الخفاش

الخفاش حيوان ثديي و يتميز بأنه الوحيد القادر على الطيران و يعتبر من أكثر الكائنات التى أرتبطت بها الأساطير و الخرافات حيث يعتقد بعض الناس أن الخفافيش عموما حيوانات عمياء و مصاصة للدماء و لكن في واقع الأمر فإن هذه الثدييات الطائرة لها بعض من الفوائد للإنسان من خلال مكافحة الأفات و إستخدام روثها كنوع من السماد و المساهمة فى تلقيح الأزهار و تشتيت البذور و هى مخلوقات ذكية و من بين ما يقرب من 1400 نوع يوجد 3 أنواع فقط هى من تتغذى على الدماء التى عادة تكون من الماشية و أغلبها كائنات ليلية و تنتشر في جميع أنحاء العالم باستثناء المناطق شديدة البرودة و تعيش في الكهوف و الأماكن المهجورة , و الخفاش حيوان يتواجد بكثافة فى العديد من الثقافات و لكن بشكل متباين حيث تراه بعض المجتمعات بنظرة إيجابية من خلال دوره فى الحماية من بعض الأمراض التى تنقلها الحشرات بينما فى مجتمعات أخرى لا سيما فى الغرب ينظرون اليه بشكل سلبى لارتباطه بشكل عام بالظلام و السحر و الأمراض و الموت خاصة و أن الأبحاث العلمية قد أشارت الى انه بمثابة مستودع طبيعي للعديد من مسببات الأمراض و نظرًا لكونها كائنات نشيطة الحركة فإنها يمكن أن تنشره بسهولة فيما بينها و إذا حدث تفاعل بينها و بين البشر فإن هذه الأمراض قد تنتقل إليه و تمثل خطورة على صحته .

و ينقسم الخفاش إلى مجموعتين رئيسيتين أولها هى الخفافيش الضخمة و تكون ذات أحجام متوسطة إلى كبيرة و تتغذى على الفاكهة أو حبوب اللقاح أو الرحيق و بعض منهم يأكلون الحيوانات البرية الصغيرة بينما البعض الأخر يأكل السمك و يتميزون بأنهم ذات أعين كبيرة و بصر ممتاز بينما المجموعة الرئيسية الأخرى هى الخفافيش الدقيقة و التى تتميز بأحجام صغيرة و تتغذى على الحشرات في الغالب و يستخدمون امكانية تحديد الموقع بالصدى و الموجات الصوتية للتنقل من مكان الى اخر و تحديد الحشرات الطائرة التي تتغذى عليها و تشمل هذه المجموعة الخفاش الصغير و كيتي المتعرج و الذى حجمه أقل من العملة المعدنية و يعيش فى غرب تايلاند و جنوب شرق بورما و يعتبر أصغر حيوان ثديي على وجه الأرض .

و يعتبر الخفاش الحيوان الثديى الوحيد القادر على الطيران حيث تحتوي أجنحته على نفس عظام اليد البشرية و لكن بأصابع بينهم غشاء رقيق قوي من الجلد الناعم المخملي و ترتبط هذه العظام بظهره و قدميه مثل نسيج و أضلاع المظلة كما يحتوى سطح أجنحة الخفاش على نتوءات صغيرة و حساسة بها شعر صغير فى المنتصف تسمى “خلايا ميركل” و ترجع أهميتها فى أنها تسمح له بجمع معلومات حول تدفق الهواء فوق الأجنحه حتى يتمكن من تغيير أسلوبه ليطير بكفاءة أكبر اضافة الى أن أجنحته مليئة بالأوعية الدموية بشكل يساعده على الشفاء بسرعة في حالة الإصابة كما أنها عندما تقلع للطيران فيكون عن طريق السقوط من وضع معلق و لا يستطيع الكثير منها الإقلاع من الأرض اما فى حالة الهبوط فيكون عن طريق إبطاء سرعة طيرانها الى ان تتوقف و تمسك بفرع أو أي سطح آخر .

و يمكن العثور على الخفاش في أي مكان تقريبًا باستثناء المناطق القطبية و الصحاري الشديدة و عادة ما يستريحون في مجموعات اجتماعية كبيرة في الكهوف و الأشجار و الهياكل التي من صنع الإنسان مثل الجسور لكن بعض الأنواع تحتمي في الجحور أو أعشاش النمل الأبيض أو حتى في الزهور أو شبكات العنكبوت العملاقة و تهاجر بعض الخفافيش إلى المناخات الأكثر دفئًا خلال فصل الشتاء و يوجد نوع واحد منهم يقطع مسافة 3900 كيلومتر كل عام و لم يُعرف بعد كيف تتنقل الخفافيش كل هذه المسافات الطويلة للعثور على الكهف نفسه الذي استخدمته في العام السابق كما أنها حيوانات من الممكن ان تنقلب رأسًا على عقب حال وقوفها فى وضع مستقيم لأن العظام الموجودة فى أرجلها الخلفية خفيفة الوزن و لا يمكنها دعم ثقل الجسم لذلك فهى تتدلى من قدميها عند الراحه أو النوم و تلتف أجنحتها حول جسدها مثل العباءة و تنام أثناء النهار و تخرج ليلاً بحثًا عن الطعام .

و تستخدم الخفافيش الدقيقة خاصية تحديد الموقع بالصدى للعثور على وجبات الحشرات عن طريق إصدار دفعات قصيرة من الأصوات عالية النبرة و التي ترتد عن الأجسام و تعود إلى الخفاش كأصداء حيث يساعده ذلك على رؤية عالمه و اكتشاف فريسته و تتأخر معظم الخفافيش في إصدار إشارة ثانية الى أن تتلقى صدى الأولى و من الممكن أن يتسبب اصطياد الفريسة في حدوث عمى مؤقت له لأن الخفاش لا يستطيع اصدار مثل تلك الاشارات بفم ممتلئ بالطعام و لتجنب هذه المشكلة يصدر عدد من الخفافيش صريرًا من خلال أنوفها كبديل مؤقت عن تلك الإشارات كما أنها تتميز بإمتلاكها آذان ضخمة و غالبًا ما تكون خمسة أضعاف حجم الرأس أو أكثر و تساهم فى استقبال الصدى بشكل أوضح ليقوم الخفاش بتفسير الإشارة الواردة حيث يمكن أن يميزوا فارق الصوت القادم من شجرة او من فريسة و الخفافيش ليست عمياء و لكن معظمها يتمتع برؤية ليلية أفضل من الرؤية النهارية و يرون باللون الأسود و الأبيض و ظلال الرمادي.

و تعيش جميع الخفافيش على اللبن منذ الولادة و حتى سن ستة أشهر و بعد بلوغهم يتغذى ما يقارب من 70% من أنواعهم على الحشرات مثل الذباب و البعوض و الخنافس و الصراصير أما بالنسبة الى الأنواع التى تتغذى على الرحيق فهى خفافيش تشبه الطيور الطنانة و لها أنف طويل و لسان يسمحان لها بالتقاط الرحيق أثناء تحليقها كما يلتقط الشعر الموجود على أجسامهم حبوب اللقاح و ينقلها من زهرة إلى أخرى حيث توجد بعض من النباتات لا تستطيع العيش بدون ملقحات قادمة من الخفافيش كما توجد أنواع أخرى تتغذى على الفواكه و التى تجذبهم رائحتها الناضجة لكنهم لا يأكلون الفاكهة كاملة بل يبتلعون كل العصير و يبصقون اللب و البذور خلال طيرانهم و هو أمر يساعد على تجديد الغابات المطيرة حيث أكسبهم سلوكهم هذا في نثر البذور اسم “مزارعو المناطق الاستوائية” كما توجد أنواع تتغذى على الأسماك بالإضافة إلى السحالي و الضفادع و الطيور و القوارض و حتى الخفافيش الأخرى و لكنها قليلة نسبيا حيث يقتل الخفاش من ذلك النوع فريسته عن طريق عض رأسها أما بالنسبة لصائدى الأسماك فهى فوق سطح الماء و تستخدم الصدى لتحديد مواقع الأسماك ثم تلتقطها بمخالبها الحادة و أخيرا الخفافيش مصاصى الدماء و هم موزعين على ثلاثة أنواع فقط و يتواجدون فى نطاق يبدء من المكسيك إلى أمريكا الجنوبية و تتغذى على دماء الثدييات و غالبًا ما تكون الأبقار الداجنة أو الطيور حيث تقوم هذه الخفافيش بعمل قطع صغير على شكل حرف V في جلد الحيوان ثم لعق الدماء لا امتصاصه و عادة ما يكون لعق الدم من ساق الحيوان مزعجًا أكثر من كونه خطيرًا حيث يمتلك ذلك النوع من الخفافيش مادة كيميائية تفرز في لعابه تعمل على منع الدم من التجلط قبل أن يأكله و من المحتمل أن يكون لهذه المادة الكيميائية استخدامات طبية للبشر و حاليا يتم إجراء دراسات عليها لمعرفة عما إذا كانت تستطيع مساعدة البشر الذين يعانون من جلطات دموية قد تؤدى الى حدوث سكتات دماغية .

و لجذب رفيقة من أجل التزاوج قد يغنى ذكر الخفاش او يعرض أجنحته أو يوسع شعيراته الطويلة في الجزء العلوي من الرأس و ذلك يتوقف على نوعه كما تحدد العديد منها أراضيها باستخدام غدد الرائحة على رقبتها و ذقنها و تحصل الخفافيش المهيمنة على النقاط الأعلى للإقامة فيها في حين أن الخفافيش ذات الرتب الأدنى تكون فى الأسفل اما الأنثى عند الولادة فتلد و هى معلقة بين قدميها لذلك فهى تقوم بالامساك بطفلها بجناحيها و هو يسقط و تنجب معظم إناث الخفافيش طفلًا واحدًا سنويا فقط و يُدعى الجرو بينما فى انواع أخرى قليلة من الممكن ان تنجب توائم كما يمكن لبعض الخفافيش الاستوائية أن تحمل مرتين في السنة و في بعض أنواعهم تشكل الإناث الحوامل مستعمرات للحضانة في الأماكن الأكثر دفئًا و يمكن للأم تحديد موقع جروها برائحتها و صوتها من بين الألاف الموجودين في تلك المستعمرة و يولد الجرو بلا شعر و عيناه مغمضتان و ترضعه الأم لمدة تتراوح ما بين شهرين إلى ستة أشهر ثم تعلمه الطيران و كيفية العثور على الطعام و في الخفافيش التي تعيش في مجموعات أصغر قد يساعد الأب في رعاية الجرو الذى يتعلم الطيران في غضون فترة من ثلاثة إلى ستة أسابيع من ولادته اعتمادًا على النوع .

و تعتبر الخفافيش مهمة فى حياتنا لأنها مسئولة عن تلقيح الأشجار و الزهور و الصبار و ينشرون البذور حتى تنمو النباتات في مناطق جديدة كما تلقح الخفافيش فواكه مثل الأفوكادو و الموز و التمر و التين و المانجو و الخوخ و تعيش تلك الكائنات فى مستعمرات بالألاف و يمكن لكل منها أن تأكل نصف وزنها من الحشرات في الليلة الواحدة لذا فهي رائعة في السيطرة على الأعداد الكبيرة من الآفات التي تضر بالمحاصيل و تنشر الأمراض و قد يكون لبعض الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في فضلات الخفافيش استخدامات طبية مهمة للإنسان و رغم كل تلك الفوائد الا أن العديد منهم في خطر شديد حيث يواجه العديد منهم الصيد و القتل فى كهوفهم من أجل الطعام أو الدواء و تعتبر من أكثر الثدييات البرية المهددة بالانقراض في أمريكا الشمالية حيث بدأت تفقد الخفافيش موطنها في جميع أنحاء شرق الولايات المتحدة و كندا بسبب الأنشطة البشرية كما أنها تقع فريسة لعدوى فطرية تسمى متلازمة الأنف الأبيض و التى تجعلهم عرضة للمجاعة كما يحتاج خفاش الفاكهة أيضًا إلى المساعدة حيث تم العثور على هذا الخفافيش المهددة بالانقراض فقط في جزيرة “رودريجز ” التي تقع على بعد حوالي 300 ميل شرق مدغشقر في المحيط الهندي و تم العثور على معظم هذه الخفافيش في مستعمرة واحدة استخدموها لأكثر من 50 عامًا و عندما قام الناس في الجوار بقطع أشجار التمر الهندي و المانجو لزراعة محاصيل أخرى تضاءل طعامها المفضل مما أدى الى قلة أعدادها ثم أزداد الأمر سوء في أعقاب إعصار حديث ضرب المنطقة عام 2003 مدمرا لموائلها و جرف معه الخفافيش في البحر .

بطاقة تعريف

  • الفئة : ثدييات .
  • العائلة : الخفاشيات .
  • النوع : أكثر من 1400 نوع .
  • العمر : يتراوح عمره ما بين 5 الى 30 عاما بحسب النوع .
  • فترة الحمل : يختلف حسب الأنواع و توافر الغذاء و لكنه يتراوح ما بين 40 يومًا إلى 10 أشهر و يكون الجراء فى الغالب 1 لكل مرة و فى بعض الأنواع قد يكون 2 أو 3 .
  • الوزن عند الولادة : يتراوح بحسب النوع ما بين 0.22 إلى 370 جرامًا .
  • الحجم : عند فرد الأجنحه يكون الأكبر الثعلب الطائر بطول يصل إلى 1.8 متر بينما الأصغر خفاش كيتي المتعرج بأقل من 15.2 سم .
  • الوزن : الأثقل و هو الثعلب الطائر يصل إلى 1.5 كجم بينما الأخف خفاش كيتي المتعرج 2 جم .

معلومات سريعة عن حيوان الخفاش

  • الخفافيش من نوع مصاصة الدماء قد تتبنى صغارًا يتيمة .
  • لا تنبت بعض البذور إلا إذا مرت عبر الجهاز الهضمي للخفافيش .
  • تتميز عظام أصابع الخفافيش بالمرونة الشديدة حيث يفتقر الغضروف إلى الكالسيوم و المعادن الأخرى بالقرب من الأطراف بحيث يمكن أن ينثني دون أن ينكسر .
شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *