جريس كيلي .. الممثلة الأمريكية التي أصبحت أميرة موناكو و توفت في حادث مأساوي

جاءت وفاة الممثلة جريس كيلي بمثابة صدمة لمعجبيها عقب إعلان قصر أمير موناكو عن ذلك الخبر في 14 سبتمبر عام 1982 بعد تعرضها في اليوم السابق لحادث سيارة و رغم أن القصر كان قد طمأن معجبيها في بيان أصدره و أشار فيه بأن حالتها مستقرة و تعاني فقط من بعض الكسور في العظام إلا أن الحقيقة كانت أكثر مأساوية بعد وصول نجمة هوليوود السابقة فاقدة للوعي إلي المستشفى في تمام العاشرة و النصف من صباح يوم 13 سبتمبر عقب إصابتها بما يشبه سكتة دماغية أثناء قيادتها للسيارة برفقة إبنتها الأميرة ستيفاني و هو ما أدي إلي فقدانها السيطرة عليها و تسقط من أعلي سفح جبلي يبلغ إرتفاعه 36 متر و رغم نجاة إبنتها من الحادث إلا أن جريس كيلي توفيت في اليوم التالي عن عمر ناهز 52 عاما بعد طلب زوجها الأمير رينييه الثالث أمير موناكو من الأطباء أن ينزعوا عنها أجهزة دعم الحياة و يعلن أنها ماتت دماغياً بعد 24 ساعة من وقوعها في غيبوبة .

ولدت ” جريس كيلي ” في 12 نوفمبر عام 1929 لعائلة كاثوليكية أيرلندية بارزة في مدينة ” فيلادلفيا ” الأمريكية و كانت تتوق إلى أن تصبح ممثلة و من أجل تحقيق ذلك إنتقلت إلي مدينة ” نيويورك ” عقب تخرجها من المدرسة الثانوية ثم بدأت مسيرتها المهنية بناءً على إختبار شاشة كانت قد قامت به في عام 1950 لفيلم لم تظهر فيه و حمل عنوان ” تاكسي ” و بعد ذلك بعامين شاهد المخرج ” جون فورد ” ذلك الإختبار و قرر إشراكها في فيلمه ” موجامبو ” حيث لعبت فيه دور البطولة بجانب ” كلارك جيبل ” و ” أفا جاردنر ” كما أكتسب إختبار الشاشة التي ظهرت فيه أيضا إهتمام ” ألفريد هيتشكوك ” و قام بإعطاء البطولة لها في أول فيلم من بين ثلاثة أفلام قاموا بها معًا و التي كانت هي الأكثر شهرة لها و في عام 1954 لعبت ” جريس كيلي ” دور البطولة في فيلم Dial M for Murder مع “راي ميلاند ” و Rear Window مع ” جيمس ستيوارت ” و في العام التالي ظهرت مع ” كاري جرانت ” في فيلم To Catch a Thief و كان ” هيتشكوك ” مغرمًا بها بإعتبارها واحدة من بطلاته المفضلات حيث وصفها بأنها تجسد “الأناقة المثيرة ” كما قامت الممثلة الرائعة و الموهوبة ببطولة أفلامًا أخري أمام نجوم آخرين في ذلك الوقت بما في ذلك ” جاري كوبر ” و ” لويس جوردان ” ثم توقف كل ذلك في عام 1955 حيث إعتزلت ” جريس كيلي ” التمثيل بسبب خطوبتها للأمير ” رينييه الثالث ” أمير موناكو و عقب حفل الزفاف و لسنوات طويلة كانت تحصل علي الكثير من العروض السينمائية لكنها وافقت فقط علي رواية الأفلام الوثائقية .

جريس كيلي .. الممثلة الأمريكية التي أصبحت أميرة موناكو و توفت في حادث مأساوي

و بدأت علاقة الفنانة ” جريس كيلي ” بالأمير ” رينيه ” أثناء تصوير فيلم The Swan في إمارة ” موناكو ” عام 1955 حيث إلتقت الفنانة البالغة من العمر حينها 25 عامًا بالأمير البالغ من العمر 31 عامًا لأول مرة و بدأت بينهما علاقة حب بشكل لفت إنتباه صحافة هوليوود إلي أن تم زفافهم في أبريل عام 1956 و للإستفادة من ذلك الحفل أصدرت شركة “مترو جولدوين ماير ” فيلم The Swan ليتزامن مع يوم زفافهما كما تم عرض فيلمها الأخير High Society لأول مرة في يوليو من نفس العام و خلال فترة زواجها كادت أن تعود إلى الشاشة عام 1964 في فيلم آخر لهيتشكوك بعنوان ” مارني ” لكنها تراجعت في النهاية بسبب إلتزامها تجاه التاج و الأسرة المالكة رغم رغبتها الشديدة في العودة إلي الشاشة و خلال زواجها برينيه أنجبا ثلاثة أبناء الكبرى كانت الأميرة “كارولين ” و حملت بها خلال شهر العسل حيث كان حملها ضروريًا للمساعدة في تأمين خلافة لعائلة “جريمالدي ” و مواصلة إستقلال “موناكو ” عن ” فرنسا ” و الثاني كان الأمير ” ألبرت ” ثم الأميرة ” ستيفاني ” .

جريس كيلي .. الممثلة الأمريكية التي أصبحت أميرة موناكو و توفت في حادث مأساوي

و في صباح يوم الحادث كان من المقرر أن تبدء الأميرة ” ستيفاني ” ذات 17 عاما دراستها في ” باريس ” و قامت الممثلة ” جريس كيلي ” بقيادة السيارة من أجل توصيلها للحاق بالقطار يوم الاثنين الموافق 13 سبتمبر 1982 و خلال القيادة عانت من نوبة بسيطة تشبه السكتة الدماغية و هو ما تسبب في حدوث إغماءة لها لفترة وجيزة كانت كافية أن تفقد السيطرة على السيارة و تصطدم بحاجز يفصل الطريق الجبلي المتعرج عن الجرف الهائل بالأسفل و رغم محاولات إبنتها إيقاف السيارة إلا أن الوقت كان قد فات حيث هوت في الهواء و أصطدمت بفروع من الصنوبر و الصخور قبل أن تتوقف في حديقة منزل على عمق 36 متر و لم تكن كلا من الأميرة “ستيفاني” و ” جريس كيلي ” يرتديان أحزمة الأمان و بعد إعلان نبأ وفاتها بدأت العديد من الشائعات حول السبب المحتمل للحادث في الظهور بما في ذلك أنها و إبنتها كانا يتجادلان سويا أو أن الإبنة هي من كانت تقود السيارة بالفعل على الرغم من كونها دون السن القانونية و دون رخصة قيادة و ما أعطي لتلك الشائعة زخم كبير هو ما قاله بستاني أفاد بأنه أخرجها من المنطقة التي كانت بجانب السائق إلا أن الأميرة ” ستيفاني ” نفت ذلك الأمر مؤكدة بأنها لم تكن تقود السيارة و بأنها كانت في ذلك المكان عقب الإصطدام و أنه كان المكان الوحيد الصالح الذي يمكن الوصول إليه من أجل إخراجهم .

و عقب السقوط أصيبت الأميرة ” ستيفاني ” بكسور في عمودها الفقري كما أصيبت ” جريس كيلي ” بسكتتين دماغيتين و قال الأطباء إن السكتة الدماغية الأولي التي أصيبت بها هي من تسببت في وقوع الحادث أما الأخرى فقد حدثت بعد ذلك بوقت قصير أدخلتها في غيبوبة لمدة 24 ساعة ثم أعلن الأطباء وفاتها دماغياً و أتخذ زوجها الأمير ” رينييه الثالث ” قراراً مفجعاً بنزع أجهزة دعم الحياة عنها في 14 سبتمبر عام 1982 منهياً بذلك حياتها و عقب الجنازة بدأ سؤال يلوح في الأفق و هو لماذا كانت هي التي تقود السيارة حيث كانت ” ستيفاني ” صغيرة جدًا بحيث لا تستطيع القيادة كما أن ” جريس كيلي ” تكره القيادة بشكل عام و دائما ما كانت تفضل الإستعانة بسائق ينقلها في أنحاء ” موناكو “بعد أن تعرضت لحادث سابق خلال فترة السبعينيات إلا أن البعض أجاب بأنه في ذلك اليوم رأت النجمة أنه من المستحيل لها و لستيفاني و السائق أن تحتويهم السيارة في ذلك اليوم بسبب أن إبنتها كانت متوجهة إلى المدرسة و قد حزمت أمتعتها بشكل كبير و كان صندوق السيارة مليئًا بحقائبها لذلك ببساطة لم يكن هناك مكان يستوعب ثلاثة أشخاص في سيارة روفر صغيرة لذلك قررت قيادتها رغم نفورها من ذلك و أختارت خلال رحلتها طريق خطير للقيادة و حتى يومنا هذا لم تقدم إبنتها تفسير حول سبب قيام والدتها بهذا الإختيار.

جريس كيلي .. الممثلة الأمريكية التي أصبحت أميرة موناكو و توفت في حادث مأساوي

و عقب الحادث و قبل إعلان وفاة “جريس كيلي ” بشكل رسمي لم يكن الجمهور يعرف مدى خطورة إصاباتها حيث أشار قصر الأمير في موناكو إلى أن إصابتها لم تتعدي أكثر من مجرد كسور في العظام و لم يتم الكشف عن الحقيقة الكاملة إلا في وقت لاحق و لكن يبدو أن لا أحد يعرف السبب في وفاتها و هو ما فتح باب كبير للتساؤل و وضع فرضيات واحدة منها أنه كان بسبب عدم حصولها على أفضل رعاية طبية في المستشفي بينما قال آخرون بأنه من الوارد أن السبب هو حدوث عطل ميكانيكي في الفرامل أدي إلى الحادث كما ظهرت تكهنات تشير بأن ” ستيفاني ” هي من كانت تقود السيارة و كانت هناك شائعة أخرى تفيد بأن المافيا هي من قامت بإستهدافها و هو ما نفاه ” الأمير رينييه ” الذي قال أنه لا يستطيع أن يفهم للحظة لماذا تريد المافيا قتلها” .

الأمير رينيه و أبناءه الأميرة كارولين و الأمير ألبرت في جنازة والدتهم جريس كيلي

إقرأ أيضا : تفاصيل اللحظات الأخيرة من حياة الفنان السينمائي بول ووكر قبل مصرعه في حادث مأساوي

و لا تنتهي الشائعات حيث أشارت إحتمالات أخرى إلي أن فقدان ” جريس كيلي ” للسيطرة بسبب دخولها في جدال مع إبنتها حيث زُعم أنهما تشاجرا بسبب رغبة ” ستيفاني ” في الزواج من صديقها و ربما نتيجة ذلك إرتبكت أثناء القيادة و لكن ” ستيفاني ” نفت حدوث مثل هذا الأمر و رغم كثرة النظريات و الإحتمالات إلا أن الحقيقة كانت في أنه تم دفن الأميرة ” جريس كيلي ” حاكمة موناكو في 18 سبتمبر عام 1982 في حضور الأسرة المالكة كلها بإستثناء ” ستيفاني ” التي لم تحضر جنازتها لأنها كانت لا تزال تتعافى من إصاباتها و بات من المؤكد أنه من المستحيل أن نفهم ما حدث عن كيفية وفاة “جريس كيلي ” بشكل كامل لكن وفقًا للعائلة فإن تكهنات الصحف الشعبية التي لا نهاية لها لم تسبب سوى المزيد من وجع القلب حيث قال الأمير رينييه: “لقد بذلوا قصارى جهدهم لمواصلة القصة و لم يظهروا الكثير من التعاطف الإنساني مع الألم الذي كنا نعاني منه .. لقد كان الأمر مروعًا… إنه يؤلمنا جميعًا ” .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *