هل لا تزال الشجرة التى أسقطت تفاحتها على نيوتن موجودة ؟

يعتبر العالم إسحاق نيوتن واحدا من أبرز علماء الرياضيات و الفيزياء عبر كل العصور و أحد الشخصيات الرئيسية في الثورة الفلسفية التى عرفت باسم عصر التنوير نظرا لثراء إسهاماته التى كان لها الفضل فى وضع ركائز أساسية فى عدد من العلوم حيث احتوى كتابه الشهير المبادئ على صياغة قوانين الحركة و الجاذبية الشاملة التي شكلت وجهة النظر العلمية السائدة لقرون إلى أن حلت محلها النظرية النسبية للعالم إلبرت أينشتاين كما استخدم إسحاق نيوتن وصفه الرياضي للجاذبية لاشتقاق قوانين كبلر لحركة الكواكب و تفسير ظواهر المد و الجزر و مسارات المذنبات و دعم فكرة مركزية الشمس داخل المجموعة الشمسية و أستنتج أن الأرض كروية و مفلطحة علاوة على وجود إسهامات له في علوم البصريات بعد بناءه أول تلسكوب عاكس عملي و تمكنه من تطوير نظرية معقدة مبنية على ملاحظة أن المنشور يفصل الضوء الأبيض إلى ألوان الطيف المرئي كما صاغ قانونًا تجريبيًا للتبريد و قام بأول حساب نظري لسرعة الصوت و أسهم فى وضع أسس علوم التفاضل والتكامل و وضع قوانين الجاذبية التى يروى عنها أنه قد توصل إلى أسسها عن طريق الصدفة بعد أن جلس أسفل أحد الأشجار و سقطت عليه تفاحة و لكن بدلا من أن يأكلها بدء فى التأمل عن كيفية سقوطها الى أن هدته للوصول الى تلك النظريات و مؤخرا بدأت بعض من المواقع على شبكة الانترنت فى تداول معلومة تشير الى أن الشجرة التى جلس أسفلها نيوتن لا تزال قائمة حتى اللحظة رغم مرور مئات السنوات و هو ما دفعنا نحو التحقق من صحتها .

التقييم

الأدلة

بالفعل لا تزال الشجرة نفسها التي خرج منها “إسحاق نيوتن” بقانون الجاذبية حية و مزدهرة في منزل عائلته الذى أمضى فيه طفولته بمنطقة “وولشتورب مانور” فى “إنجلترا” و وفقًا لموقع ” ناشونال ترست أوف إنجلاند ” المعنى بالوصول إلى المباني التاريخية في جميع أنحاء البلاد و وضع معلومات عنها فإن منطقة ” وولشتورب مانور ” هى المكان الذي توجد فيه شجرة التفاح الشهيرة و تعتبر مؤسسة الحفظ الخيرية هى المسؤولة عن العناية بها حيث يقول الموقع :

في البستان بمنطقة ” وولشتورب مانور ” توجد شجرة تفاح مميزة جدًا و هى التي سقطت منها التفاحة و دفعت نيوتن إلى طرح السؤال التالي و هو لماذا يسقط التفاح دائمًا على الأرض؟ حيث وضعت تلك الشجرة جذورها لأول مرة منذ حوالي 400 عام و لمدة 240 عامًا على الأقل تم عرضها للزوار على أنها شجرة تفاح إسحاق نيوتن التى منها بدأ يفكر في سبب سقوط كل شيء لأسفل دائمًا و ليس جانبًا أو لأعلى و توصل إلى استنتاج مفاده أنه لا بد من وجود قوة تجذبهم و فكر “إلى أي مدى ستمتد هذه القوة؟” و لماذا ليس بعيدة مثل القمر؟”.

الشجرة التى وقعت منها التفاحة على نيوتن و ألهمته بفكرة الجاذبية
الشجرة التى وقعت منها التفاحة على نيوتن و ألهمته بفكرة الجاذبية

أقرأ أيضا : هل يوجد نفق من الإردستال يمتد من أسكتلندا حتى تركيا ؟

و الجدير بالذكر أنه في عام 1816 تحطمت تلك الشجرة خلال إحدى العواصف و لحسن الحظ بقيت معظمها سليمة و أعيد تجذيرها على الرغم من إزالة بعض من فروعها و لكن فى المجمل فإن تلك الشجرة نفسها لا تزال قائمة حتى اليوم و التى تصنف أنها من “زهرة كينت” و تنتج تفاحًا أخضر مع تدفق أحمر و حاليا تمتلك جامعة كامبريدج شجرة تفاح أصلها يرجع الى فرع من شجرة “نيوتن” الأصلية و زُرعت في كلية ترينيتي في عام 1954 لتكريم ارتباط “نيوتن” بالجامعة .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *