ما هو الغاز الطبيعي

الغاز الطبيعي هو واحد من أهم مصادر الطاقة في العالم و يلعب دورًا محوريًا في توليد الكهرباء و التدفئة و الطهي و حتي كوقود للسيارات و يتكون بشكل أساسي من الميثان و الإيثان و يتميز بأنه غاز عديم اللون و سريع الإشتعال و يستخرج عادةً من باطن الأرض إما بشكل منفرد أو مصاحب للنفط الخام و يعتبر الغاز الطبيعي موردًا طبيعيًا و وقودًا أحفوريًا يستخدم علي نطاق واسع في الصناعات الكيميائية بما في ذلك تصنيع البلاستيك و الأسمدة و الأصباغ و الأمونيا و الميثانول و علي مر التاريخ تطورت تقنيات إستخراجه و نقله بشكل كبير مما جعله أحد الركائز الأساسية للإقتصاد العالمي .

ما هو الغاز الطبيعي

و يتكون الغاز الطبيعي بشكل أساسي من الهيدروكربونات خاصة الميثان و الإيثان و هي مركبات كيميائية تتكون من الهيدروجين و الكربون و قد يحتوي أيضًا علي مركبات مثل البروبان و البوتان و في بعض الأحيان يحتوي علي غازات غير هيدروكربونية مثل النيتروجين و ثاني أكسيد الكربون و الهيدروجين و الهيليوم و يتميز بأنه غاز عديم اللون و سريع الإشتعال مما يجعله مصدرًا فعالًا للطاقة و غالبًا ما يوجد مصاحبًا للنفط الخام تحت ضغوط عالية في باطن الأرض و يعرف حينها بإسم “الغاز المرافق” و غالبًا ما يحتوي علي سوائل خفيفة مثل البروبان و البوتان و في أحيان أخري قد يكون مذابًا في النفط نفسه أو يتواجد كغطاء غازي فوقه كما أن هناك إحتياطيات غازية لا ترتبط بالنفط تعرف بإسم “الغاز غير المرافق” و هو غاز جاف لا يحتوي علي سوائل أما إذا كان يحتوي علي كبريتيد الهيدروجين فإنه يعرف بإسم “الغاز الحامضي”و خلال معالجة الغاز الطبيعي يتم فصل الغازات المرافقة لتحسين قيمته الحرارية و تقليل حجمه و إزالة المركبات الكبريتية السامة و بعد المعالجة يتم إضافة كمية صغيرة من مركب كبريتي لضمان الكشف السريع عن أي تسرب .

مما يتكون الغاز الطبيعي

و يعود تاريخ إستخدام الغاز الطبيعي إلي آلاف السنين حيث تم إكتشاف تسربات غازية في ” إيران ” بين عامي 6000 و 2000 قبل الميلاد و كانت تلك التسربات تشتعل أحيانًا بسبب الصواعق و هو ما يؤدي إلي نشوء ما يعرف بـ”النيران الأبدية” التي كانت تُعبد في الديانة الزرادشتية القديمة و في ” الصين ” تم ذكر إستخدامه عام 900 قبل الميلاد و في عام 211 قبل الميلاد تم حفر أول بئر معروف له و وصلت أعماق الآبار حينها إلي 150 مترًا و كان يستخدم الغاز المستخرج في تجفيف الملح الصخري أما في أوروبا فلم يُعرف الغاز الطبيعي حتي عام 1659 في ” إنجلترا ” و لكن لم يتم إستخدامه علي نطاق واسع حتى القرن التاسع عشر .

تاريخ الغاز الطبيعي

و علي مر السنين شهدت تقنيات نقل الغاز الطبيعي تطورًا كبيرًا ففي القرن التاسع عشر كان إستخدامه محدودًا بسبب عدم وجود تقنيات فعالة لنقله مسافات طويلة ثم تم بناء أول خط أنابيب معدني عام 1872 في ولاية بنسلفانيا الأمريكية و كان يمد حوالي 250 منزلًا بالغاز الطبيعي و مع إختراع وصلات الأنابيب المحكمة عام 1890 أصبح نقله أكثر كفاءة لكن لمسافات لا تزيد عن 160 كيلومترًا من مصدر الإمداد و مع حلول أواخر العشرينيات أصبح نقله لمسافات طويلة ممكنًا بفضل التطورات في تقنيات الأنابيب و تم بناء أكثر من 10 أنظمة نقل رئيسية في ” الولايات المتحدة ” بين عامي 1927 و 1931 مما أدى إلي توسع كبير في إستخدامه و أصبحت خطوط الأنابيب هي الوسيلة الرئيسية لنقله من مناطق الإنتاج إلي الأسواق الإستهلاكية و بحلول القرن الحادي والعشرين أصبحت هناك شبكات ضخمة من خطوط الأنابيب تغطي مئات الآلاف من الكيلومترات في ” الولايات المتحدة ” و ” روسيا ” و دول أخري حيث تعمل خطوط الأنابيب الحديثة بضغوط عالية تصل إلي 8 ميجا باسكال و تحتوي علي محطات ضغط آلية لتعزيز ضغطه أثناء النقل كما يتم نقله أيضا عبر المحيطات في سفن مصممة خصيصًا حيث يشغل الغاز المسال جزءًا صغيرًا من حجم الغاز عن حالته الغازية .

و يعتبر الغاز الطبيعي وقودًا ممتازًا بسبب كفاءته العالية و نظافته النسبية مقارنة بالوقود الأحفوري الآخر لأنه عند إحتراقه بشكل كامل يتكون ثاني أكسيد الكربون و الماء مما يجعله أقل تلويثًا للهواء مقارنة بالفحم أو النفط لذلك يُعتبر بديلًا نظيف في توليد الكهرباء بالعديد من دول العالم و مع ذلك فإن الميثان المكون الرئيسي للغاز الطبيعي يعتبر من الغازات الدفيئة القوية حيث تبلغ قدرته علي إحتباس الحرارة حوالي 25 ضعفًا مقارنة بثاني أكسيد الكربون لذلك فإن تسرب الميثان من منشآت التخزين و خطوط الأنابيب يثير مخاوف بيئية كبيرة لمساهمته في ظاهرة الإحتباس الحراري كما أن تقنيات إستخراجه تثير مخاوف بشأن تلوث المياه و الهواء لذلك تصدر دعوات بضرورة قيام الحكومات و الشركات لتطوير سياساتها و تقنياتها التي تقلل من الآثار البيئية السلبية خلال إستخراجه و أثناء إستخدامه .

و تعتبر ” روسيا ” أكبر دولة في العالم من حيث إحتياطيات الغاز الطبيعي لإمتلاكها ما يقرب من 47 تريليون متر مكعب من الغاز كما تمتلك بعض أكبر حقول الغاز في العالم مثل حقل أورينجوي الذي تم إكتشافه في سيبيريا عام 1966 و في أوروبا يعتبر حقل جرونينجن في ” هولندا ” أكبر حقل غاز بينما يعتبر حقل ترول في ” النرويج ” ثاني أكبر حقل أما في أمريكا الشمالية فيعتبر حقل مارسيليوس شيل في ” الولايات المتحدة ” أحد أكبر حقول الغاز في العالم بينما في الشرق الأوسط يعد حقل الشمال في ” قطر ” وحقل بارس الجنوبي في ” إيران ” من أكبر حقول الغاز غير المصاحب للنفط في العالم .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *