إختطاف الشباب العازب بغرض إجبارهم على الزواج .. ظاهرة إجتماعية غريبة أصبحت تواجهها الهند حاليا

لطالما أضحكنا الفيلم الكوميدي البحث عن فضيحه و خاصة المشهد المتعلق بقيام بعض من الخارجين على القانون بإختطاف حبيبة أحد الأشخاص من أجل الزواج منها و لكن يبدو أن الأمر خرج من نطاق الهزلية و تحول الى حقيقة تتخذ بجدية فى الهند بعد نشر عدد من القصص المختلفة عبر وسائل الإعلام التى تتحدث عن إختطاف الشباب العازب من أجل تزويجهم بشكل قسرى من فتيات و وصل الأمر الى أن أصبح عملا رائجا تقوم به عدد من العصابات المنظمة لصالح مجموعة من العائلات التى تريد تزويج بناتهن .

و تننشر ظاهرة إختطاف الشباب التى تسمى بالعامية ” باكارواه شادي ” في الأجزاء الغربية من ولاية “بيهار” و ولاية “أوتار براديش” الشرقية و اصبحت ملحوظة بشكل كبير أواخر القرن العشرين حيث يتم إختطاف الشباب العازب و المؤهل للزواج من قبل أهالى الفتاة المراد تزويجها و ذلك لتجنب تكاليف المهور الغالية التى يقوم أهالى العروس بسدادها للزوج بالإضافة الى إجبار العريس على الالتزام بتلك الزيجه و إلا عليه مواجهة معارك قضائيه طويله فى ساحات المحاكم الاسرية و التى قد تؤدى الى توقيع عقوبات عليه و كل ذلك لا لشئ سوى انه تم اختطافه منذ البداية حيث تم الإبلاغ عام 2009 عن اكثر من 1200 حالة اختطاف بغرض الزواج ثم أرتفع ذلك الرقم الى الضعف عام 2016 بولاية “بيهار” وحدها .

إختطاف الشباب العازب بغرض إجبارهم على الزواج فى الهند

و بدأت ظاهرة إختطاف الشباب العازب فى الهند من أجل إجبارهم على الزاوج أوائل الثمانينيات حيث يقوم بها أهالى العروس الذين لا يستطيعون دفع المهور الضخمة بإستهداف العرسان المحتملين الذين يكونون عادة من عائلات ميسورة الحال و حاصلين على شهادة طبية أو هندسية أو لديهم وظيفة حكومية و يتم إختطافهم و إحتجازهم و تعريضهم للضرب في كثير من الأحيان لإجبارهم على الخضوع قبل الزواج بالقوة و فى الغالب يتم تهديدهم تحت قوة السلاح مع ربطهم حتى لا يتمكنوا من الهرب و يذعنوا فى النهاية الى الأمر الواقع و يوافقون على تلك الزيجة و بعد ذلك إذا حاول العريس تخليص نفسه من تلك الورطة و الإبتعاد عن الزيجة فعليه مواجهة معارك قانونية طويلة و تهم جنائية بموجب قانون المهر الهندي و الذي يهدف إلى حماية حقوق المرأة في الزواج كما هو الحال في معظم الحالات .

و رغم غرابة تلك الظاهره الا انها فتحت بابا للرزق من قبل العصابات المنظمة الذين يقومون بالتخطيط و تنفيذ عمليات الإختطاف مقابل رسوم يدفعها أهل العروس و يتبعون اساليب محددة لإجبار ذلك الشخض على الإمتثال و قبول تلك الزيجة و حتى الإستمرار فيها بعد ذلك مقابل رسوم إضافية و بالتالي فإن العديد من هذه الزيجات لا يتم الإبلاغ عنها و غالبًا ما تستمر في ظل الخوف من العنف من هؤلاء المجرمين المحليين .

إختطاف الشباب العازب بغرض إجبارهم على الزواج فى الهند

و لعل اشهر حوادث إختطاف الشباب العازب بغرض إجبارهم على الزواج فى الهند هو ما حدث مع المهندس ” فينود كومار ” البالغ من العمر 29 عاما و الذى تم انقاذه من قبل الشرطة خلال حفل زفافه بعد اختطافه من قبل أهالى العروس حيث يقول انه في يناير عام 2017 و بينما كان والده في غيبوبة بالمستشفى جاء رجل و قدم إليه نفسه بأنه يدعى “سوريندر” و هو صديق للعائلة و كان والده على اتصال دائم معه و بعد وفاة والده و فى أحد الأيام تمت دعوته إلى منزل “سوريندر” لتناول الشاي ثم فوجئ بقيامه و هو و أفراد من عائلته بتقييده و أخذ هاتفه و حبسه فى غرفته و طلب منه ان يتزوج اخته و عندما رفض ضربوه و هددوه بالقتل و قضى ليلة زفافه محبوسًا في المنزل و فى صباح اليوم التالى أتصل الخاطفين بشقيقه لإبلاغه أن ” فينود” تزوج طواعية الا أن اخيه كان متشككا من ذلك و أبلغ الشرطة التى كانت متواطئة هى الأخرى مع الاسرة الخاطفة حيث ذهبت الى المنزل المتواجد به و عادت معلنة أنه ينبغي على العريس قبول الزواج و إلا سيتعرض للأذى و مع الحاح شقيق “فينود ” و نشره لقصة الخطف على وسائل التواصل الاجتماعى تم ارسال مجموعة اخرى من القوات الشرطيه فى الليله التاليه لتقوم بإطلاق سراحه و رغم ذلك لم يتم تقديم الخاطفين إلى العدالة و طالب كومار بالغاء تلك الزيجه .

فينود كومار خلال حفل زفافه الذى تم اجباره عليه
فينود كومار خلال حفل زفافه الذى تم اجباره عليه

أقرأ أيضا : تعرف على عصابة جولابى التى تضم نساء محاربات بغرض تحقيق العدالة

و على الرغم من أن ظاهرة إختطاف الشباب بغرض إجبارهم على الزواج تعد من الجرائم الا انه توجد بعض من الزيجات التى تمت بذلك الاسلوب و انتهت نهاية سعيدة مثل قصة “راجيف نارايان” الذى تزوج منذ سنوات طويله بالإجبار بعد اختطافه و هو بعمر 14 عاما من “مادري ديفي” التي كانت تبلغ من العمر 12 كما أن اثنين من اشقاءه قد تم تزويجهم بذلك الشكل حيث تقبلوا حياتهم و هم الان جميعا يعيشون بسعادة فى حياة اسريه مستقرة .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *