دايما بنسمع فى عالم السلاح ان القنابل انواع .. القنبلة الذريه او القنبلة الكيميائيه لكن هل انت سمعت فى يوم عن حاجه اسمها ” القنبله الخفاشيه ” .. ايوة اسمها كدا فعلا .. القنبله دى كانت هتبقى فخر صناعات السلاح الامريكي فى فترة الحرب العالميه التانيه لانها كانت مكوناتها بسيطه جدا لكن ذات مدى تدميرى ضخم جدا ودا لانها كانت معتمده بشكل كبير على الخفافيش .

خفافيش !!! .. مستغرب ليه ؟ .. بص يا سيدى .. القنبله دى كانت عبارة عن غلاف على شكل قنبله عاديه بتحتوى على الف فتحه و كل فتحه فيها بيتحط طائر الخفاش متوصل بيه قنبلة حارقه .. مش مطلوب اكتر من قاذفة قنابل ترميها على الاراضى اليابانيه .. و بمجرد اقترابها من الارض بتنطلق الخفافيش و معاها المادة الحارقه دى مدمرة المكان المطلوب استهدافه بحرق المنازل و المنشئات الخشبيه و حتى المكونات الورقيه فى نطاق بيبدء من 32 و ينتهى ب64 كيلومتر مربع و ابقى سلم لى على الدفاعات الجويه .

الفكرة دى ضربت فى دماغ واحد طبيب اسنان من بنسلفانيا اسمه ” ليتل ادامز ” بعد ضرب ميناء بيرل هاربر بشهر و اعلان الولايات المتحدة الحرب على اليابان و كان ساعتها فى رحله بريه و بدء يتابع الخفافيش فى منتزه “كارلسباد كافيرنز” الوطني و عجبته الفكره فبعت رساله للبيت الابيض و كان فى رسالته بيشرح فيها فكرة القنبله و قال كمان ان الخفافيش دى احنا لغاية دلوقتى مش عارفين فايدتها ايه للبشريه و يمكن القنبلة دى هى السبب اللى تخلينا نعرف اخيرا فايدة ليها .. الرئيس روزفلت وصلته الرساله و عجبته الفكرة و قرر انها ينفذها .

و بدء مشروع انتاجها تحت اشراف سلاح الجو الاميركى و بدء فريق انتاجها يتكون من خبراء بيولوجين و علماء فى التسليح برئاسة ” ليتل ادامز ” و بدأوا يفكروا على انسب الخفافيش المناسبه للمهمه دى فى نفس الوقت كانوا بيتسألوا عن نوع المواد الحارقه اللى تبقى مناسبة للقنبله و الخفافيش .. الاجابات كانت مع السير فى التجربه و اللى استقروا فيها على الخفافيش المكسيكيه و كانت مهمه شاقه فى جمع الاعداد الرهيبه من الخفافيش دى فى نفس الوقت كان من المرجح فى البدايه ان المواد الحارقه تكون من الفوسفور الابيض لكن بعد انضمام العالم الكيميائى ” لويس فايزر ” للفريق تم استبدال الفوسفور باختراعه الا و هو مادة النابالم .

و بدأت الاختبارات و حددت ان وزن الخفاش 14 جرام و يقدر انه يشيل قنبلة حارقه وزنها 18 جرام و بتثبت على شريط لاصق فى مقدمة الخفاش المطلوب منه المهمه عشان يقدر يلقى المواد الحارقه دى .

طب و الله دا مشروع عظيم جدا بس ليه الولايات المتحده ما استخدمتش السلاح دا .. دا كان لعدة اسباب اولها اثناء اجراء مجموعه من التجارب على القنبلة دى حصل خطأ اثناء تشغيل واحدة من القنابل فى قاعده “كارلسباد” التابعة لسلاح الجو الاميركى فى ولاية نيوميكسيكو فى مايو 1943 و اللى فيه خرجت مجموعه من الخفافيش مدمرة كل حاجه فى سكتها فى القاعده دى و كانت كارثه كبيره و بداية تخوف الجيش الامريكى منها .. لكن رغم كدا اتنقل المشروع من اشراف القوات الجويه للبحريه الامريكيه و غيروا اسمه من القنبله الخفاشيه لمشروع Xrays و بدأوا يستكملوا باقى المشروع و تم اقامة واحدة من التجارب على القريه اليابانيه و هى عبارة عن نموذج بالحجم الطبيعي لمدينة يابانية تم بناؤها بواسطة خدمة الحرب الكيميائية فى ولاية يوتا و كانت النتيجة مبهره لان مراقب لجنة أبحاث الدفاع الوطني NDRC قال ان القنابل العاديه بتتسبب بحد اقصى 400 حريقه لكن القنبله دى بتتسبب فى 4500 حريقه يعنى ذات مدى تدميرى اضخم .

السبب التانى فى عدم استخدامها هو الاصرار على اقامة المزيد من التجارب عليها فى الوقت اللى كانت البحريه الامريكيه محتاجه السلاح دا بشكل اسرع فكان تطويرها بيتم بشكل بطئ و فى المقابل بدء صعود مشروع منهاتن و القنبله الذريه ياخد اهتمام الجيش الامريكى بشكل اكبر و اللى بالفعل تم استخدام القنبلة الذريه على حساب القنبله الخفاشيه دى .

ليتل ادامز مبتكر القنبلة الخفاشيه انتقد جدا القنبله الذريه و قال ان قتبلته كانت هتكون فعاله بشكل اكبر لانها كانت هتحقق درجة التدمير المرجوه لكن مع خساير اقل فى الارواح .

و ادى يا سيدى قصة القنبله الخفاشيه .. و لو هتسمحوا لى انى اقول انطباعات سريعه و موجزة ممكن اختزلهم فى تلات نقط

– ممكن فكرة بسيطة تكون نواه لشئ يفيد بلدك حتى ولو كان سلاح .. و الاهم انك تلاقى اللى يسمع لك و يدعمك فيها بالامكانيات و الفلوس .. امريكا ماشيه كدا و ربما دا سر من اسرار نجاحها كدوله عظمى بعكسنا احنا للاسف نقضيها سف و تريقه .

– مشروع سلاح تم على يد طبيب اسنان .. لا خبير اسلحه و لا خبير استراتيجى و لا حد قاله خليك فى حشو العصب .. بعت للبيت الابيض بالفكره و عشان هو صاحب الفكره كرموه و جابوه و خلوه هو رئيس المشروع و حطوا تحت ايده علماء و متحصصين و محدش فكر انه يسرق فكرته و ينسبها لنفسه .

– اخيرا ..من خلال السرد دا لو ركزت فى مكونات القنبله .. خفافيش و دا امر لا انسانى انك تسخر حيوان كسلاح حربى .. المواد الحارقه المستخدمه فوسفور ابيض او نابالم و الاتنين محرمين دوليا .. بس عادى انا ممكن اتغاضى عن كل دا المهم انى اكسب الحرب و كما قال ميكيافيلى ” الغايه تبرر الوسيله ” .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *