ربما اللعبه دى تحديدا انا نظرتى ليها انها مش مجرد لعبة عاديه و اتعملت لمجرد تسلية وقت زى الطاوله او الدومينو لكن دى لعبة تكتيكيه و استراتجيه من الدرجة الاولى بتعتمد على خطط و اساليب دفاعيه و هجوميه و اعتمادك الكلى فيها بيكون على مدى معدل ذكائك و توقعك لنقلات خصمك و على حسها اتنظمت بطولات دوليه كتير و بيكون فيها فائز بيستحوذ على جوايز ماديه و عينيه لكن رغم كل دا لكن فيه فى تاريخها مباراه اتلعبت كانت جايزتها اهم من كل اللى انا قلته دا و اللى هى حياة اللاعب نفسه .. يعنى باختصار .. العب المتش دا لو كسبته هيتكتب ليك عمر جديد و لو خسرته هتاخد رصاصه فى دماغك .. ربما هتندهش لكن دى قصة حقيقيه فعلا حصلت لواحد روسى اسمه ” اوسيب برنشتاين ” .

عم “اوسيب” دا اتولد سنة 1882 فى ظل حكم القياصرة للامبراطوريه الروسيه و حصل على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة “هايدلبرج” وبدأ حياته المهنية كمحام مالي و كان عاشق جدا للعبة الشطرنج و شارك فى بطولات كتير و فاز ببعضها و بقى واحد من اشهر الاسماء اللامعه فى اللعبه دى بروسيا يعنى زى ما انت شايف حياة كويسة جدا لاى انسان و اى حد يتمناها بس الامور بدأت تتبدل معاه للاسوء فى سنة 1917 مع بداية الثورة البلشفيه فى روسيا و سيطرة الشيوعيين على البلاد و الاجرائات اللى بدأت تتاخد من تأميم الممتلكات و البنوك و مصادرة الحسابات البنكيه , فى الوقت دا كان ” اوسيب ” فى اوكرانيا بيعمل مستشار قانوني للمصرفيين فيها و كان عنده تقريبا 35 سنة و نتيجة تورطه فى معاملات بنكيه ودعمه للرأسمالية تم القاء القبض عليه من الشرطة السريه و اللى اتعملت مخصوص للقضاء على اعداء البلاد من وجهة نظرهم و تم الحكم عليه بالاعدام رمي بالرصاص .

فى يوم اعدامه و وقت ما كانت فرقة الاعدام بتجهز نفسها طلب الضابط المسؤول عن التنفيذ الاطلاع على قائمة أسماء السجناء اللى هيتنفذ فيهم الحكم و اثناء عينه ما كانت بتجرى على الكشف وقع على اسم ” اوسيب برنشتاين ” و بما ان الظابط دا كان محب للعبة الشطرنج فكان الاسم دا مألوف ليه و قرر انه يستدعى صاحبه و اللى حضر ليه و سأله الظابط هل انت ” اوسيب برنشتاين ” لاعب الشطرنج اللى احنا بنسمع عنه ؟ الراجل قاله ايوة هو انا .. الظابط رغم الاجابه لكن كان متشكك و عشان يتأكد قاله شوف احنا هنلعب دور شطرنج لو انت فزت عليا هطلق سراحك اما لو انا فزت او المتش انتهى تعادل هنكمل اجرائتنا و هيتم اعدامك ووافق “برنشتاين” و جابوا الرقعه و لعبوا الجيم و اللى طبعا فاز فيه بصباع رجله الصغير و وفى الظابط بوعده و اطلق فعلا سراحه .. عم “برنشتاين” خرج من هنا و اخد ديله فى سنانه مع اسرته و خلع على باريس يواصل حياته المهنيه و ممارسة لعبه للشطرنج اللى كان ليها الفضل فى المحافظة على حياته و مع دخول النازيين فرنسا فى الحرب العالميه التانيه هرب على اسبانيا و فضل مستقر فيها لغاية ما فرنسا اتحررت و رجع تانى يعيش فيها سنة 1945 .

و بدء ” برنشتاين ” يشارك فى بطولات للشطرنج بس يمكن اهمها بطولة كانت بتنظم فى اورجواى سنة 1954 و كان وقتها بيبلغ من العمر 72 سنة ووصل فيها للدور قبل النهائى قصاد لاعب اسمه ” ميجيل ناجدورف ” و اللى شعر بالاهانه انه هيواجه شخص كبير فى السن و بدات المباراة و برنشتاين مسكه و مسح بكرامته الارض فى 37 نقله و رحع لفرنسا و عاش فيها باقى حياته الى ان توفى عام 1962 .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *