أصدقاء في المدرسة و كانت معتاده بعد ظهر كل يوم ان تقرأ لهم مقاطع من الكتاب المقدس و تخبر الأولاد أن شرب الكحوليات خطيئة و أن جميع النساء باستثناءها شريرات , و مع مرور الوقت توفى الاب و لحقه الاخ هنرى ليتبقى ” اد ” مع والدته سرعان ما أصيبت هى الاخرى بجلطة دماغية و يمضى معها اوقات عديدة في رعايتها الى ان توفيت عام 1945 حيث قام ” ايد ” بالاحتفاظ بجثمانها فى غرفتها بينما كان يعيش هو في حياة بائسه بغرفة اخرى بجوار المطبخ و فى عام 1957 قامت الشرطة بتفتيش منزله نتيجة اتهامه بارتكابه جريميتن قتل حيث عثروا على بعض المحتويات المروعة بشكل لا يصدق مثل قناع مصنوع من جلد الإنسان و كذلك عظام بشرية وجماجم و عند استجوابه اعترف “إد” أنه قام بسرقة جثامين النساء المتوفيات حديثًا من القبور و اللائي اعتقد أنهم يشبهون والدته حيث كان يخطط لصنع “بدلة نسائية” حتى يصبح مثلها حيث تم الحكم عليه بايداعه فى احد المصحات النفسيه حتى وفاته .

السفاح ايد جين

رعب اميتفيل The Amityville Horror

و هو فيلم انتج عام 1979 و تدور قصته حول انتقال عائله الى احد المنازل فى “أميت فيل” بولاية نيويورك حيث بدأوا بملاحظة العديد من الأشياء الغريبه من تطاير الاثاث و ظهور بعض من الاطياف الشبحيه و غيرها و بالتحرى عن قصة المنزل تم اكتشاف انه حدث فيه جريمة قتل حيث قام أحد الأفراد بقتل جميع أفراد أسرته تحت زعم ان قوى شيطانيه هى من أجبرته على ذلك .

قصة مرعبة لواحد من أفلام رعب شهيره تم تصويرها و لكن الاكثر رعبا هى انها مستوحاه من قصة حقيقيه مرت بها عائله تدعى ” لوتز ” عندما انتقلت الى احد المنازل فى “اميت فيل ” حيث كان يسكن فيه ” رونالد دي فوى جونيور ” و الذى قام في نوفمبر عام 1974 بقتل عائلته بأكملها باطلاق النار عليهم بينما كانوا جميعًا نائمين و تم اعتقال” رونالد” الذى ادعى أن أصواتا في المنزل هى التى دفعته إلى القيام بذلك حيث تمت ادانته و إرساله إلى السجن ونظرا لعدم وجود أفراد من الأسرة على قيد الحياة فقد تم طرح المنزل للبيع و قامت عائلة ” لوتز ” بشراءه عام 1975 و هى أسرة مكونه من جورج وكاثي و أطفالهما الثلاثة حيث زعموا أنه بعد وقت قصير من وصولهم تسببت قوة غير مرئية في دمار المنزل وحياتهم حيث كانت تغلق الخزائن و يتناثر الوحل من السقف مع غزو كثيف للحشرات و ظهور اوجه شيطانيه على الحدران و نتيجة لذلك تم استدعاء كاهن ليبارك المنزل لكنه تم طرده من المنزل مع ظهور بثور على يديه و بدا كما لو ان رواية ” رونالد ” حقيقيه . 

منزل أميت فيل الذى حدثت به الحوادث الغريبه

نتيجة لذلك بدء حضور خبراء للخوارق وصائدي الشياطين لمعرفة ما يمكنهم اكتشافه فى ذلك المنزل حيث اتفقوا جميعًا على وجود بعض من الوجود الشيطاني فيه الا انه و رغم ذلك و فى النهايه اعترف “ويليام ويبر ” و الذي كان محامي رونالد جونيور بأنه وعائلة لوتز قد اختلقوا تلك القصة بالكامل .

و فى النهايه يبقى السؤال اذا كنت شاهدت احد تلك الافلام سابقا و قررت مشاهدته بعد ان عرفت انه مقتبس من قصص حقيقيه هل سوف يتغير شعورك نحوه ؟

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *