الصخرة المعلقة فى ميانمار المتحدية لقوانين الجاذبية

لا يوجد شئ فى العالم يعطى الإنسان شعور بالرهبة أكثر من مشهد يخالف قوانين الفيزياء لأنها ببساطة من الصعب كسرها لذلك فعندما نرى شيئًا قائما بذاته و يتحدى قوانين الطبيعة فإننا نشعر بالتعجب و الإستغراب حتى أن بعض الثقافات تربط ذلك بالأمور الدينية و العقائدية و أحيانا الخرافية و هو ما يحدث عند قمة جبل كايكتيو الذى يعتبر واحد من أهم المواقع الدينية في بورما حيث يوجد بذلك المكان معبد كايكتيو باجودا المقام على الصخرة المعلقة و المكونة من حجر جرانيتي ضخم ثقيل الوزن بشكل لا يصدق و تقف شامخة على حافة منحدر و أكثر من نصف سطحها منحنى فوق الهواء الطلق و تبدو كما و لو أنها ستسقط في أي لحظة لكنها لا تفعل ذلك بل راسخة فى مكانها بشكل مثير للإعجاب .

و نتيجة لتحدى تلك الصخرة المعلقة للجاذبية بشكل لا يُصدق فقد ربطها البعض بالأمور الدينية و الروحانية لذلك فيتدفق البوذيون إليها من كل مكان فى بورما و خارجها لتلاوة الصلاوات و التأمل و إضاءة الشموع حولها و يجلسون و يمشون تحتها مباشرة لأنهم يثقون في عدم سقوطها و سحقهم أسفلها حتى أن الرهبان على مر السنوات قاموا بلصق أوراق الذهب على جدرانها بشكل أدى إلى تفردها بمشهد مذهل و لامع صباحا و مساء و يوجد أعلاها الباجودا المقدسة و المصممة بشكل جذاب بإرتفاع 7.3 متر لذلك لا عجب ان تتخذ تلك الصخرة الجرانيتية العملاقة التى يبلغ ارتفاعها 7.5 متر و تشغل محيط 15.5 متر كضريح مقدس و بمثابة ثالث أهم موقع حج بوذي في بورما بعد معبد شويداجون وباجودا ماهاموني .

و يقول البوذيين أن تلك الصخرة المعلقة ستظل ثابتة في مكانها بسبب إتزانها على حامل مكون من شعر بوذا حيث كان فى إحدى زياراته العديدة الى الأرض أعطى خصلة من شعره إلى ناسك يدعى ” تايك ثا ” و الذى بدوره أعطاها الى أحد ملوك بورما كهدية و لرد تلك القيمة للناسك أعطاه الملك صخرة كبيرة تشبه رأسه كانت موجودة فى المحيط و بإستخدام القوى السحرية تم نقلها لتكون فوق ذلك الجبل على إرتفاع 1100 متر و وضع تلك الشعرة لجعلها متزنة على المنحدر بذلك الشكل و أنشأ فوقها تلك الباجودا ليأتى اليها الحجاج من كافة الأماكن حيث يوجد اعتقاد شائع بين البوذيين في المنطقة بأنه إذا أكملت الحج إلى معبد “كيايكتيو باجودا” ثلاث مرات في عام واحد فسوف تنعم بثروة و شهرة كبيرة و على هذا النحو يقوم الآلاف بتلك الرحلة الشاقة كل عام و على أى حال سواء كانت الأسطورة و تلك الخرافات صحيحة بحد زعمهم أم لا فإن ذلك المكان هو حقًا أحد أكثر المعالم المدهشة و التي لا تصدق في العالم .

أقرأ أيضا : جولة فى منطقة جبل أثوس باليونان المحظور على النساء التواجد فيها

و يكون موسم الحج عند الصخرة المعلقة فى الفترة ما بين شهرى نوفمبر و حتى مارس و تبلغ ذروة الموسم خلال يوم خاص يسمى ” تابونج ” عند اكتمال القمر في شهر مارس و حينها تضاء 90 ألف شمعة في الموقع و تسطع الصخرة الذهبية في سماء الليل و يقدم الحضور القرابين لبوذا و المكونة من الفواكه و الأطعمة و البخور حيث يبدء المصلين فى التوجه من الأسفل الى ذلك المكان صعودًا مشيا على الأقدام فى رحلة طويلة و شاقة قاطعين مسافة 11 كيلومتر كنوع من طقوس الحج اما بالنسبة الى السائحين فإذا لم يكن قادرًا على الصعود فيحمله أربعة حمالين على كرسي من الخيزران و بمجرد الإقتراب من قمة الجبل سوف تجد أسدين ذهبيين يقفان شامخين لحماية المعبد و هناك يتم شراء أوراق الذهب و إضافتها إلى الصخرة شريطة ألا تكون امرأة حيث تنص القواعد على أن السيدات يجب أن يقمن بالتبجيل على بعد 4.5 متر على الأقل من الباجودا كما انه يشترط عند دخول حرم المعبد سواء كنت حاجا او زائرا ان تكون حافى القدمين وفقا للعادات البورميه .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *