هل كان يستخدم الخبز قديما لمحو كتابة أقلام الرصاص قبل الممحاة ؟

تعتبر أقلام الرصاص واحدة من أبرز أدوات الكتابة بجانب أقلام الحبر السائل و الجيل حيث تعتمد فكرتها على ترك كلمات على ورقة أو سطح أخر من خلال تآكل نواتها التى تحتوى معظمها على مسحوق من مادة الجرافيت الممزوج بمادة صلصالية و عند إستخدامها تترك علامات رمادية أو سوداء و هى تتميز بمقاومتها للرطوبة و لمعظم المواد الكيميائية و الأشعة فوق البنفسجية و عوامل الزمن و تتواجد منها أنواع مختلفة تستخدم بشكل أساسي للرسم و التخطيط و لكن بدلا من الجرافيت يستخدم الفحم كبديلا كما يستخدم المعلمين أو المحررين أقلام الرصاص الملونة أحيانًا لتصحيح النصوص المرسلة أو كنوع من المستلزمات الفنية بالإضافة الى توفر أنواع أخرى تسمى أقلام الرصاص الدهنية و المخصصة لترك علامات على الأسطح الملساء مثل الزجاج و البورسلين و بالعودة الى تصميمها فنكتشف أنه فى الغالب تغلف أنويتها بالخشب الرقيق و عادة ما يكون سداسيًا المقطع أو أسطواني أو مثلث كما يمكن استخدام البلاستيك أو الورق فى التغليف أيضا و لأستخدام أقلام الرصاص فى الكتابة يجب نحت الغلاف الخارجي أو تقشيره لإبراز النواة كنقطة حادة و بجانب مميزات تلك الأقلام السابقة فهى تتفرد بسهولة مسح كتابتها حال ورود أى اخطاء بها بواسطة ما يطلق عليه الممحاة و التى إرتبطت بها معلومة أنتشرت بشكل كثيف على شبكة الأنترنت تفيد بأن الناس كانوا يستخدمون الخبز في البداية لمحو علامات أقلام الرصاص حتى عام 1770 إلى أن قام الإنجليزي إدوارد نايرن عن طريق الصدفة بإلتقاط قطعة من المطاط و استخدامها بدلاً من الخبز لمحو بعض العلامات و التى صارت بعد ذلك اختراع الممحاة و هى معلومة أثارت الكثير من الجدل و دفعت الكثيرين و نحن منهم لمحاولة التأكد منها .

التقييم

هل كان يستخدم الخبز قديما لمحو كتابة أقلام الرصاص قبل الممحاة ؟
قبل اكتشاف الممحاة استخدم الناس الخبز و فتاته لمحو علامات أقلام الرصاص كما يعود الفضل إلى إدوارد نايرن في الترويج لاستخدام المطاط و الذي كان اكتشافه على حد وصفه عرضيًا تمامًا .
لم يكن نايرن أول من اكتشف المطاط كممحاة حيث لفت آخرون الانتباه إليه قبل عام 1770 مثل الكيميائي جوزيف بريستلي .

الأدلة

ظهرت مؤخرا معلومة متداولة على شبكات التواصل الإجتماعى تفيد بأن العديد من الناس استخدموا الخبز أو فتات الخبز لمحو علامات أقلام الرصاص خلال معظم فترات القرن الثامن عشر و تضيف أن الممحاة المطاطية طورها الإنجليزي “إدوارد نايرن” عن طريق الصدفة عام 1770 عندما التقط قطعة مطاطية بدلاً من الخبز و وجدها فعالة للغاية و بالبحث عن صحة تلك المعلومة وجد أن الادعاء صحيح جزئيا حيث تصف إحدى قصص جريدة ” النيويوركر ” التى صدرت فى عدد عام 2012 أنه قبل استخدام المطاط كانت المادة الأكثر ملاءمة لمحو علامات قلم الرصاص هي فتات الخبز و هذا الادعاء كررته مجلة “ريدرز دايجست” الشهيرة التي قالت أنه قبل أن تصبح الممحاة ملحقة بأقلام الرصاص عام 1858 قد لا تتفاجأ برؤية كاتب يحمل رغيفًا فرنسيًا قديمًا مع أوراقه و معداته و ذلك لأن فتات الخبز كانت أكثر المحايات شيوعًا في عالم الكتابة فى الفترة من عام 1612 و حتى 1770.

و يؤكد تلك المعلومة أيضاكتاب “القلم الرصاص: تاريخ التصميم والظروف” بقلم “هنري بتروسكي” و الذى يروى مؤلفه فى فصله الثالث كيف أن أن المهندسين القدامى الذين صمموا القلم و تكييفه للكتابة و الرسم كانوا يبررون أستخدام الخبز على أنه كان وسيلة لمحو أخطاء الكتابة و فى إصدار لمجلة ” الكاميرا ” فى عدد صدر عام 1908 أكدت أنه بالفعل كان يتم استخدام تلك الوسيلة قديما حيث قالت نصا :

إذا كانت هناك حاجة لإزالة المزيد من الرصاص الأسود فيجب اللجوء إما إلى المطاط الهندي الناعم تمامًا أو إلى قطعة من فتات الخبز و قد يتم استخدام خبز جديد نوعًا ما حيث يتم عجن قطعة صغيرة من الفتات بحجم حبة الجوز بين الإبهام و الأصابع حتى تصبح مثل العجين و يمكن استخدامها بعد ذلك بنفس طريقة استخدام قطعة من المطاط .

و بجانب ما سبق تصف احدى الروايات في كتاب “إنجلترا الغريبة: اكتشف أسرار ومفاجآت البلد” بقلم “ديفيد لونج” كيف أن الاستخدام الشائع للمطاط كممحاة فعالة و قد ظهر ذلك من حادث لأخصائى بصريات أنجليزى يدعى “إدوارد نايرن” حيث أثناء كتابته بالقلم الرصاص امتدت يده إلى فتات الخبز التي كانت تستخدم طوال القرن الثامن عشر لمسح علامات أقلام الرصاص و لكن عن طريق الخطأ التقط قطعة من المطاط و وجدها تعمل بشكل أفضل .

و لكن على جانب أخر يشير البعض أن آخرين قد توصلوا إلى هذا الاكتشاف أولاً فوفقًا لكتيب “سلسلة ترويج التجارة” الصادر عن وزارة التجارة الأمريكية فخلال فترة النصف الأول من القرن الثامن عشر أبلغ عالمان فرنسيان الاكاديمية الفرنسية عن وجود مادة اكتشفوها تدعى المطاط خلال سفرهم عبر أمريكا الجنوبية و لاحظوا استخدامها من قبل السكان الأصليين حيث قام هؤلاء الفرنسيين بإطلاق اسم “الكاوتشوك” عليها و كتب أحدهم و يدعى “فرانسوا فريسنو ” تقريرًا عن أهميتها التجارية عام 1751 و في الوقت نفسه في عام 1770 دعا الكيميائي الإنجليزي “جوزيف بريستلي” الانتباه إلى تلك المادة باعتبارها مادة تتكيف بشكل ممتاز فى مسح علامات أقلام الرصاص السوداء من الورق .

أقرأ أيضا : هل يوجد نفق من الإردستال يمتد من أسكتلندا حتى تركيا ؟

لذلك فنستطيع القول أنه بينما اكتشف “بريستلي” خصائص محو المطاط للكتابة بأقلام الرصاص يُنسب إلى “نايرن” تطوير و تسويق أول ممحاة مطاطية في أوروبا و بحسب روايته جاء هذا الإدراك عن طريق الخطأ بعد إمساكها بدلا من فتات الخبز الذى كان يستخدم بالفعل من قبل العديد من الأشخاص فيمكن تقييم تلك المعلومة بأنها صحيحة جزئيا .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *