الزرافة

الزرافة حيوان ثديي يعيش فى قارة أفريقيا من تشاد شمالا إلى جنوب أفريقيا في الجنوب و من النيجر غربا و حتى الصومال في الشرق و تعتبر هى أطول حيوان بري و أكبر حيوان مجتر على كوكب الأرض , و تعد رقبتها و أرجلها الطويلة للغاية من أهم سماتها المميزة عن الحيوانات الأخرى و هى كائنات تعيش عادة في غابات السافانا التى تمدهم بمصادر الغذاء المتمثلة فى الأوراق و الفواكه و أزهار النباتات خاصة الأكاسيا التي تتواجد على ارتفاعات من الصعب على الحيوانات العاشبة الأخرى الوصول إليها , و تعتبر الزرافة حيوان مسالم و تتعرض دائما لهجمات من الأسود و النمور و الضباع المرقطة و الكلاب البرية الأفريقية و لطالما أثار ذلك الحيوان فضول العديد من الثقافات القديمة و الحديثة بسبب مظهرها الغريب و غالبًا ما ظهرت في اللوحات و الكتب و الرسوم المتحركة و هى مؤخرا تم تصنيفها من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على أنها معرضة للانقراض حيث تم استئصالها من أماكن كثيرة كانت تعيش بها و تشير التقديرات الى أنه اعتبارًا من عام 2016 لا يزال يوجد منها فى البرية ما يقرب من 97500 زرافة بينما يوجد أكثر من 1600 في حدائق الحيوان .

و تعتبر الزرافة أطول الحيوانات البرية حيث يمكن لها أن تنظر إلى نافذة من الطابق الثاني دون أن تضطر حتى إلى الوقوف على أطراف أصابعها و تزن رقبتها التي يبلغ طولها 1.8 متر حوالي 272 كجم و يبلغ طول أرجلها 1.8 متر و تبدو الأرجل الخلفية أقصر من الأمامية لكنها بنفس الطول تقريبًا كما يبلغ طول قلبها 0.6 متر و يزن حوالي 11 كيلوجرامًا و يمكن أن تحتوي رئتيها على 55 لترًا من الهواء و هى كائنات لها سنام صغير على ظهرها و جلد ذات نمط مرقط مشابه للنمر و لوقت طويل أطلق الناس على الزرافة اسم “نمر الجمل” لأنهم اعتقدوا أنها مزيج من حيوانى الجمل و النمر و أشارت دراسة فى علم الوراثة للزرافات نشرت في المجلة العلمية Current Biology بأن هناك أربعة أنواع مختلفة منهم و تم التعرف على نوع واحد حاليًا له تسعة أنواع فرعية و هذه الأنواع لها أنماط جلدية مختلفة تتفاوت فى الألوان من بنى فاتح إلى الأسود كما أنهم يعيشون في أجزاء مختلفة من إفريقيا و تكون الاختلافات بينهم بسبب ما يأكلونه و أماكن معيشتهم فعلى سبيل المثال تتميز زرافات “الماساي” التى تعيش فى “كينيا” بأن لها أنماط تشبه أوراق البلوط. بينما تتميز زرافات ” روتشيلد ” التى تعيش فى “أوغندا” ببقع كبيرة بنية اللون مفصولة بخطوط سميكة اما الزرافة “الشبكية” الموجودة في شمال “كينيا” فقط فلديها جلد داكن مع شبكة من الخطوط البيضاء الضيقة .

و تمتلك الزرافة رغم طول عنقها سبع فقرات تمامًا مثل البشر مع الفارق بأن طول كل واحدة منها يصل الى 25.4 سم كما أن لكل من الذكور و الإناث قرنان مميزان مغطيان بالشعر و يستخدمهم الذكور فى المبارزة من خلال صراع بالرقاب ضد بعضها البعض و عندما ينضج الذكر منهم تبدأ رواسب الكالسيوم في التكون على جمجمته لحمايتها عندما يتصارع مع الآخرين و من الممكن تكون هذه التكلسات واضحة تمامًا مما تعطي مظهرًا غريبًا كما و لو أن الزرافة الواحدة لديها من ثلاثة إلى خمسة قرون و هى حيوانات ضخمة الحجم لدرجة أنها لا تستطيع الاختباء من الحيوانات المفترسة و لذلك فهم يكونون دائما فى مجموعات ضيقة و هو ما يشكل صعوبة لأى حيوان مفترس للاقتراب منهم .

و إلى جانب البشر يصطاد الزرافات الأسود و النمور و الضباع و التماسيح و لحسن حظ الزرافة فتساعدها سرعتها و طريقة تحركها و شكل جسمها على الهروب منهم إذا احتاجوا إلى ذلك اما اذا كتب عليها المواجهة مع المفترس و للدفاع عن نفسها فتقوم بتسديد ركلات قاتلة نحوه بأسلوب الكاراتيه كما أنها كائنات لها أسلوب مميز فى الحركة و المشى حيث تتحرك الأرجل الأمامية و الخلفية على جانب واحد للأمام معًا ثم تتحرك الأرجل الأخرى على الجانب الآخر و هى تستطيع الركض بسرعة كبيرة تصل الى 56 كيلومترًا في الساعة الواحدة لمسافات قصيرة و من المثير للدهشة أن الزرافة تحتاج فقط من 5 إلى 30 دقيقة من النوم طوال اليوم و غالبًا ما يقومون بالدخول فى غفوات سريعة قد تستمر دقيقة أو دقيقتين فقط في كل مرة كما أنه يمكن لها أن تستريح أثناء الوقوف لكنها في بعض الأحيان تستلقي و رأسها على ردفها و هذا وضع ضعيف بالنسبة لها لذلك عادة ما يبقى أحد أفراد القطيع على أهبة الاستعداد للمراقبة من احتمالية وجود خطر فى الجوار .

و يعتقد الكثير من الناس أن الزرافات ليس لها صوت لكنها تصدر أصواتًا متنوعة بما في ذلك الزئير و الشخير و الهسهسة و الهمهمات الا أنهم نادرا ما يفعلون ذلك حيث تصدر الشخير عندما تشعر بالإنزعاج و كنوع من التحذير و الانذار المبكر للباقين نتيجة ملاحظة أسود قريبة على سبيل المثال حيث تكون تلك التحذيرات ليست للزرافات فقط و لكن للحياة البرية الأخرى المنتشرة في غابات السافانا حيث من المعروف أنه إذا بدأ قطيع الزراف في الجري فإن الجميع يفعلون ذلك أيضًا و تشير الدراسات إلى أن صوت الزرافات و ذبذباته أقل عن مستوى سمع البشر و ربما تستخدمه من أجل التواصل عن بعد .

و بعكس حدائق الحيوان التى تبرز الزرافة فيها و تكون من أكثر الحيوانات الجاذبة للمشاهدين الا ان الموضوع مختلف بشكل كبير فى موطنها الأفريقى حيث تعمل أشكال جلودها في الواقع كتمويه حين تمتزج بالظلال و الأوراق و هى تتكيف جيدًا للعيش في السهول الأفريقية المفتوحة المليئة بالأشجار و تتنافس مع الحيوانات العاشبة الأفريقية الأخرى على العشب و النباتات الصغيرة حيث يتطلب الأمر الكثير من الأوراق لتغذية مثل هذه المخلوقات الكبيرة التى تصل كمية غذائها الى 34 كيلوجرامًا من الطعام يوميًا و لذلك فهى تقضى معظم يومها في الأكل لأنهم يحصلون على أوراق قليلة في كل قضمة و تعتبر أوراق أشجار الأكاسيا هى طعامهم المفضل و تتميز بأن لها أشواك طويلة تمنع معظم الحيوانات البرية من أكلها بعكس الزرافات الذين يستخدمون ببساطة لسانهم الذى يصل طوله الى 46 سم و شفاههم التي يمكن شدها للوصول حول الأشواك حيث يُعتقد أن اللون الداكن لدى لسانهم يحميهم من التعرض لحروق الشمس أثناء الوصول إلى تلك الأوراق كما تمتلك أيضًا لعابًا سميكًا و لزجًا يحمى من أي أشواك قد تبتلعها و نظرا الى انها تأكل أوراق الأكاسيا فهى من الممكن ان تقضى أوقات طويله من دون شرب الماء نظرا لإحتواء تلك الأوراق على الكثير منه و لكن عندما يصابون بالعطش تضطر الزرافات إلى الانحناء لمسافة طويلة للشرب من بحيرة أو مجرى مائي و عندما تنحني يسهل على أى حيوان مفترس مثل التمساح الإمساك بها لذلك فتذهب الزرافات إلى الحفر المائية بشكل جماعى و تتناوب على مراقبة المكان من الحيوانات المفترسة و إذا كان الماء متاحًا بسهولة فيمكنهم شرب 38 لترًا يوميًا .

و عندما يولد طفل الزرافة و المسمى بالعجل فإنه يأتي إلى العالم بقدمه أولا يليه الرأس و الرقبة و الكتفين و نظرًا لأن الحبل السري يبلغ طوله حوالي متر واحد فقط فإنه ينقطع في منتصف الطريق خلال الولادة مما يسمح للمولود الجديد بالسقوط على الأرض و الذى لا يكون مؤذيا للعجل لكنه يتسبب في أخذه لنفس عميق كبداية لحياته و بعدها يمكن له الوقوف و المشي بعد حوالي ساعة و في غضون أسبوع يبدأ في أخذ عينات من النباتات و عندما يكبر قليلا تتركه الأم مع عجول أخرى في حضانة تحت اشراف أحد الأمهات التى تقوم بمجالستهم بينما تخرج الأخريات لتناول الطعام و الاختلاط بالآخرين و في الحضانة تطور العجول مهارات جسدية و اجتماعية من خلال اللعب مع بعضهم البعض و تحت العين الساهرة من جليسة الأطفال المعينة يستكشف الصغار محيطهم طوال اليوم و يمكن للزرافات الصغيرة أن تأكل أوراق الشجر في سن أربعة أشهر لكنها تستمر في الرضاعة حتى يبلغ عمرها ما بين ستة إلى تسعة أشهر .

و حاليا تتناقص أعداد الزرافات ببطء في العديد من البلدان الأفريقية بسبب فقدان الموائل و الرعي الجائر للموارد من قبل الماشية لذلك فيعتمد مستقبل الزرافات على جودة الموطن المتبقي حيث يوجد نوع فرعي من الزرافة وهى الزرافة الغربية الإفريقية أو النيجيرية معرضة للخطر بينما زرافة أوغندا أو روتشيلد على وشك التهديد لأنها عاشت تاريخياً في مناطق غرب كينيا و أوغندا و جنوب السودان الا انه حاليا تم القضاء على الزرافة الأوغندية بالكامل تقريبًا من معظم نطاقها السابق و تعيش الآن في عدد قليل من الأماكن المعزولة في كينيا و أوغندا و توجد الزرافة النيجيرية في منطقة واحدة فقط من “النيجر” و تعتبر من أندر الزرافات اما بالنسبة للزرافات الشبكية فمن المتوقع أن تبلغ نسبة الانذار بخطر انقراضها 80 في المائة خلال 10 سنوات فقط و يرجع ذلك على الأرجح إلى الصيد الجائر من خلال البشر الذين يطلقون النار عليها من أجل لحومها و شعر ذيولها و لحسن الحظ بدأت كينيا فى الوقت الحاضر برنامجًا للحفاظ على الزرافات للأنواع الفرعية الثلاثة الموجودة فيها .

بطاقة تعريف

  • الفئة : ثدييات .
  • الترتيب : مزدوجات الأصابع .
  • العائلة : الزرافة .
  • النوع : كاميلوبرادليس .
  • العمر : يتراوح ما بين 15 الى 20 عاما .
  • فترة الحمل : 14 شهر .
  • الوزن عند الولادة : ما بين 45 إلى 100 كجم .
  • البلوغ : من 3 الى 5 سنوات .
  • الطول : يصل طول الإناث حتى 4.3 مترًا بينما الذكور حتى 5.5 مترًا .
  • الوزن : تزن الإناث 680 كجم بينما من الذكور من الممكن ان يصل وزنهم إلى 1.4 طن .

معلومات سريعة عن حيوان الزرافة

  • حجم كعب قدم الزرافة مساوى لحجم طبق العشاء بطول 30.5 سم .
  • تبلغ سرعة الجري القياسية للزرافة 56 كيلومترًا في الساعة .
  • عيون الزرافة بحجم كرات الجولف .
  • تنمو عجول الزرافة بمعدل 2.54 سم كل يوم خلال الأسبوع الأول من ميلادها .
شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *