الكوبرا

الكوبرا حيوان زاحف و من الثعابين السامة التى تنحدر من عائلة العرابيد التى تشمل التايبان و الثعابين المرجانية و المامبا و هى أنواع لا تستطيع أن تطوي أنيابها للأسفل كما تفعل الأفاعي الأخرى لذا فإن أنيابها قصيرة و لكنها فعالة للغاية حيث بها يقتلون فرائسهم عن طريق حقنهم بسم عصبى ينتقل من خلال أنيابهم ليختلط بمجرى الدم ليعمل على إيقاف تنفس الضحية و نبضات القلبها و تنقسم الكوبرا الى أكثر من 20 نوع موزعين على قارتى أسيا و أفريقيا و هى مثل سائر الأفاعى تعد كائنات دفاعية بطبيعتها لذلك فلا تهاجم الإنسان الا إذا شعرت بالتهديد منه حيث تبدء فى تحذيره أولا من خلال رفع جسدها و فرد جانبى رأسها عبر استخدام عضلات و أضلاع موجودة في رقبتها بالتزامن مع إصدارها لأصوات شبيهة بالهسهسة العالية و العميقة لتحذير من يهاجمها بعدم الإقتراب أكثر من ذلك و اذا لم يرتدع فتقوم بلدغه و نشر سمها فى جسده و الذى اذا لم تعالج بشكل صحيح فتكون بلا شك لدغة قاتلة و يعتبر حيوان النمس هو أحد ألد أعدائها لأنه سريع بما يكفى للاندفاع و عض مؤخرة عنقها قبل أن تتمكن من الدفاع عن نفسها او مجاراته بنفس سرعته .

و بجانب أنواع الكوبرا التى تفترس باللدغ توجد منها أنواع أخرى تعرف بإسم ” الكوبرا الباصقة ” و هى زواحف لديها القدرة على البصق أو رش السم من أنيابها للدفاع عن نفسها أبرزها الكوبرا الحمراء الباصقة و الموزمبيقة و سوداء العنق و على الرغم من أن سمها ليس مميتًا بشكل عام عند التلامس مع الجلد إلا أنه يمكن أن يتسبب في الاصابة بالعمى الدائم إذا وصل إلى العين اما فى حالة الجلد فقد يؤدي إلى ظهور ندبات إذا تركت دون علاج لذلك يرتدى المختصين دروع واقية تغطى الرأس و تحمى العينين عند التعامل معها او التواجد فى أماكن معيشتها بحدائق الحيوان و رغم اسمها كأفاعى باصقة الا أنه فى واقع الأمر لا تبصق سمها حيث ينفثون السم عن طريق ضغط عضلاتهم على الغدد السمية بشكل يدفع السم إلى الخروج من الفتحات الأمامية في الأنياب و عندما يحاصرون فمن الممكن أن يصل مدى البصق لمسافة 2 متر حيث يوجد منها أربعة أنواع من إجمالى الكوبرا الموجودة في إفريقيا و سبع من أصل تسعة موجودة في آسيا و في حين أن البصق هو شكل دفاعهم المعتاد الا أنها قادرة أيضا على إيصال السم من خلال اللدغ .

الكوبرا الباصقة

و بجانب الأنواع الباصقة توجد الكوبرا الهندية و سميت بذلك الإسم نسبة الى موطنها الأصلي الهند و هى أفاعى رائعة الشكل حيث لها نقوش فريدة على الجزء الخلفي من رأسها على هيئة شكلين دائريين متصلان بخط منحني يبدو كما و لو أنها ترتدي نظارة حيث تهدف هذه العلامات إلى أن تبدو مثل زوج من العيون التى ربما تخدع عدوًا محتملاً خلفها و هى من الأنواع الشهيرة التى يستخدمها سحرة الثعابين رغم حظر ممارسة تلك المهنة في البلاد منذ عام 1991 بموجب قانون حماية الحياة البرية و هى من المعروف عنها أنها شرهة للغذاء حيث تستهلك أعدادًا كبيرة من الفئران و يستفيد منها الإنسان من خلال استغلال مكونات سمها في الأبحاث الطبية للعقاقير التي يمكن أن تفيد البشر و هو نوع يحظى بالاحترام كثيرًا حتى أنه لها مكانتها الخاصة في الميثولوجيا الهندوسية كإله قوي كما توجد أنواع أخرى من الكوبرا الهندية تعرف بإسم الأحادية نظرا لإحتوائها على أشكال فى الجزء الخلفي من الرأس تعطى عين دائرية واحدة بدلاً من اثنتين .

الكوبرا الهندية

أما بالنسبة الى الكوبرا المصرية فتعود أصولها إلى صحاري شمال إفريقيا و الشرق الأوسط و هي واحدة من أكبر و أشهر أنواع الكوبرا في إفريقيا و مسؤولة عن العديد من الوفيات و يبلغ أقصى طول لها 3 أمتار و يعتبر سم الكوبرا المصرية من أقوى أنواع السموم و من الممكن أن تسبب لدغتها موتًا سريعًا للضحيه و يعتقد الكثيرون انه هو الثعبان الذي استخدمته الملكة “كليوباترا ” للانتحار.

الكوبرا المصرية

أما الكوبرا الملكية فيصل طولها فى بعض الأحيان إلى 5.7 مترًا مما يجعلها أكبر ثعبان سام في العالم و توجد في جميع أنحاء الهند و جنوب الصين و جنوب شرق آسيا و عادة ما تتغذى الكوبرا الملكية على الثعابين الأخرى حتى السامة منها و إذا شعرت بالتهديد فإنها تفرد أجنحة رأسها و تصدر صوت هسهسة عالية و تنتصب الى ارتفاع قد يصل إلى ثلث طول جسمها و في بعض الحالات يمكن أن تكون أطول من الرجل العادي .

و تعيش ثعابين الكوبرا فى قارتى إفريقيا و آسيا حيث تفضل العيش فى غابات السافانا و الأراضي المفتوحة و السهول و التلال الصخرية و فى الغالب تبحث عن الفرائس و تتغذى عليها عند الفجر و الغسق و يمكنهم الحياة لأيام أو حتى شهور دون تناول طعام اعتمادًا على حجم وجبتهم الأخيرة حيث يساهم الأيض البطيء لديها فى جعل ذلك ممكنًا و تعتبر الفئران و السناجب الأرضية و الأرانب من الفرائس الرئيسية لها و لكن من الممكن أن تتغذى أيضًا على البرمائيات و الطيور و السحالي و الثعابين الأخرى و البيض حيث تستخدم لسانها المتشعب لتتبع رائحة الفريسة من خلال حركة دخوله و خروجه و التى به تلتقط جزيئات الرائحة من الأرض و يمررها الى عضو خاص للرائحة يتواجد في سقف الفم يسمى “عضو جاكوبسون” و هى مثل الثعابين السامة الأخرى تهاجم بسرعة البرق و نظرا لأن لها أنيابًا أصغر نوعًا ما فهى قد تلدغ عدة مرات لضمان ان يؤدى السم وظيفته .

و للتكاثر تنتج أنثى الكوبرا مجموعة من البيض كل عام و تبقى عادة بالقرب منها لحراستها حتى تفقس و تخرج الكوبرا الصغيرة التى تكون قادرة على الاعتناء بنفسها و يمكنها فرد رأسها بطريقتها المميزة في نفس اليوم الذي يخرجون فيه من بيضهم و يبقى كيس صفار كبير في معدة الصغير لإعطائه الغذاء لمدة تصل إلى أسبوعين قبل أن يحتاج إلى إيجاد طعام بمفرده و من المعروف أن معظم زواحف الكوبرا تحمي بيضها بعد وضعها بإستثناء الكوبرا الملك الأم التى تقوم بخطوة استباقية قبل أن تضع بيضها فى بناء عشًا بأوراق الشجر مستخدمة جسدها و رأسها لتحريك الأشياء ثم تضع بيضها و تغطيه بأوراق الشجر و بعد ذلك تضع نفسها فوقه حتى تفقس .

و يقوم الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) بتقييم حالة حفظ الأنواع النباتية و الحيوانية بهدف تحديد الأنواع المعرضة لخطر الانقراض و يتم نشر نتائجهم في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض و التى تصدر بشكل دورى حيث يقول أن هناك العديد من أنواع الكوبرا معرضة للخطر أو قريبة من التهديد و واحدة منها و هي كوبرا الساوتومى مهددة بالانقراض حيث تنحصر الأسباب الرئيسية فى تلك التهديدات ما بين تدمير موائلها و تحويلها للزراعة أو صيدها و تهريبها من قبل مهربى الحيوانات البرية من أجل التجارة الدولية الغير مشروعة للحيوانات الأليفة .

بطاقة تعريف

  • الفئة : زواحف .
  • الترتيب : الحرشفيات .
  • العائلة : العرابيد .
  • النوع : أكثر من 20 نوع .
  • العمر : يتراوح بين 20 الى 30 عام .
  • فترة الحضانة : تتراوح ما بين 45 إلى 80 يومًا بعدد 12 الى 60 بيضة بحسب الأنواع .
  • الحجم عند الفقس : يتراوح طول الصغار بعد الفقس ما بين 40 إلى 45 سم .
  • البلوغ : من 4 إلى 6 سنوات .
  • الطول : يصل حجم الكوبرا الملكية و هى الأكبر إلى 5.7 مترًا اما الأنواع الأخرى فتتراوح أطوالها ما بين 0.9 إلى 2.1 متر .
  • الوزن : ما يصل لمتوسط 9 كجم بحسب الأنواع .

معلومات سريعة عن زاحف الكوبرا

  • بعض أنواع الكوبرا قد تتظاهر بالموت من خلال اصدار بعض من التشنجات ثم تظهر بعدها كالجثة الهامدة حتى زوال التهديد .
  • مثل كل الثعابين فكي الكوبرا لهما عظمان مستقلان مرتبطان بشكل فضفاض بالجمجمة تتيح لها ابتلاع حيوان أعرض من رأسها.
  • لدى الكوبرا كبيرة الحجم جرأة كافية لتتخذ موقف تحذيرى لتهديد قطيع من الأفيال لإيقاف تقدمهم نحوها .
شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *